رغم الأموال الطائلة التي يغري عبرها النظام السعودي نجوم كرة القدم العالميين، رفض العديد منهم الانضمام إلى أندية سعودية، وفضلوا البقاء في أوروبا، أو الذهاب الى متذيل الترتيب في الدوري الأميركي على اللعب في الدوري السعودي غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وقد أفادت تقارير صحفية إسبانية بأن الدولي الكرواتي، ونجم خط وسط ريال مدريد الإسباني، لوكا مودريتش، قد رفض العرض المقدم من نادي أهلي جدة السعودي.

مودريتش أحد الرافضين وأكدت صحيفة “ماركا” الإسبانية، أن مودريتش رفض العرض الذي يقدر بقيمة 80 مليون يورو في الموسم الواحد، من أجل الاستمرار مع ريال مدريد لموسم آخر. وأضافت الصحيفة الإسبانية، أن صاحب الـ (37 عامًا) يريد مواصلة اللعب مع ريال مدريد، ويريد تحقيق حلمه بالمشاركة مرة أخرى في مسابقة دوري أبطال أوروبا، والتي توج بلقبها في 5 مناسبات سابقة مع النادي الملكي.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن وزارة الرياضة في النظام السعودي تسعى جاهدة لاستقطاب عدة أسماء عالمية بارزة في لعبة كرة القدم، تخطيطًا من المملكة لاستضافة مونديال 2030. جدير بالذكر، أن اللاعب الدولي الكرواتي شارك هذا الموسم في 51 مباراة مع ريال مدريد، عبر كل المُسابقات، أسهم خلالها بـ12 هدفًا، بواقع تسجيل 6 أهداف وتقديم 6 تمريرات حاسمة.

وترددت أنباء قوية خلال الفترة الأخيرة حول رغبة نادي النصر السعودي في ضم مودريتش، بعد أشهر قليلة من التعاقد مع الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو في صفقة انتقال حر.

وأوضحت الصحيفة المُقربة من ريال مدريد، أن الراتب الضخم الذي سيتقاضاه من الدوري السعودي مودريتش سيكون صافيا من الضرائب.

وانضم مودريتش لصفوف ريال مدريد في صيف 2012، قادما من توتنهام هوتسبير الإنجليزي، مقابل 22.50 مليون يورو. وخلال 11 عاما، أصبح مودريتش واحدا من أساطير ريال مدريد، نظرا للتاريخ الكبير الذي حققه، إذا شارك في 478 بكافة المسابقات، سجل خلالها 37 هدفا وقدم 77 تمريرة حاسمة.

وتوج الساحر الكرواتي مع ريال مدريد بـ22 لقبا، يأتي على رأسها دوري أبطال أوروبا 5 مرات ومثلهما من كأس العالم للأندية بجانب 3 بطولات دوري إسباني.

ليفاندوفسكي يرفض الفكرة:

وفي السياق ذاته، أكد الصحفي الشهير، فابريزيو رومانو، أن الدولي البولندي، ومهاجم برشلونة الإسباني، روبرت ليفاندوفسكي، أعرب عن رفضه الكبير لفكرة الانتقال للعب في الدوري السعودي للمحترفين في الصيف المقبل.

وكانت تقارير صحفية عالمية، قد كشفت عن رغبة أحد الأندية السعودية بالتعاقد مع ليفاندوفسكي في الميركاتو الصيفي، دون أن تكشف عن اسم النادي السعودي الذي يسعى إلى ضم النجم البولندي المخضرم.

وقال الصحفي الإيطالي المختص في انتقالات اللاعبين في أوروبا عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “ليفاندوفسكي لا يفكر بالعرض السعودي، مؤكدًا أن هناك أولويات أخرى يفكر بها”.

وتابع رومانو في تغريدته: “المهاجم البولندي يرى الأخبار الكثيرة التي تشاع بشأن انتقاله لمسابقة الدوري السعودي، لكن هذا الأمر لا يشغل بال نجم برشلونة في الوقت الحالي”. ..وكروس أيضاً الى ذلك، كشفت صحيفة “بيلد” الألمانية، أن توني كروس يفضل الاستمرار مع ريال مدريد، ولا يرغب في خوض تجربة بالدوري السعودي.

ويأتي رفض كروس في الوقت الذي قال فيه بشأن مستقبله مع ريال مدريد: “قلت قبل أسابيع قليلة إن كل شيء يسير على ما يرام”.

وأوضح: “ليس من واجبي أن أجعل الأمور رسمية لكن كل شيء يسير على ما يرام”. وبات من المتوقع، أن يجدد توني كروس عقده مع ريال مدريد، لمدة موسم واحد فقط، في الوقت الذي يدرس فيه لوكا مودريتش مغادرة الفريق الملكي.

ميسي يصدم السعوديين بدوره، رفض النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، عرضا فلكيا يقدر بـ400 مليون يورو في السنة (438 مليون دولار)، وذلك مقابل اللعب لصالح نادي الهلال السعودي، وفقا لموقع barca blaugranes الرياضي.

وبحسب الإعلامي الإيطالي الشهير، فابريزيو رومانو، فقد تلقى نجم نادي باريس سان جيرمان عرضا رسميا من زعيم الأندية السعودية بقيمة تزيد عن 400 مليون يورو كراتب سنوي.

وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قرار ميسي الانتقال إلى إنتر ميامي الأميركي، رافضا العرض الضخم من الهلال السعودي، أو العودة لناديه السابق برشلونة الإسباني.

اختياره لإنتر ميامي يعني تخلي ميسي عن “أعلى عرض مادي” للاعب كرة قدم بالتاريخ، الذي تمثل بعرض الهلال للنجم الأرجنتيني.

انتقادات حقوقية وتعرض النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى موجة انتقادات شديدة بعد تعاقده للترويج للسياحة في “السعودية” وتجاهله واقع انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة.

وخاطبت منظمة “Grant Liberty ” ميسي بعد تعيينه سفيراً للسياحة السعودية قائلة إن “النظام السعودي يريد أن يستخدمك لغسل سمعته، حيث يتعرض سجناء الرأي في المملكة للتعذيب والاعتداء الجنسي، والاحتجاز في الحبس الانفرادي لفترات طويلة”.

وأضافت المنظمة “إذا قلت نعم لزيارة السعودية، فأنت في الواقع توافق على جميع انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث اليوم في المملكة”.

وأكدت المنظمة أن “التعذيب والسياحة لا يختلطان، والنظام السعودي يحاول تبييض سمعته، بينما في الحقيقة يسجن ويعذب نشطاء حقوق الإنسان”.

من جهتها أوردت صحيفة الاندبندنت البريطانية، بأن عائلات معتقلي الرأي لدى النظام السعودي طالبت ميسي بأن لا يستخدمه النظام لغسل سمعته والتغطية على انتهاكاته الجسيمة.

وفي السياق، قال موقع “International Business Times ” الدولي إن ميسي وافق على أن يكون سفيراً للسياحة السعودية على الرغم من سجل الحكومة السيئ، وهو بذلك يساعد بغسيل صورة النظام في المجتمع الدولي.

وذكر الموقع أن زيارة ميسي إلى المملكة غير عادية كذلك بالنظر إلى ملكية باريس سان جيرمان لقطر، التي توترت العلاقات الدبلوماسية مع النظام السعودي في السنوات الأخيرة.

وكان ميسي خلال تواجده في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي أجرى جولة قبل يومين داخل جدة التاريخية، في ضيافة مسؤولين سعوديين. وأعلن وزير السياحة السعودية أحمد الخطيب، ميسي سفيرا للسياحة في المملكة.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي لتعزيز السياحة السعودية، وإتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية، وخلق العديد من الوظائف، إضافة إلى جذب السياح، وإثراء تجربة زائري السعودية.

من جهتها كتبت الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود، مساعدة وزير السياحة للشؤون التنفيذية والاستراتيجية، في تغريدة عبر حسابها على تويتر، “استضفت اليوم ميسي وأصدقاءه في جولة لجدة التاريخية”.

وعلقت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) على صورة ميسي مع الأميرة هيفاء “الغريب في الأمر أن الأمراء السعوديين لطفاء جدا مع الأجانب، بينما لا يهتمون بأبناء وطنهم المنسيون في سجون السعودية ظلمًا”.

وتساءلت المنظمة “أليس الأولى أن نرى لطفكم ودماثتكم وحسن ضيافتكم مع أبناء جلدتكم السعوديين؟ الذين يتعرضون لإخفاء قسري وتعذيب ممنهج واحتجاز غير قانوني؟”.

هجوم سعودي شرس وبعد قراره رفض الانضمام إلى نادي الهلال السعودي وتفضيل الانتقال إلى إنتر ميامي الأميركي، تعرض النجم الأرجنتيني لانتقادات من صحف سعودية عديدة.

وقال اللاعب الفائز بالكرة الذهبية 7 مرات وسفير السياحة السعودية “إذا كان الأمر يتعلق بالمال، لذهبت إلى السعودية أو أي مكان آخر حيث عرضوا علي الكثير من المال”.

لكن خطوة الانتقال لمتذيل القسم الشرقي بالدوري الأميركي، والذي يشترك في ملكيته النجم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام، أثارت انزعاج وسائل إعلام سعودية.

وذكرت صحيفة “الرياضية” تحت عنوان “المفاوض رفض المساومة” عبر مصادر أن “المفاوض السعودي رفض بشكل قاطع زيادة العرض السابق المقدم لميسي” والذي قدرته وسائل إعلام بحوالي 400 مليون يورو (429.5 مليون دولار) سنويا.

وقالت صحيفة “عكاظ” في عنوان “البرغوث يناقض نفسه” موضحة “في الوقت الذي رفض فيه التنازل عن مطالباته المالية شرطا للعودة إلى برشلونة ناقض نفسه حين أكد لبعض وسائل الإعلام أن قبول عرض إنتر ميامي لم يكن بسبب المال وإنما لرغبته في الدفاع عن ألوان هذا النادي”.

وأشارت صحيفة “الوطن” إلى أن والد ميسي واللاعب “ماطل في الرد” على عرض “الزعيم”، فيما اعتبرت صحيفة “الرياض” أن “رغبة العائلة” حولت وجهته لميامي.