آل سعود يوغلون بارتكاب المجازر والجرائم بحق اليمنيين متى يتحرك الضمير الإنساني؟
مما هو مسلم به إن الحروب تطال بأضرارها ودمارها ومآسيها، نسبة من المدنيين، خصوصاً إذا كانت هذه الحروب تتركز في المدن، بحكم أن أكثر المراكز العسكرية والأهداف الاستراتيجية التي يستهدفها الخصم بطيرانه ومدفعيته وصواريخه، تجاور أو قريبة من الأحياء السكنية، والعدوان السعودي على الشعب اليمني لا يشذ عن هذه القاعدة، فكان المتوقع أن تحصل خسائر بين المدنيين نتيجة تداخل المباني، ونتيجة الأخطاء العسكرية، وخسائر في المنشآت وفي المراكز الحيوية لذات الأسباب، والمتوقع أيضاً أن تظل مثل هذه الخسائر محدودة وعلى نطاق ضيق وضمن السقوف المعقولة. إلا أن المشكلة بالنسبة لهذا العدوان هو أنه حوّل الشعب اليمني بكل وجوده ومؤسساته ومراكزه الحيوية ومدارسه وبناه التحتية الى أهداف مشروعة !
طالها العدوان بنيرانه وصواريخه اكثر مما طال جبهات القتال وخنادق المقاتلين الأشاوس من أنصار الله والجيش اليمني الذين كبدوا السعوديين ومرتزقتهم خسائر فادحة في المعدات والأرواح.
إذن كان الاستهداف السعودي وما يزال شاملاً لكل جوانب حياة الشعب اليمني كما سنرى بعد قليل، ما يكشف بشاعة هذا العدوان ودمويته وتميزه عن بقية الحروب، سوى الحروب التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث يستخدم نفس الأساليب البشعة والمنافية للقوانين والأعراف الدولية والإنسانية، تلك التي يستخدمها اليوم النظام السعودي ضد الشعب اليمني.
ولإعطاء صورة تكشف حجم الكارثة التي حلت بالشعب اليمني المظلوم من وراء العدوان واستهداف الأخير نتعرض إلى بعض من مفاصل هذا الاستهداف بما يلي :
1- استهداف الطفولة في اليمن، فكما قلنا، إن العدوان السعودي تجاوز كل أنواع العدوان في استهداف الطفولة في اليمن، استهدفها في البيوت، وفي الشوارع وفي الحدائق العامة وفي المدارس...الخ. وفي هذا الإطار قدمت وما تزال المنظمات الإنسانية أو بعضها، مثل هيومن رايتس ووتش الأمريكية، ومنظمة العفو الدولية،وتقارير متواترة على هذا الاستهداف الإجرامي، نشير إلى بعضها بما لآتي....
أ- في 11/1/2017 أعلنت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) في اليمن، مير يقشل، أن الأمم المتحدة تحققت من مقتل 1400 طفل يمني، وإصابة أكثر من 2140 آخرين بجراح، منذ بدء الصراع في البلاد في مارس/آذار 2015. وأشارت المسؤولة الأممية في بيان صحفي أن الرقم الفعلي قد يكون أكثر من ذلك بكثير وأضافت قائلة "هناك قرابة2000 مدرسة لا يمكن استخدامها بسبب تعرضها للدمار أو الضرر، أو لأنها تؤوي عائلات النازحين أو تستخدم لأغراض عسكرية.
ب- أصدر المركز القانوني للحقوق والتنمية (I.C.R.D) في2/11/2016 تقريراً تضمن ما دمره العدوان السعودي في اليمن، بالأرقام، ومنها المدارس،فقط712 مدرسه ومعهد ما يؤشر ذلك إلى الاستهداف المقصود من قبل طيران العدوان للمدارس والفتك بالأطفال الذين يرتادونها.
ج- أصدرت الأمم المتحدة في مايس2016 تقريراً، أكدت فيه التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤول عن 60%من وفيات وإصابات العام الماضي2015 في اليمن، حيث تم قتل 510 أطفال، وإصابة 667، وأكد التقرير أيضاً، أن التحالف نفذ نصف الهجمات التي تعرضت لها مدارس ومستشفيات في اليمن. وعلى اثر ذلك، أدرج الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، السعودية وأعضاء التحالف العربي الذي تقوده في اليمن على القائمة السوداء، التي تقتل الأطفال وتساهم في تشويههم. لكن للأسف تراجع بان كي مون عن هذه الخطوة التي جاءت بتوصية أمريكا لابتزاز النظام السعودي أكثر منه انتصاراً لأطفال اليمن، تراجع بان كي مون ورفع اسم السعودية من القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال، بعد 72ساعة فقط، مبرراً ذلك، انه تعرض لضغوط سعودية وتهديد بقطع الإمدادات المالية السعودية، وبالتالي بحسب ما قال بان كي مون عجز المنظمة الدولية عن الاستمرار في دعم مشاريع لإعانة أطفال سوريا ودول أفريقيا، وذلك عذر غير مقبول، إذ لا يمكن لمنظمة دولية تحترم نفسها، تضحي بالسكوت على مجازر ومعاناة أطفال اليمن، من أجل دعم المشاريع التي تخص مساعدة أطفال الدول الأخرى، فذلك مجرد حجة غير مقنعة، فقرار رفع اسم السعودية جاء من واشنطن وتل أبيب وما على بان كي مون إلا التنفيذ.
د-لم تكتف السعودية بقتل الأطفال اليمنيين وقصف مدارسهم، بل أنها انتقمت منهم بحرمانهم من الأدوية الطيبة التي يحتاجها المرضى منهم بفرضها الحصار البحري والبري على اليمن ومراقبة الشاردة والواردة، وفي هذا السياق يقول الكاتب اليمني رشيد حداد في مقال له انتشر على موقع أوراق برس يوم17/10/ 2015 " تسبب الحصار الذي يفرضه (التحالف) على اليمن، منذ بدء العدوان، في نفاذ عشرات الأصناف من الأدوية الحيوية من الأسواق، وتناقض المخزون الدوائي في المستشفيات العامة والخاصة، وما يتهدد حياة الآلاف من المصابين بأمراض مزمنة وينذر بكارثة إنسانية ".وشرح الكاتب كيف أن النظام السعودي استهدف مصانع الأدوية الطبية في صنعاء وفي محافظات يمنية أخرى، وكيف أن النظام السعودي منع توريد الأدوية من السعودية نفسها إلى اليمن عبر المعابر بين البلدين، ما بات ذلك يهدد المرضى ومن بينهم الأطفال.
ه- أصدرت القائمة بأعمال ممثل اليونسيف في اليمن، الدكتورة مير متشل ريلانو تقريراً يوم12 ديسمبر2016،جاء فيه أن حوالي2/2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبير تصل إلى نسبة200% مقارنة بعام2014....وذكر البيان، أن 1/7 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد المتوسط، وان سوء التغذية المزمن في اليمن لم يشهد لها العالم مثيلاً اليوم".ونقل البيان عن ريلانو قولها " ان معدلات سوء التغذية في اليمن هي الأعلى والأكثر تصاعداً من أي وقت مضى، وصحة أطفال البلد الأفقر في الشرق الأوسط، لم تشهد مطلقاً مثل هذه الأرقام الكارثية التي نشهدها اليوم".وأضافت ريلانو قولها كاشفة حجم الكارثة التي يعاني منها أطفال اليمن، "يموت في اليمن على الأقل طفل واحد كل عشر دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي، لافتة إلى أن الأوبئة مثل الكوليرا والحصبة انتشرت في هذه البلاد، وانه نظراً لتوفر عدد قليل من المرافق الصحية العاملة زاد تفشي هذه الأمراض ليشكل عبئاً كبيراً على الأطفال". وذلك بسبب قصف الطيران السعودي للمستشفيات والمشافي وباقي المراكز الصحية ومنع توريد الأدوية إلى اليمن، كما أشرنا.
2- عمد النظام السعودي إلى مرض الحصار البحري والجوي على الشعب اليمني، كما أشرنا قبل قليل، وفيما يعلن النظام انه يمنع فقط توريد الأسلحة إلى أنصارالله والجيش اليمني، تقول المنظمات الدولية، والمصادر اليمنية وبالدليل القاطع أن الحصار شمل كل شيء، بحيث لم يسمح لليمنيين من إدخال الأدوية، كما ذكرنا قبل قليل، أو إدخال المواد الغذائية الضرورية للحياة، وإدخال أي شيء يحتاجه الشعب اليمني في حياته العامة...وإيغالاً في التنكيل بهذا الشعب، دأب النظام السعودي على استهداف المنشآت اليمنية، وكل البنى التحتية التي يستفيد منها هذا الشعب، من مستشفيات ومصانع ومعامل مختلفة الاختصاصات ومن حدائق وأبنية ومراكز حضرية، وأثرية وسياحية ،حتى انه بدأ بعد ما استند أهدافه من البنى التحتية، بدأ يستهدف بيوت المواطنين، إمعاناً في القتل وإمعاناً في مراكمة مأساوية ومعاناة هذا الشعب المسالم والفقير. ذلك من أجل حمله على رفع الرايات البيضاء للعدوان السعودي والخضوع مرة أخرى لتحكم آل سعود بمصيره ومستقبلة، وقد وصل هذا القتل والتدمير حداً، وصفته المنظمات الدولية بالوضع "الكارثي المخيف"..
أ- أعلن في هذا السياق، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جامي مكغولدريك‘ في 17/12/2016، ان الكارثة الإنسانية تتفاقم في اليمن، في وقت تسببت الحرب العدوانية على هذا البلد في تخريب الاقتصاد، وفي وقف توزيع الإمدادات الغذائية، ما يدفع البلاد إلى شفا المجاعة.وقال مكغولدريك، أن الأطفال يموتون في مختلف أنحاء هذا البلد، وذلك بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة أن الحرب التي تشنها السعودية على اليمن منذ ما يقرب من عامين حرمت اكثر من 14 مليون نسمة هم نصف عدد السكان من الأمن الغذائي، وان سبعة ملايين منهم يتضورون جوعاً. وأضاف مكغولدريك قائلاً " نعلم اننا في أوائل العام المقبل سنواجه مشكلات كبيرة...مضيفاً، ان نحو نصف عدد محافظات ال22 توصف رسمياً بالفعل بأنها تعاني وضعاً غذائياً طارئاً يمثل أربع درجات على مقياس مكون من خمس درجات تعني درجته الخامسة وجود مجاعة قائلاً " أعرف أن هناك تطورات مقلقة وان التدهور الذي شهدناه لا يعطينا الّا مؤشراً على أن الأمور ستكون أسوأ بكثير".
ب- في 2/11/2016 أصدر المركز القانوني للحقوق والتفية (I.C.R.D) تقريراً ضمنه إحصاءات شاملة حول ما دمرته طائرات العدوان من منشآت ومراكز ومستشفيات خلال مدة590 يوم في العدوان، أي بعد سنة ونصف تقريباً، على العدوان الذي مايزال متواصلاً، ومن هذه الإحصاءات ما يلي : 1452منشأة رياضية، و108 منشأة ومبنى جامعي، و20منشأة إعلامية، و5163 منشأة تجارية، و2285وسيلة مواصلات،و638مخزن غذاء و473 ناقلة وقود، و174 مزرعة دواجن ومواشئ، و1352 حقل زراعي. وبدون شك أن هذه الأرقام تصاعدت نظراً لاستمرار العدوان واستمرار الاستهداف للبنى التحتية وللمرافق الحياتية في اليمن.
3- استهداف المدنيين العزل من أبناء الشعب اليمني، ومن المرافق الحياتية وفي صالات المراسم، وفي الأسواق المكتظة بالمتسوقين، وفي هذا الإطار ارتكب النظام السعودي مئات المجازر المروعة، لعل أبشعها وأكثرها دموية مذبحة الصالة الكبرى في صنعاء قبل عدة أشهر،والتي أدانتها أغلب المنظمات والحكومات ومن بينها الحكومتان الأمريكية والبريطانية الداعمتان للنظام السعودي في عدوانه على اليمن، ذلك لمحاولة النظام السعودي بعث اليأس والإحباط، ومحاولة فك التفاف أبناء هذا الشعب حول أنصار الله والجيش اليمني، الذين الحقوا بالمعتدين الهزائم المنكرة والمتلاحقة لحد الآن وكبدوهم خسائر فادحة كما أشرنا في بداية هذه السطور. وفي هذا السياق أكدت :
أ- منظمة هيومن رايتس ووتش، أن النظام السعودي يرتكب جرائم حرب في اليمن، فقد أتهم مدير المرافعة والتواصل في المنظمة أحمد بن شمسي، في تصريحات له لوكالة تسنيم الإيرانية في 26 ديسمبر2015، التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن باستخدام قنابل عنقودية في عملياتها هناك، وأضاف...ان ما يرتكبه التحالف يمثل أحد اكبر الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية ".
ب- في الاطار ذاته، نشرت جريدة لوكنار اونشيني الفرنسية الصادرة في باريس في أعدادها الأخيرة، بعد21 شهراً في العدوان، ملخص تقرير بعثه الفارة الفرنسية المعتمدة في واشنطن إلى الحكومة الفرنسية حول حرب اليمن تضمن معلومات صادمة حول الضحايا إذ يقول التقرير أن الهجمات التي تقودها السعودية تسببت في مقتل أربعة آلاف من المدنيين، وفي موجة نازحين تقدر أعدادهم بمليوني و200 ألف نازح داخل بلادهم، كما يؤكد التقرير معاناة400 ألف طفل من أمراض خطيرة بسبب نقص التغذية والأدوية ومعاناة النزوح، وقد توفي عشرة آلاف منهم دون سن الخامسة نتيجة هذا العوامل المرتبطة بالعدوان.
ج- إتهم موقع (تي تي يو) الفرنسي في 12ديسمبر2016، التحالف السعودي في تقرير له تحت عنوان (اليمن حرب المياه) بقصف وتدمير اسالات مياه الشرب، وجاء في التقرير أن النظام السعودي يستخدم استراتيجية غير مباشرة جراء عمليات القصف الممنهج لمصادر تغذية المياه الصالحة للشرب ضمن حربه على اليمن، وأشار التقرير إلى إدانات المنظمة الدولية للسعودية لاستهدافها منشآت مياه الشرب في المحافظات اليمنية، مؤكداً انه ومنذ أكثر من عام على انتشار هذا التقرير- وهذه الغارات تستهدف البنية التحتية في هذا البلد، حتى ان مصانع المشروبات الغازية المحلية لم تسلم من هذه الغازات.
د- نشر موقع دوتيشه فيله الألماني يوم12/12/2016 تقريراً أشار فيه إلى أن الحرب العاصفة على اليمن تكاد اليمن تكاد تكون بمثابة يوم القيامة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة...وبيّن التقرير أن الحرب الدائرة حالياً على اليمن خلفت نحو92 ألف معاق، وأن الحروب والصراعات التي شهدها هذا البلد في السنوات الماضية تسببت في ارتفاع أعداد المعاقين، استناداً إلى ما وصفها بتقديرات متواضعة، إلى ما يزيد عن 3 ملايين و700 ألف معاق عن الحركة، ويؤكد التقرير أن عدد هؤلاء في تزايد مستمر على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية لهم قبل وبعد نشوب الحرب القائمة هناك منذ قرابة سنتين. كما أشار التقرير إلى أن أعداد هؤلاء المعاقين بسبب استمرار الحرب باتت تفوق سكان بعض الدول الخليجية.
هذه الكوارث التي يعاني منها الشعب اليمني المحروم بسبب استمرار العدوان هي التي دفعت المحلل السياسي الأمريكي مارك غلين إلى التأكيد على الصلة الوثيقة بين تل أبيب والرياض، حيث قال في حديث نشرته وكالة أنباء تسنيم الباكستانية يوم 2كانون الثاني 2016..." بعد أن زحف سرير كلاب الصهيونية والامبريالية الغربية، فأن النظام السعودي تطبع الآن بصفاتهم، وهي الحرب والإبادة الجماعية للأبرياء بالإضافة إلى النفاق عندما يتعلق الأمر وبالأخلاق وحقوق الإنسان".
وهذه الكوارث والمجازر البشعة هي التي دفعت بعض الصحف الأمريكية إلى انتقاد ولوم الحكومة الأمريكية على دورها في دعم هذا العدوان، وفي هذا السياق نشرت صحيفة (ذي ويك) الأمريكية مقالاً في 25حزيران، عام2016،عن " شن السعودية حرب ظالمة على اليمن سببت لها كارثة إنسانية بشعة بمساعدة أمريكا وبريطانيا مشيرة إلى أن السعودية هي الدولة الشرق أوسطية المسؤولة بشكل كبير عن مشاكل أمريكا، فقد كانت أكثر الدول حليفة من غيرها على مدى عقود في المنطقة التي سببت الولايات المتحدة مشاكلها الأكثر خطورة، وجلبت لها عاراً وخيماً ". وبعد إشارتها إلى أن الحرب السعودية سببت لليمن كارثة إنسانية بشعة بمساعدة أمريكا قالت الصحيفة " أن أمريكا متواطئة في هذه الحرب حيث قدمت المعلومات الاستخباراتية، والطائرات بدون طيار،وبعض القوات الخاصة على الأرض في اليمن، في الوقت الذي تواصل فيه السعودية حربها في اليمن". والى ذلك طالبت كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش تعليق عضوية السعودية في مجلس حقوق الإنسان في 2تموز العام الماضي، وقالتا "انهما وثقتا 69 غارة جوية للتحالف الذي تقوده السعودية مخالفة للقانون، بعضها يرقى لمستوى جرائم الحرب في اليمن، حيث قتل 913 يمنياً على الأقل".
على أن التواطئ الأمريكي البريطاني مع العدوان السعودي، هو الذي يشجع النظام السعودي على مواصلة العدوان والايغال في قتل المدنيين الأبرياء ويمارس ابشع أنواع الحروب ضدهم، كما يقول الكاتب عبد الخالق النقيب في مقاله المنشور في موقع توشكا نيوز يوم 14/1/2017....والذي أضاف قائلاً "بعد أن فشلت عاصفة الحزم عسكرياً على الأرض، وفشلت سياسياً في المناطق التي تخضع لسيطرة هادي عجزها عن تمكين حليفها من تحسين اشتراكاته التفاوضية التي يمكن أن يقف على أرضيتها في أي مشاورات قادمة...!! فتحولت إخفاقات عاصفة الحزم المتكررة في العمليات العسكرية والسياسية إلى حالة من السعار...! أيقظت رغبتها في الانتقام ومواصلة التسلح والانفتاح كلياً على الحرب، تحت تأثير الهزيمة التي ترى من المدارس والأسواق ومربعات المجتمع السكاني هدفاً سهلاً وتتعامل معه كفريسة مشروعة لأهداف الحرب العسكرية ".
هذا أولا، وثانياً : إن هذا السكوت عن فظائع العدوان ومجازره الدموية في اليمن، يكشف بشاعة التقييم الإعلامي الذي يمارسه الإعلام الأمريكي والغربي على تلك الجرائم، وبنفس الوقت يكشف ضعف الإعلام اليمني والإعلام المناصر له في إيصال صوت المظلومين اليمنيين، ومظلوميتهم إلى الرأي العام العالمي الإسلامي والعربي منه بشكل خاص، ولعل ذلك، بالإضافة إلى التقييم على الجرائم السعودية، هو السبب في عدم تفاعل الرأي العام مع الكارثة الإنسانية الرهيبة التي يتعرض لها الشعب اليمني.
ثالثاً : ما شجع النظام السعودي على المضي في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق الشعب اليمني، هو تقصير علماء الدين والمفكرين والمثقفين والإعلاميين في هذه الأمة، فلم نرَ للأسف لا حملة فكرية أو ثقافية ولا إعلامية، ينهض بها هؤلاء على الأقل لتبيان ما يتعرض له الشعب اليمني على يد هذا النظام السعودي الجائر والدموي، ولإيصال مظلومية ومآسي هذا الشعب إلى الأمة لتتفاعل معها وتتحول إلى حراك ضاغط على السياسيين وعلى النظام السعودي نفسه وحماته، كما لم نرَ للأسف مؤتمرات أو ندوات يعقدها هؤلاء العلماء والمفكرون والمثقفون حول مآسي اليمن، ومذابح الشعب اليمني التي ترتكبها النظام السعودي وفضح هذا الأخير وخروجه عن ملة الإسلام، وتحوله إلى صنو وتؤم للكيان الصهيوني كما قال المحلل السياسي الأمريكي مارك غلين، نأمل أن يتحمل هؤلاء الذين هم طليعة الأمة المسؤولية والنهوض بهذه المسؤولية والواجب الإنساني والإسلامي، كما نأمل بتحرك ضمير الرأي العام العالمي على الأقل لمواساة الشعب اليمني في محنته ومآسيه بسبب استمرار العدوان السعودي وتفننه في القتل وارتكاب الجرائم والمجازر الدموية بحق هذا الشعب المحروم.
بقلم :عبدالعزيزالمكي
ارسال التعليق