أقارب الأميرة المعتقلة بسمة: لا نعلم إن كانت حية أم ميتة
التغيير
يتصاعد الغموض حول مصير الأميرة بسمة بنت سعود المعتقلة التي يعتقلها محمد بن سلمان منذ أشهر بحيث يؤكد أقارب الأميرة المعتقلة أنهم لا يعلمون إن كانت حية أو ميتة.
وقالت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية إن حياة الأميرة بسمة باتت في خطر بعد تدهور حالتها الصحية وخضوعها لعلية جراحية مؤخرا في ظل انقطاع الاتصال الهاتفي معها منذ شهرين، وسط خشية على حياتها.
وقال أقارب للأميرة بسمة لمراسلي الشبكة سافورا سميث وماتيو موسكيلا: “إننا لا نعلم إن كانت ميتة أو على قيد الحياة”.
وأبدى أقارب الأميرة بسمة قلقهم على وضعها الصحي بعد اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا داخل سجن الحائر بالعاصمة الرياض، سيما أنهم لا يعرفون شيئا عن وضعها الصحي بعدما قطعت الاتصالات معها منذ شهرين.
وكانت الأميرة بسمة (56 عاما)، سيدة الأعمال وحفيدة مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود، قد اعتقلت من منزلها في مدينة جدة في شهر مارس/ آذار 2020م، واعتقلت مع ابنتها سهود (28 عاما).
وتعد المعتقلة من الداعيات لتقوية مكانة المرأة في المملكة وتعزيز موقعها في مجال الأعمال، إلا أن مصدرا مقربا منها كشف للشبكة الأميركية أن “مطالبها بإرث والدها ربما كان من الأسباب التي دعت لاعتقالها”.
وقال أقرباء الأميرة إنهم يجهلون ظروف اختفاءها أو سجنها.
ورغم أن محمد بن سلمان حاول تقديم المملكة خلال السنوات الماضية بصورة جديدة في الخارج وجلب الاستثمارات الأجنبية إليها، لكن الحملة تأثرت من خلال جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي الشنيعة التي أشار تحقيق للأمم المتحدة إلى تورط محمد بن سلمان بها.
وكان للأميرة بسمة عام 2019 اتصال محدود مع أقاربها عبر الزيارات والاتصالات الهاتفية، لكن لم يتم الكشف عما حدث لها إلا في نيسان/ أبريل 2020. ففي ذلك الشهر، وبعد عام على اعتقالها نشرت عددا من التغريدات في حساب لها، تم حذفها لاحقا ناشدت فيها الملك سلمان وولي عهده بالإفراج عنها من سجن الحائر.
وقام الفريق العامل معها بنشر التغريدات لإثارة الانتباه حول وضعها. وقالت إنها اعتقلت بدون توجيه تهم لها وأن حالتها الصحية في تدهور مستمر.
وقبل نشر التغريدات كانت الأميرة في وضع صحي سيئ وغير قادرة للحديث مع عائلتها عبر الهاتف، كما المصدر المقرب منها. وظلت الاتصالات محدودة لابنتها المعتقلة معها.
وقال المصدر: “كانت في وضع سيئ، وكانت لا تستطيع تناول الطعام”.
وفي منتصف نيسان/ أبريل وبعد التغريدات الأولى تم قطع الاتصالات عن ابنتها، وبدون تواصل معها خاف المقربون منها على صحتها وأنها في وضع سيئ.
ومنذ اعتقالها 28 فبراير/ شباط 2019م لم يسمح للأميرة بسمة بزيارات الطبيب، لكنها نقلت إلى المستشفى عدة المرات. ولا يعرف وضعها الصحي، لكن المصدر المقرب قال للشبكة إنه تم استئصال جزء من القولون في العملية الأخيرة التي أجريت لها.
ولا تزال الظروف المحيطة باعتقال الأميرة غامضة، حيث تخطط لتلقي العلاج في الوقت الذي اعتقلت فيه، واتهمت بالسفر من خلال جواز سفر مزور، حسب المصدر. مضيفا أنه تم إسقاط التهم، لكن تم التحفظ عليها في السجن.
وقال المصدر إن الأميرة بسمة ظلت تتلقى معلومات بأنه سيتم الإفراج عنها “في الأسبوع المقبل”.
ونُقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن محمد بن سلمان وضع والدته تحت الإقامة الجبرية.
وقال آدم كوغل، نائب مدير وحدة الشرق الأوسط في هيومان رايتس ووتش: “في مملكة آل سعود اليوم لا أحد آمن من أجهزة قمع الدولة حتى أفراد العائلة الذين يخرجون عن الخط”.
وأضاف كوغل: “أنفقت قيادة آل سعود أموالا طائلة وجهودا لتسويق نفسها دوليا وتم تقويض كل هذا بالاعتقالات المستمرة للمعارضين والخرق الصارخ للإجراءات القانونية”.
ولا تتولى الأميرة بسمة أي منصب داخل العائلة الحاكمة في مملكة آل سعود، لكنها شخصية معروفة دوليا بدفاعها عن حقوق الإنسان في المملكة.
ووثقت المنظمة الأوربية السعودية لحقوق الإنسان اعتقال السلطات الأمنية 87 امرأة منذ ولاية سلمان وابنه حكم المملكة (2015-2020).
ولا تعد هذه الحملة الأولى من نوعها ضد ناشطي حقوق الإنسان، لكنها الأكثر قسوة من بينهم والأوسع نطاقا، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات الناشطات استهدافا جماعيا.
وذكرت المنظمة الأوربية السعودية أن هناك 50 معتقلة حاليا في سجن “ذهبان” بمدينة جدة، فيما أفرجت السلطات عن ٨ لكن محاكمتهن لا زالت قائمة، و8 نساء أفرج عنهن نهائيا.
وقالت المنظمة إن مصير واحدة من المعتقلات ما زال مجهولا.
وتعيد حالة الأميرة المعتقلة للأذهان ما فعله محمد بن سلمان منذ العام 2017 بالعشرات من أفراد العائلة الحاكمة، بعضهم أعضاء في هيئة البيعة التي تختار الملك وولي عهده، إذ اعتقلهم في فندق ريتز كارلتون في الرياض، حيث تعرضوا للتعذيب والضغوط النفسية وأخذت منهم المليارات من أموالهم، وبررت السلطات ذلك بأنه حملة لمحاربة الفساد.
وإلى جانب الأميرة بسمة يعتقل بن سلمان منذ أوائل آذار/مارس 2020، ثلاثة أمراء كبار منهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى جانب ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي عزله العاهل سلمان وابنه في حزيران/يونيو 2017، وبعد ذلك وُضِع تحت الإقامة الجبرية الطويلة.
وكذلك الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، نجل العاهل الراحل عبد الله، والرئيس السابق لـ “هيئة الهلال الأحمر” السعودي.
ويكتنف الغموض مصير ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، داخل معتقله السري في المملكة، عقب أنباء عن إصابته بنوبة قلبية نقل على إثرها إلى وحدة العناية المركزة.
وأثارت المديرية العامة للسجون في المملكة التساؤلات والشكوك حول مغزى تغريدة نشرتها عبر صفحتها في “تويتر”، هذا الأسبوع، عن صحة الأمير، قبل أن تحذف التغريدة زاعمة أنها اختراق لحسابها.
ونفت المديرية العام، وفاة الأمير، وقالت: إن كادرا طبيا متخصصا يشرف على الحالة الصحية للأمير بن نايف على مدار الساعة.
ومحمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، شغل منصب وليُّ العهد السابق، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بالمملكة إلى أن أعفي فيما سمي “انقلابا أبيض” عليه من محمد بن سلمان عام 2017.
ورأى مراقبون أن اعتقال الأميرين “بن نايف” و”بن عبدالعزيز”، قد يكون خطوة استباقية لإدارة المخاطر التي تحول دون تسلم محمد بن سلمان العرش خلفا لأبيه؛ لأنهما بديلان محتملان لتولي الحكم في المملكة.
ارسال التعليق