أطفال اليمن.. شهداء مجزرة جديدة لآل سعود
فجر أمس الجمعة، ارتكب طيران العدوان السعودي على اليمن مجزرة مروعة راح ضحيتها 17 شهيداً منهم 6 أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم 10 سنوات، حيث شنت الطائرات الحربية 4 غارات على مناطق سكنية في حي “فج عطان” جنوب العاصمة صنعاء، استهدفت إحداها 3 مبان متجاورة تقطنها اُسَر من المقيمين والنازحين بسبب الحرب، وأسفرت عن دمار كامل للمباني واستشهاد أغلب من فيها، فضلاً عن 24 مصاباً، ليرتفع عدد شهداء العدوان على اليمن خلال أقل من أيام ثلاثة إلى 50 شهيداً، إذ ارتكب طيران العدوان مجزرة سابقة، الأربعاء الماضي، حين قصف فندقاً شعبياً بمديرية “ارحب” شمال العاصمة، أسفرت عن استشهاد 33 مدنياً وإصابة العشرات.
وكان العشرات من المسعفين وسيارات الإسعاف قد هرعوا إلى موقع الجريمة في حي عطان عقب الغارة، وأسفرت عملية رفع الأنقاض عن جثامين ثمانية من الضحايا من أفراد عائلة واحدة مقيمة في أحد العقارات المستهدفة، بينهم 5 أطفال يبلغ عمر أصغرهم 3 سنوات، هم أبناء المواطن محمد منصور الريمي، فضلاً عن أشلاء بشرية لضحايا القصف والعشرات من المصابين والجثامين تحت الأنقاض.
من جانبها اكتفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإصدار بيان يندد بالغارات التي وصفها بـ”الأمر الشنيع”، وقال كارلوس مورازاني، نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد زيارة موقع الهجوم: “فج عطان هو حي سكني في جنوب صنعاء، تعرضت 3 مبان للضربات الجوية في حوالي الساعة 2 صباحا بالتوقيت المحلي وأدت الضربات إلى تسوية اثنين منها بالأرض، وأصابت الثالث بأضرار بالغة، مما جعل من الصعب للغاية البحث عن الجثث والمصابين تحت الأنقاض.. لم يكن هناك أي هدف عسكري.. إن مثل هذه الخسائر فى الأرواح المدنية أمر صارخ وشنيع ومخالف للمبادئ الأساسية لقانون النزاعات المسلحة.”
وكانت الناطقة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ليز ثروسيل، قالت في مؤتمر صحفي بجنيف، يوم أمس: “نؤكد أن قوات التحالف قصفت، الأربعاء، فندقاً في صنعاء، وأسفر القصف عن مقتل 33 مدنياً، وإصابة 25 شخصا آخرين.“
من جهته، أدان الناطق بإسم حركة أنصار الله، الجريمة، وقال في اتصال هاتفي بقناة “المسيرة” اليمنية، إن مواصلة العدوان ارتكاب مجازره تأتي تعبيراً عن الفشل والإخفاق بعد فشله في تفتيت الجبهة الداخلية اليمنية، حيث لم يمر على جريمة العدوان في “أرحب” أقل من 48 ساعة حتى ارتكب جريمة أكثر بشاعة بحق حي سكني في صنعاء، وأكد على عدم جدية الأمم المتحدة في دعوات التحقيق في جرائم العدوان السعودي الأمريكي، محملاً إياها مسؤولية تمادي العدوان في جرائمه بحق المدنيين كونها تشكل غطاء لمجازر العدوان في اليمن والمنطقة، مضيفاً أنه لا رهان على الأمم المتحدة في إيقاف هذه الجرائم.
يعيش الشعب اليمني مأساة إنسانية متكاملة الأركان والجوانب منذ بدء العدوان المشترك بين مملكة آل سعود والإمارات بدعم أمريكي وغربي، وفضلاً عن الاستهداف اليومي للمدنيين والقصف العشوائي قامت المملكة بالتآمر مع الرئيس المعزول هادي، في سبيل إسقاط البنك المركزي اليمني واحتياطاته النقدية، وأتبعت ذلك بحصار بحري تام ضُرب على السواحل اليمنية مانعاً كافة الأغذية والمستلزمات الطبية إلا القليل مما يفلت، بالإضافة إلى الاستهداف المكثّف طوال أكثر من عامين لكافة مفردات وعناصر البنية التحتية والخدمات المدنية الإنسانية، مما أسفر عن انتشار وباء الكوليرا وتوطّنه في ظل انهيار أنظمة الصرف الصحي وخدمات دفن القمامة والمخلفات وأنظمة وشبكات المياه والخدمات الطبية، بالإضافة إلى انعدام الأدوية والمواد والأدوات الطبية اللازمة لمواجهة الأوبئة، فضلاً عن خطر داهم لمجاعة آخذة في التشكل منذ أشهر نتيجة للنقص الحاد في المواد الغذائية مع استمرار الحصار البحري.
بقلم : محمود عبدالحكيم
ارسال التعليق