الأمم المتحدة: الأزمة اليمنية الأكبر في العالم
قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المنطقة العربية مراد وهبة: "إن الأزمة اليمنية تعتبر أكبر أزمة على مستوى العالم في الوقت الراهن ويتوجب على المجتمع الدولي الاستجابة لهذا التحدي بشكل فوري ومسؤول".
وأوضح وهبة في بيان صحفي، ختام زيارته الأولى لليمن التي استمرت عدة ايام: "أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يستمر على نحو عاجل في تركيزه على دعم صمود المجتمعات المتضررة من الحروب الدائرة وكذلك دعم جهود الإنعاش المبكر بما في ذلك تحسين سبل المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية للمجتمع". وأضاف: "جاءت زيارتي إلى اليمن للتأكد شخصياً وعن كثب من قدرة وجهوزية مكتبنا في اليمن على زيادة جهوده لدعم الشعب اليمني".
وتابع: "نعمل جنباً إلى جنب وبقية منظمات الأمم المتحدة في البلد مع شركائنا من أجل تنسيق الجهود لبناء صمود المجتمع والحفاظ على المقدرات الوطنية من أجل تخفيف معاناة السكان المتضررين". وأشار، أنه تلقى خلال زيارته العديد من طلبات زيادة جهود البرنامج في دعم سبل معيشة المواطن اليمني وتوفير الخدمات الأساسية للمجتمعات المتضررة.
من جهة اخرى، بقيت قاعات الدراسة في غالبية المدارس الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، وخصوصا العاصمة صنعاء، خالية من تلامذتها امس الاحد في اول أيام العام الدراسي الجديد، بسبب اضراب الاستاذة لعدم تسلمهم رواتبهم منذ نحو عام.
وقال راجات مادهوك المتحدث باسم منظمة الامم المتحدة للطفولة "يونيسف" لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "أن مستقبل 4,5 مليون تلميذ على المحك".
وأشار المتحدث إلى ان نحو 73 بالمئة من الاستاذة لم يتلقوا رواتبهم منذ ما يقرب العام، لافتا إلى ان بعض هؤلاء الاساتذة قرروا عدم الانتظار اكثر وترك التعليم للتوجه نحو العمل في مجالات اخرى. وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان الغالبية العظمى من المدارس أبقت ابوابها مغلقة في صنعاء، باستثناء بعض المدارس التي قرر المشرفون عليها استقبال التلامذة فيها رغم عدم وجود استاذة لتعليمهم.
وقالت مديرة احدى المدارس التي اكتظت صفوفها بالتلاميذ لفرانس برس: "فتحت ابواب المدرسة. ان أراد الاستاذة الحضور، فأهلا وسهلا بهم. لكن بقاءهم في منازلهم لن يمنعنا من استقبال التلامذة". وكانت المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة المعترف بها، وبينها العاصمة المؤقتة لهذه السلطة مدينة عدن الجنوبية، فتحت ابوابها في الاول من اكتوبر الحالي.
ويشن تحالف السعودية حربا في اليمن منذ حوالي ثلاثة اعوام، ما ادى إلى نشوء اسوأ كارثة انسانية على مستوى العالم في ظل انتشار المجاعة ووباء الكوليرا وتدهور القطاع الطبي، وانهيار الاقتصاد والعملة الوطنية، وارتفاع الاسعار، ونزوح 3 ملايين داخليا هربا من مناطق المواجهات.
وخلّف النزاع اليمني نحو 8500 قتيل و49 الف جريح وتسبّب في أزمة انسانية حادة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
لكن فاتورة النزاع لا تقتصر فقط على القتلى والجرحى: 1640 مدرسة (من بين نحو 16 الفا) توقفت عن التعليم، 1470 منها دمرت او تضررت، والبقية تحولت إلى ثكنات او ملاجئ للنازحين، بحسب اليونيسف. وحرم توقف المدارس عن التعليم مئات الاف الأطفال من الدراسة لينضموا إلى نحو 1,6 مليون طفل آخر لا يرتادون المدرسة منذ فترة ما قبل النزاع.
ويبلغ عدد سكان اليمن اكثر من 27 مليون نسمة، نصفهم دون سن ال18.ودفع هذا العدد الهائل وكالات الامم المتحدة إلى التحذير من عواقب اجتماعية وامنية وخيمة قد تستمر لعقود. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "هناك جيل بكامله يخشى أن يخسر مستقبله".
ارسال التعليق