ابن سلمان قاتل محترف أخرس 20 مليون سعودي
قالت باحثة إسرائيلية إن “قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ما زالت تسيطر على المشهد السياسي والإعلامي عربياً ودولياً، رغم مرور أكثر من سبعين يوماً على حصولها في القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول. وأضافت أوريت بارلوف في بحث نشره معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، رغم ما شهده الشهران الأخيران من تطورات سياسية وأمنية وعسكرية في المنطقة العربية؛ كالأزمات المستمرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، والتوتر الأمني في غزة، والمظاهرات الشعبية في الأردن ضد رفع الضرائب، والاحتجاجات في العراق ضد الفساد، فضلاً عن الانتخابات التونسية، والتأزم السياسي في لبنان، إلا أن أياً من هذه الأحداث لم ينجح في التغلب على قضية خاشقجي حتى اللحظة”.. وأكدت الباحثة أن “بقاء قضية خاشقجي مسيطرة على النقاش العربي، يطرح كثيراً من الأسئلة التي تجعل مقتل صحفي يلفت أنظار العالم كله وموجهي الرأي العام فيه، من المثقفين والصحفيين والنشطاء الحقوقيين، لكن السبب بسيط، وهو أن كلاً منهم يخشى أن يكون الدور التالي عليه، ولذلك فإن هؤلاء النشطاء إن لم يكشفوا حقيقة مقتل خاشقجي، ويطالبوا بمحاكمة للقتلة توفر ردعاً حقيقياً لمن سيأتي بعدهم، فإنهم سيبقون في حالة خطر دائم”.
وأشارت بارلوف الباحثة بشؤون الإعلام وشبكات التواصل والرأي العام عبر الإعلام الجديد، أن “قضية خاشقجي رافقتها حالة من تشوه صورة ولي العهد السعودي ابن سلمان، ودعوات لمقاطعته وتحميله مسؤولية الجريمة، مع أن السبب الحقيقي لقتل خاشقجي، لا يعود لكونه ناقداً حاداً لابن سلمان، بل لأنه شوّه صورة ولي العهد في واشنطن، ما جعل الأخير يفتح معه حساباً شخصياً”. وأكدت بارلوف التي تتابع عن كثب النقاشات الحاصلة في الدول المحيطة بإسرائيل، وعملت سابقاً في وزارة الخارجية والسفارة الإسرائيلية في الأردن، أن “ما حصل هو العكس تماماً، لأن صورة ابن سلمان بعد قتل خاشقجي بدت كأنه “قاتل محترف”، خاصة أنه منذ توليه العهد في 2015 بات يكون لنفسه صورة في المنظومة الغربية، على أنه صاحب إصلاحات وسياسات توفر استقراراً في المنطقة”.
وأضافت الباحثة أن “السعودية من الدول العربية الأكثر استخداماً لشبكات التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط، ومع ذلك من الصعوبة العثور على انتقادات داخلية لولي العهد في قضية خاشقجي، لأنه بطلقة واحدة استطاع إخراس عشرين مليون سعودي، واسكت العديد من المعارضين السعوديين المقيمين في الخارج لخشيتهم أن يكونوا بقائمة الاستهداف مثل خاشقجي”.
وأشارت الدراسة إلى أن “الرأي العام العربي انشغل بتأثير قتل خاشقجي على مستقبل ولي العهد السعودي في ظل التقديرات السائدة أن استمرار رهان واشنطن عليه قد لا يصمد كثيراً، لأنه خيب آمالها، وبقاؤه قد يعود بالأضرار عليها أكثر من المكاسب، رغم الأحاديث السعودية عن استقرار حكمه، واستمرار دعم الجيش والمخابرات له ولوالده”. وختمت الباحثة الإسرائيلية بالقول: “طالما أن الملك سلمان على قيد الحياة، فإن محاولة المسّ بوضع ابنه ستبدو صعبة، ولذلك من المتوقع أن يرث والده، إن لم تحصل تطورات دراماتيكية، مما يبقي السؤال العربي حول الثمن الذي تطلبه واشنطن من الرياض لاستمرار دعمها لها في قضية خاشقجي”. وأشارت إلى أن “الأثمان السعودية المقدمة للولايات المتحدة تبدأ بالمحافظة على أسعار النفط، وتمويل بقاء القوات الأمريكية في شرق سوريا، وترميم المناطق التي تحت سيطرتها، والتوصل لتسوية سياسية في اليمن، فضلاً عن إنهاء الحصار على قطر وإجراء تسوية للأزمة السياسية “.
ارسال التعليق