الأسلحة الإيرانية في اليمن
المساوى مع الإعلان عن كل عملية عسكرية جديدة تستهدف عمق السعودي؛ تهرب “السعودية” من الاعتراف بقدرات اليمن العسكرية، إلى الاعتراف بقدرات خصمها الآخر طهران.
بلا شك أن السعودية بهذا الهروب قدمت مادة للسخرية حول “سعودية عظمى” تصاغرت إلى الحد الذي لا يرى بعد حالة نفير عسكري تعيشه منذ عقود ضد خصمها إيران، وهي اليوم تؤكد خسارتها قبل خوض المعركة معه.
سيصعب على “السعودية” الاعتراف بمعجزة حفاة يُسيِّرون من تحت الركام طائرات، ويخلقون من خردة الأنظمة السابقة صواريخ عابرة للحدود، وبالتالي ستظل تحشر نفسها بجنسية الصواريخ، أكثر من مشكلة الضرر الناجم عنها. لكن المثير للضحك والشفقة معاً، أن يذهب الفشل العسكري بـ”السعودية”، إلى فشل الإخراج المنطقي لأسبابه.
وأن تصبح الأسلحة الإيرانية معادل الجدل أمام الحقيقة اليمنية. شئتم أم أبيتم.. ثمة تصنيع يمني يغالب ظنون الأعراب، ويكسر خشومهم المعقوفة بأقدام حافية.
وبين هذا وذاك، فليستدعي المنطق المهزوم مع أصحابه من يشاء ليقول ما يشاء، مواساة للنفس، أم حقداً، أم تعامياً، لا يهم. المهم أن اليمني جدير برصف جماجم الأعراب، وقدير بمفاجأة العدو بتصنيع عسكري لم يكن بحسبان أحد.
الأحرى بـ”السعودية” معرفة أن الانتصار على اليمن لو كان مقتصراً فقط على صحة وجود إيراني فعلي في الأراضي اليمنية من عدمه، لكان الوجود الرسمي لقوات إيرانية في سوريا قد حسم المعركة لصالحها قبل أعوام من الهزيمة والخيبات.
ولو أن جنسية السلاح في اليمن فارقة إلى هذا الحد، هل سينتصرون عليه مثلاً إن كانت الصواريخ والمسيرات اليمنية مستوردة من أمريكا وبقية الدول الغربية كعتاد السعودية والتحالفها الحربي؟
وهل عقدة القواعد الأمريكية لحماية أراضيهم، تدعوهم للقطع بالتواجد الإيراني في اليمن من باب المساواة بعجز الرجال لولا ظل خارجي يحميهم!
كلها مغالطات مفضوحة بقوة الردع اليمنية، قبل أن يفضحها منطق الكلام. وكله هروب فاشل لن يجدي معه استدعاء حتى الجان لنجاتهم، أو للتشكيك بحقيقة يمنية أنصع من قرص الشمس.
نعم لو كانت تلك الصواريخ والطائرات مستوردة من إيران، فالمصيبة أدهى وأمر، وهذا يعد فشلا ذريعا بكامل أبعاده للتحالف السعودي للحصاره المفروض على اليمن طوال هذه المدة، ويعد انتصارا كاسحا وساحقاً للحوثيين وللإيرانيين معاً، على تغلبهم على كسر الحصار، وادخال ما يحتاجونه من صواريخ بالستيا ومجنحة، وبقية صواريخ سكو وعلاوة على الطائرات المسيرة، التي تخترق الدفاعات الجوية السعودية والاماراتية وكافة منظومات صواريخيهن المتطورة، وتضرب أي هدفا تريده في عقر داريهن وتقض مضاجعهن وتعود الى قواعها سالما.
ارسال التعليق