أمريكا: حان الوقت لترك السعودية للذئاب وجعلها تواجه مصيرها
نشرت الدبلوماسية الأمريكية السابقة والعضو في مجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية اليزابيث شاكلفورد مقالا شديد اللهجة، طالبت فيه الولايات المتحدة بإنهاء علاقاتها مع السعودية وجعلها تواجه مصيرها.
وقال “شاكلفورد” في افتتاحية مقالها الذي جاء بعنوان: ” لقد حان الوقت لترك السعودية للذئاب”: إن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية تحولت مع الوقت الى صفقة مع الشيطان، مؤكدة بأن السعودية لم تلتزم بتعهداتها بموجب هذه العلاقات. موضحة أنه لقد حان الوقت لترك الصفقة من جانب الولايات لمتحدة.
وأضافت ان الولايات المتحدة التي نصبت نفسها بطلة للديمقراطية وحقوق الإنسان لم تكن ذات بعد نظر أبدا، لتكون الضامن الأمني لنظام ملكي مسيء يعامل النساء كممتلكات ويضع الأمن في أيدي فصيل ديني متطرف.
ولفتت إلى انه مع ذلك، فإن الولايات المتحدة نبرر هذه الشراكة الوثيقة إلى حد كبير باسم الأمن – الوصول الآمن إلى النفط، لنكون أكثر تحديدًا- إلا ان الحرب في أوكرانيا أظهرت أن هذا الوصول غير موجود.
السعودية ونشر الوهابية:
وأشارت “شاكلفورد” إلى أن الشراكة مع السعودية اعتبرت ضرورية لمواجهة المشاعر المعادية لأمريكا في المنطقة، وتحديداً من إيران.
واعتبرت أن التبرير كان سيفًا ذو حدين، حيث أن السعودية ساعدت في إثارة المشاعر المعادية لأمريكا أيضًا، على حساب مليارات الدولارات التي أنفقتها على الترويج للوهابية التي أرست الأساس لـ”القاعدة وداعش”. وفق قولها
وأوضحت انه في مقابل هذه الفوائد المفترضة، كانت الولايات المتحدة هي الضامن الأمني للمملكة. حيث لم توفر فقط الوجود العسكري ولكن أيضًا التكنولوجيا العسكرية، والمشورة، وطوفان من الأسلحة والمعدات.
100 مليار دولار قيمة السلاح السعودي في 10 سنوات:
وكشفت “شاكلفورد” أنه من عام 2009 إلى عام 2020، بلغت المبيعات العسكرية الأمريكية للسعودية أكثر من 100 مليار دولار.
وتم تسليم مئات الطائرات وعشرات أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت وآلاف المركبات المدرعة وأربع سفن حربية فرقاطة وعشرات الآلاف من الصواريخ. إضافة إلى أن الولايات المتحدة لديها أيضا آلاف من القوات في السعودية.
وأكدت على انه حتى لو كانت الولايات المتحدة تعتقد أن مقايضة دعم الدولة القمعية كانت ذات يوم جديرة بالاهتمام، فمن الصعب إثبات القضية اليوم. حيث أصبحت السعودية ممثلًا أسوأ من ذي قبل، سواء في الداخل أو في الخارج.وفق تعبيرها
قمع “ابن سلمان” الوحشي للمعارضة:
وفندت الكاتبة ادعاءات المدافعين عن الحفاظ على العلاقة الذين يشيرون إلى إصلاحات متواضعة في عهد محمد بن سلمان، الذي تولى منصب القيادة الفعلي في عام 2015 عندما اعتلى والده العرش.
وأكدت على أن هذه الإصلاحات المزعومة سرعان ما تقوضت بسبب القمع الوحشي للمعارضة.
ونوهت “شاكلفورد” إلى أنه تم الإشادة بمحمد بن سلمان لسماحه للنساء بقيادة السيارة. لكنه سرعان ما قام بسجن العديد من الناشطات وكأنه يذكرهن بأنه يحتفظ بالسيطرة الكاملة.
وذكّرت انه في عام 2017 أزال المنافسة داخل العائلة المالكة عندما احتجز مئات من المنافسين والمعارضين المحتملين لأشهر، وتعرض بعضهم للتعذيب.
قتل “خاشقجي” البشع:
كما اكدت على أن قتل وتقطيع الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018 كان عرضًا بشعًا بشكل خاص لاعتداء محمد بن سلمان الوقح على منتقديه.
وأوضحت أن محمد بن سلمان دافع عن سياسة خارجية أكثر عدوانية وإشكالية، بدلاً من المساعدة في تأمين مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
وأدى دور السعودية في الحرب الأهلية اليمنية منذ عام 2015 إلى تفاقم الصراع، لأنه غالبًا ما تضرب المملكة أهدافًا مدنية ، بما في ذلك الحافلات المدرسية والمستشفيات.
الولايات المتحدة شريكة للسعودية في جرائم اليمن:
وأكدت “شاكلفورد” على أنه بما أن الولايات المتحدة كانت المورد الرئيسي للأسلحة للمملكة السعودية، فإنها مذنبة كشريك في هذه الجرائم. حيث تسبب الحصار السعودي المستمر للبلاد في معاناة إنسانية شديدة.
كما شددت على ان السعودية كانت أيضًا مفسدًا دائمًا للجهود الأمريكية لتأمين اتفاق نووي مع إيران، بما في ذلك المحاولات الأخيرة من قبل إدارة بايدن لاستعادة الصفقة البائدة.
في حين أنه قد يكون من مصلحة المملكة إبقاء إيران تحت نير نظام عقوبات صارم. فمن الواضح أن مصلحة الولايات المتحدة تكمن في الحل الدبلوماسي.
وأشارت إلى ان الإدارات الأمريكية المتعاقبة تغاضت عن العبث السيء للمملكة السعودية بوعدها بأن قدرة المملكة في يوم من الأيام على إيصال النفط إلى السوق العالمية ستعزل الولايات المتحدة عن أضرار اقتصادية وأمنية فادحة في الوقت الذي نحتاج إليه بشدة.
وأوضحت انه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، ارتفعت أسعار الغاز، ولا يزال اعتماد أوروبا على النفط والغاز الروسي العقبة الرئيسية أمام انضمام أوروبا إلى الولايات المتحدة في حظر واردات الطاقة الروسية.
ولفتت إلى ان هذا يعني أن أوروبا تواصل تزويد روسيا بالموارد اللازمة لخوض حربها، والتي تصل قيمتها إلى ما يقرب من مليار دولار في اليوم.
السعودية فشلت في مساعدة ضامنها الأمني:
وتابعت أنه مع ذلك، فشلت السعودية – بالمعنى الحرفي للكلمة – في الاستجابة لنداء أمريكا، عندما واجهت فرصة واضحة لمساعدة الضامن الأمني لها في مسألة بالغة الأهمية عن طريق ضخ المزيد من النفط للمساعدة في إمداد أوروبا وتخفيف الضغط عن أسعار الغاز العالمية.
وذكرت الكاتبة أنه في مارس / آذار ، استجابت الولايات المتحدة لنداءات المملكة للحصول على صواريخ باتريوت إضافية لمساعدتها على صد هجمات الحوثيين في اليمن.
لكن ذلك فشل في إقناع المملكة بالموافقة على طلب أمريكا ضخ المزيد من النفط.
واختتمت “شاكلفورد” مقالها بالقول: “إذا لم تستطع السعودية الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة ضد روسيا في مواجهة عدوانها الذي لا يمكن الدفاع عنه ضد أوكرانيا، فقد حان الوقت لأن تسأل الولايات المتحدة ما هي فائدة هذه الشراكة. إن دعمنا للمملكة لم يؤتي ثماره أبدًا، ولم يكن هذا أكثر وضوحًا مما هو عليه الآن”.
ارسال التعليق