اتصالات مريبة بين كوشنر وابن سلمان
طالبت صحيفة الواشنطن بوست في مقال لها أعضاء مجلس الشيوخ بإجراء تحقيقات سريعة بفضيحة الاتصالات بين جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبين ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حتى بعد اعتراف السعودية بارتكاب جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول، بالثاني من أكتوبر الماضي. وقال الكاتب جيمس داوني في مقاله في الصحيفة، إنه سيكون من الجيد وحسن الحظ أن يكون لنا صديق واحد مخلص في حياتنا مثل كوشنر، فليس سراً أن هذه الصداقة بقيت مستمرة وبانتظام منذ بداية عهد ترامب، وحتى مع انقلاب العديد داخل وخارج الحكومة الأمريكية على ابن سلمان، فإن صهر الرئيس بقي صامداً بصداقته. وأشار الكاتب إلى ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” من تفاصيل، السبت الماضي، حينما أكدت أن اتصالاتهما ظلت مستمرّة، وأن كوشنر قدّم النصائح لولي العهد بكيفية التغلّب على العاصفة، وحثّه على حل نزاعاته بجميع أنحاء المنطقة لتجنّب المزيد من الإحراج، ودعا الكاتب قائلا: إنها علاقة يمكن للأغلبية القادمة من الديمقراطيين التحقيق فيها.
وذهب الكاتب إلى القول: أن إظهار كوشنر هذا القدر من الولاء لولي العهد ليس بالأمر المفاجئ؛ لكون ابن سلمان ومستشاروه عملوا على دعم كوشنر بعد انتخابات 2016، وذلك من خلال تقديم الدعم له لإنجاح خطّته للسلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أن يكون هذا الاتفاق وافياً لشروط ومطالب إسرائيل. وبعبارة أخرى، حسبما يقول الكاتب، إن ابن سلمان وحلفاءه استغلّوا عدم خبرة كوشنر، وإذا ثبت ذلك فإن الأمر مقلق لأي شخص يهتم بالسياسة الخارجية الأمريكية.
وأضاف داوني: أن ابن سلمان استفاد من علاقته الجيدة بكوشنر؛ فشنّ حملة تمكَّن خلالها من إقالة ابن عمه الأكبر سناً، ولي العهد السابق محمد بن نايف، واحتجز 200 من كبار أثرياء وأمراء السعودية، بعد زيارة سرية نفّذها صهر ترامب للعاصمة الرياض، وكانت تلك التحركات من قبل ابن سلمان تحظى بإشادة الرئيس الأمريكي.
وتضيف الصحيفة: مع تزايد الأدلة على تورّط ابن سلمان بمقتل خاشقجي، فإن كوشنر أصبح من أهم المدافعين عنه داخل البيت الأبيض. ويقول الكاتب: يبدو أن كوشنر ليس لديه الكثير ليبرهن على جدوى علاقته بابن سلمان؛ فبعد أن أعلنت إدارة ترامب أن هناك استثمارات سعودية بقيمة 100 مليار دولار في البنية التحتية الأمريكية، أعلن السعوديون أن قيمة تلك الاستثمارات لن تتجاوز الـ20 مليار دولار فقط، أما صفقات الأسلحة التي قالوا ستصل إلى 110 مليارات دولار، فالوقائع تشير إلى أن شركات السلاح لديها صفقات فعلية بقيمة 15 مليار دولار فقط. ويختم الكاتب مقاله: السؤال الآن هو لماذا إلى الآن لدى كوشنر تصريح أمني (دائم للعمل في البيت الأبيض)؟ هذا السؤال وغيره من الأسئلة حول علاقة كوشنر بولي العهد يمكن أن يتخذ منها الديمقراطيون طريقاً للتحقيق.
ويذكر أنه في أكتوبر الماضي، قال النائب إليوت إل إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إن مقتل خاشقجي ليس شيئاً يمكننا أن نبعد رؤوسنا عنه، ومن ثم فإن نصيحة كوشنر لابن سلمان حول كيفية التعامل مع هذه العاصفة تجعله عرضة للتحقيق.
ارسال التعليق