ابن سلمان عولج من الصرع بألمانيا ومخابراتها حذرت منه
كشف المؤرخ البريطاني، مايكل بيرني، الاثنين 22 تشرين الاول 2018، عن وضع جهاز المخابرات الألمانية يدها على الملف الطبي لولي العهد السعودي، بعد معالجته من الصرع في ألمانيا، في فترة مراهقة، وهو ما يتضمن سجلات لطبيب أمراض عقلية عالج بن سلمان، وقادت لمثل هذه المخاوف حول حالته العقلية. مضيفاً أن هذه التقييمات لصحة بن سلمان تبدو مبررة، خاصة بالنظر إلى النتائج المدمرة للحرب التي تشنها السعودية على اليمن.
وأشار الكاتب البريطاني إلى تحذير دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية السابق من حصر السلطة بين يدي محمد بن سلمان ولم تقتصر تحذيرات الجهاز الاستخباراتي الألماني عند هذا الحد، حيث أفاد مسؤولوه أن هناك مخاطر إزاء استخدام ولي العهد للقوة العسكرية لنيل ما يريده.
وقال الكاتب إن طريقة وفاة الصحافي السعودي جمال خاشقجي تعكس وحشية سياسة بن سلمان تجاه معارضيه.
وتابع بيرني، أن “الأمر الأكثر إزعاجا هو الدلائل المتنامية على كون محمد بن سلمان، البالغ من العمر 33 سنة، يتحول بسرعة إلى طاغية غير مستقر، وذلك بشكل ينافس من خلاله الرئيس العراقي السابق صدام حسين. يصف المواطنون الكويتيون القلقون محمد بن سلمان بأنه “صدام الصغير”، خشية أن يكون هو أيضا لديه خطط لغزو دولتهم”.
وأشار الكاتب البريطاني، لحملة الاعتقالات التي شنها الأمير الشاب ضد عدد من الأمراء والشخصيات ذات النفوذ السياسي والاقتصادي في البلاد. مضيفاً: “لإنجاح مخططه، عمد بن سلمان إلى دعوة رهائنه المحتملين إلى فندق ريتز كارلتون في الرياض، قبل أن يطوق المبنى بحراس مسلحين لإجبار هؤلاء المدعوين على دفع مليارات الدولارات نظير الإفراج عنهم. وأسفرت هذه الحملة عن مقتل واختفاء الكثير من المسؤولين البارزين في المملكة.
وأضاف بيرني، فإن بن سلمان لطالما سعى لدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشن حرب على إيران، وهو أمر يسعى السعوديون والإسرائيليون إلى تحقيقه بشدة. ولم تتوقف ممارسات الأمير السعودي عند هذا الحد، بل إنه كان قاب قوسين أو أدنى من غزو قطر خلال السنة الماضية، لكنه انتهى بفرض حصار اقتصادي فقط.
وتسبب هذه السياسة العدائية لبن سلمان في خلق عداوات وتحالفات في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقف السعودية إلى جانب الإمارات والبحرين، فيما تساند سلطنة عمان والكويت دولة قطر.
وقالت الكاتب، إنه في الوقت الحالي، تتجه جميع الأنظار إلى واشنطن، حيث يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن عن اقتناعه بأن خاشقجي تعرض للقتل. ويمكن لهذا الإقرار أن يؤدي إلى فرض عدة عقوبات على المملكة العربية السعودية، على غرار إلغاء الصفقات الاقتصادية المشتركة معها ومنع فريق القتلة السعودي من الدخول إلى الأراضي الأمريكية، فضلا عن حث الملك سلمان على الحد من الصلاحيات الموكلة إلى نجله.
وأوضح بيرني أن السعودية ستنتهج سياسة الاعتقالات لإلقاء اللوم على المسؤولين البارزين في جهازها الاستخباراتي، عوضا عن الاعتراف بضلوع بن سلمان في هذه الجريمة. ومن المرجح أن قضية خاشقجي ستقود الدول الغربية إلى قطع علاقتها العسكرية مع المملكة.
وخلص الكاتب إلى القول أن صورة محمد بن سلمان باتت ملطخة بالدماء في أعين المجتمع الدولي. وللحد من التصرفات اللامسوؤلية التي تقوم بها السعودية، يجدر بالدول الغربية، على غرار المملكة المتحدة، إيقاف صادرات الأسلحة الموجهة نحو المملكة، والنظر في سياستها الخارجية وطريقة تعاملها مع الرياض.
ارسال التعليق