اعلامي لبناني كبير : التبريرات السعودية ليست صحيحة وغير مقنعة
وصف اعلامي لبناني شهير وزير الدفاع محمد بن سلمان بالمتعجل والمجازف معتبرا ان الرياض انتقلت وبطريقة غير مدروسة من موقع الدفاع الى موقع الهجوم
وقال رئيس تحرير جريدة السفير :مع تسنّم الأمير سلمان بن عبد العزيز العرش في المملكة المذهّبة، معززاً بأمراء الجيل الثالث من الأسرة السعودية، يتقدمهم نجله المتعجل محمد بن سلمان، انتقلت مملكة الصمت والذهب من موقعها الدفاعي ـ تاريخياً ـ إلى موقع هجومي باتساع الوطن العربي، مشرقاً ومغرباً، مع اندفاعة افريقية جامحة، وتجاوز لحدود الخصومة مع المعسكر المعادي، تاريخياً، ممثلاً في الصين وصولاً إلى الاتحاد الروسي بقيادة محطّم الأسوار بوتين.
وعزى الاستاذ طلال سلمان بروز الدور السعودي في المنطقة الى غياب الدول الفاعلة على المستوى العربي مصر وسوريا والعراق وأضاف:«العهد الجديد» بدا متعجلاً، مستفيداً من الأوضاع المأزومة التي تعيشها الدول التي طالما لعبت الدور الريادي عربياً... فمصر منهكة ومشغولة بأزماتها الداخلية،والعراق غارق في همومه الثقيلة التي تتهدّده في وحدة دولته. أما سوريا فمعطلة الدور والفعل نتيجة الحرب فيها وعليها والتي تدخل الآن عامها السادس، وقد انخرط فيها معظم العالم، سواء عبر قوى دولية نظامية كما حال الروس والأميركيين .
وقلل رئيس تحرير كبرى الصحف اللبناني من امكانية انتصار حاسم لال سعود على اليمنيين معتبرا انهم استدرجوا الدول الخليجية الاخرى الى حرب لا يمكن ان تنتهي بانتصار وقال : وهكذا ارتدَت المملكة في العهد الجديد «الكاكي» واندفعت لتؤكد قدراتها القتالية في اليمن، بداية، مستدرجة معها دول مجلس التعاون الخليجي، متورطة في حرب لا تنتهي مع شعب مهنته القتال وبينه وبين مملكة الشمال تاريخ من الحروب لم تنته مرة بانتصار حاسم بل غالباً ما انتهت بتسوية مذهّبة مع الأخ المشاغب والفقير، قد تنجح في فرض هدنة، ولكنها لا تحسم الصراع الذي سيظلّ مفتوحاً. أما لبنان فلم يكن في حال خصومة مع المملكة، بل إنها كانت شريكة في إنتاج الصيغة الحالية للحكم فيه، من قبل صياغة اتفاق الطائف الذي تمّ برعايتها المباشرة إضافة إلى سوريا وتحت المظلة الأميركية، بطبيعة الحال.
اما في ما يتعلق بالقرارات السعودية الاخيرة تجاه لبنان فشكك رئيس تحرير السفير في التبرير السعودي بشأن قطع المساعدات عن الجيش اللبناني وقواه الامنية مذكرا بان الهجوم الكلامي لبعض القوى والاحزاب اللبنانية على الرياض ليس امرا جديدا بل كانت هناك قوى كثيرة تهاجم ال سعود بسبب اختلاف فكري وايدلوجي او بسبب المواقف السياسية ومع ذلك لم تقدم الرياض على خطوات من هذا النوع،مردفا:وكان في لبنان دائماً قوى سياسية توالي الرياض، كما كان فيه من يناصبُها العداء، سواء لأسباب فكرية ـ حزبية أو لأسباب داخلية تتصل بتكوين السلطة على قاعدة اتفاق الطائف الذي رأت فيه بعض القوى السياسية المسيحية انتقاصاً من دور «الشريك المسيحي» في السلطة، بدءاً بصلاحيات رئيس الجمهورية مروراً بتعزيز موقع رئاسة الحكومة وصولاً إلى قانون الانتخاب وهو قاعدة صياغة المجلس النيابي. ربما لهذا كله يصعب الاقتناع بأن الغضبة السعودية التي تفجّرت مؤخراً ضد لبنان، ممثلاً بحكومته التي للسعودية فيها حصة الأسد (وقد تواضع تأثيرها وإن كان ما زال موجوداً ومحفوظاً عبر التحالف مع قوى سياسية نافذة أبرزها «حزب الله») بسبب من مواقف هذا الحزب منها، او بسبب من مشاركته في القتال إلى جانب النظام في سوريا، وهذا أمر قائم ومعلن منذ ثلاث سنوات أو يزيد وليس جديداً أو مفاجئاً في أي حال،
واعتبر طلال سلمان التبرير السعودي للأجراءات الاخيرة غير مقبول وقال :
وليست مقبولة ذريعة «تفرّد» وزير خارجية الحكومة العرجاء بموقف في هذا المؤتمر العربي أو الإسلامي أو ذاك، فكل وزير في هذه الحكومة تفرّد ويتفرّد بموقفه حتى في المسائل التي لا خلاف جدياً حولها، بل كثير ما تفرّد وزير في كتلة سياسية بموقف يُجافي الموقف المعلن لكتلته، ولم يُفسِد ذلك للحكم المعطل قضية... ثم إن هذه الحكومة برئيسها وأكثرية أعضائها تظل أقرب إلى السعودية من أية حكومة سابقة.
وحذر رئيس تحرير السفير الرياض بان اللعب على الوتر المذهبي والخلافات بين الطوائف سيكون في ضررها وليس من مصلحتها تغذية هذه الامور مشيرا الى دور ما لال سعود في الفتن والاعمال الارهابية التي اصابت لبنان.
وأضاف: كذلك فإن الاستنفار المذهبي أو الطائفي يؤذي المملكة أكثر مما يفيدها ويسيء إلى صورتها كحاضنة لصيغة الحكم العرجاء القائمة فيه والتي قد يكون بديلها الفتنة العمياء التي ستصيب دور السعودية بأضرار جسيمة. وليس من الحكمة أو من مصلحة المملكة، التي شرَّف الله أرضها بأن تكون مهبط الوحي ودار الإسلام، بأن تصير موضع الاتهام بإثارة الفتنة بين المسلمين، كائنة ما كانت الذرائع... وليست بيروت طهران ليتم الانتقام منها على خطأ إجرائي إيراني تمّ الاعتذار عنه بلسان أعلى مرجعية دينية سياسية في إيران.
ارسال التعليق