اتفاقية كندية للعروض البهلوانية بالسعودية تُثير التساؤلات
أثار توقيع أكاديمية مجموعة سيرك “دو سوليه” الترفيهية الكندية اتفاقية مع وزارة الثقافة السعودية تساؤلات عن أخلاقيات الأكاديمية، في الوقت الذي يقبع فيه الناشط السعودي-الكندي رائف بدوي في سجون الرياض.
ويُنهي الناشط السعودي بدوي في فبراير الحالي 10 سنوات هجرية من الاعتقال المتواصل، فيما تعيش عائلته في مقاطعة “كييبك” الكندية.
وكان بدوي قد اعتقل عام 2012 بزعم إهانة شخصيات على مدونته وحكم عليه بالسجن 10 سنوات وألف جلدة بتهمة “التجديف”.
يُذكر أنه خلال الشهر الماضي، وقعت وزارة الثقافة اتفاقية مع أكاديمية سيرك “دو سوليه” الترفيهية، في خطوة من شأنها تعزيز التعاون مع واحدة من أبرز المؤسسات الرائدة في العالم، وتمكينها من تقديم أفضل عروضها الإبداعية الشهيرة في المملكة.
وتتضمن الاتفاقية قيام الطرفين بوضع خطط لإنشاء أكاديمية، ومكتب سيرك لتقديم منهج تعليمي، حيث ستُتاح الفرصة للطلاب والطالبات من المملكة وخارجها لصقل مهاراتهم الأدائية لممارسة ألعاب السيرك والعروض البهلوانية.
وتدهورت العلاقات بين أوتاوا والرياض في صيف 2018 بعد أن دعت الحكومة الكندية السلطات السعودية للإفراج عن نشطاء حقوقيين سعوديين، من بينهم سمر بدوي شقيقة رائف.
وتقول صحيفة “غلوب آند ميل” البريطانية إن العرض الذي قدمته السعودية يُعدّ مغريًا لأكاديمية تواجه إفلاسًا وشيكًا.
وتشير الصحيفة إلى أن مساعي المملكة لإدخال هذا النوع من الترفيه والتحول الثقافي لا يُغير من حقيقة إخفاقها في تحقيق أي تقدم جوهري في قضايا حقوق الإنسان منذ اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018.
وقالت إن سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان هو بالفعل أمر مؤلم للكنديين، فيما لا يُمكن تجاهل إرسال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فرقة اغتيال إلى كندا في محاولة لاغتيال مسؤول المخابرات السعودي السابق سعد الجبري بعد وقت قصير من اغتيال خاشقجي.
ومما يبعث على الرعب الحقيقي أن الأسلحة الكندية تغذي الحرب المأزومة في اليمن.
ولفتت الصحيفة إلى أن توقيع اتفاقية للعروض البهلوانية تتزامن مع دعوة السلطات الكندية لنظيرتها السعودية بضرورة الإفراج عن الناشط بدوي.
ولعل هذا هو السبب في أن اتفاقية السيرك لفتت انتباه إنصاف حيدر، زوجة رائف، التي انتهزت الفرصة لتحث ولي العهد على إطلاق سراح زوجها ورفع حظر السفر عنه.
وكتبت زوجة رائف بدوي في رسالتها للأمير السعودي: “نعتقد أن هذه البادرة ستكون في وئام تام مع الإصلاحات التي تقومون بها”.
كانت نبرتها مهذبة بشكل ملحوظ بالنظر إلى ظروف اعتقال زوجها خصوصًا وأنها تعلم أن معارضًا مماثلاً تم تقطيع جسده في سفارة بلاده في تركيا.
من جهته، قال “جيفري ماكدونالد”، المتحدث باسم الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية: “إن حكومة كندا قلقة للغاية بشأن قضية رائف بدوي في السعودية، وقد دافعنا باستمرار عنه وسنواصل استغلال كل فرصة للقيام بذلك، فرفاهه في المقام الأول في أولويتنا”.
ارسال التعليق