البحث عن تمويل رؤية 2030: من الكويت إلى الصين
الصين، آخر وجهات السعودية بحثاً عن إنقاذ مشروع نيوم. خلال هذا الأسبوع أجرى القيّمون على المشروع جولة مخصصة في الصين لجذب مستثمرين، عرضوا خلاها الخطوط العريضة للمشروع باهظ الكلفة، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي صفقة.
وفي تصريحات صحفية قال ليونارد تشان، رئيس جمعية تطوير التكنولوجيا المبتكرة في هونج كونج، إن ردود الفعل على "المشروع الطموح" في حفل استقبال خاص بالمدعوين كانت فقط "محايدة في الغالب". وتابع قائلاً "سأزورها من أجل المتعة، لكنني لن أعيش هناك، واصفا الأمر بشيء من سلسلة ألعاب SimCity.
وقد سبقت هذه الجولة سلسلة لقاءات أجراها الرئيس التنفيذي لنيوم، نظمي النصر، مع رجال المال والأعمال في الأسواق الدولية الرئيسية. قدمت "نيوم" خلال الجولة التي أقيمت بالشراكة مع "مكتب مبادرة الحزام والطريق"، وبإشراف مكتب التجارة والتنمية الاقتصادية في هونغ كونغ، "تجربة حية لاستكشاف عدد من أبرز مشاريع منطقة نيوم"، من بينها "ذا لاين" و"أوكساغون"، و"تروجينا"، و"سندالة"، بدلا من الاعتماد على مقاطع فيديو الواقع الافتراضي التي سبق للمطورين عرضها عندما التقوا مع الممولين في أماكن مثل نيويورك ولندن.
وقال النصر في بيان الأسبوع الماضي: “سيستمر التعاون مع الصين في لعب دور حيوي في تطوير نيوم، ونتطلع إلى تعزيز مشاركتنا مع مجتمع الأعمال في البلاد”. كما قام مطورو نيوم مؤخرًا بقياس اهتمام المستثمرين بالمدن بما في ذلك سيول وواشنطن العاصمة وميامي وباريس.
وقد استضافت نيوم مصرفيين على شواطئها في الماضي، على الرغم من أن تلك الاجتماعات غالبًا ما ضمت مصرفيًا واحدًا أو اثنين فقط من مؤسسة واحدة. ستكون قضية هذا الأسبوع هي المرة الأولى التي تستضيف فيها المدينة مجموعة أكبر من الممولين من مؤسسات متعددة في وقت واحد، وفقا لتقييم وكالة بلومبيرغ.
كما لفتت الوكالة إلى أن "البنوك الأجنبية الكبيرة مترددة حتى الآن في تقديم قروض كبيرة لمشروع نيوم، لأنه لا توجد ضمانات حكومية، ولأن التمويل الوحيد للمشروع حتى الآن يأتي من صاحب المشروع فقط وهو صندوق الثروة السيادي السعودي الذي يرأسه محمد بن سلمان".
ويأتي البحث عن التمويل في الوقت الذي قلصت فيه السعودية مؤخرًا طموحها على المدى المتوسط للمشروع. وبينما كانت الحكومة تأمل في وقت ما أن يعيش 1.5 مليون ساكن في ذا لاين بحلول عام 2030، فإنها تتوقع الآن أن يأوي المشروع أقل من 300 ألف ساكن بحلول ذلك الوقت.
ونتيجة ذلك هو تقلّص مساحة المشروع المُزمع، فبعد أن كان المقرر أن يغطي في النهاية مساحة صحراوية بطول 170 كيلومترًا على طول الساحل، ولكن مع الانسحاب الأخير، يتوقع المسؤولون إكمال 2.4 كيلومتر فقط من المشروع بحلول عام 2030.
وتشير بلومبيرغ وفقًا لوثيقة اطلعت عليها؛ إلى بدء مقاول واحد على الأقل في فصل جزء من العمال الذين يوظفهم في الموقع تبعاً لهذه التبدّلات.
وجاء معظم تمويل نيوم حتى الآن في شكل ضخ أسهم من مالكها، صندوق الثروة السيادية السعودي، الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد. لكن مطوري المدينة عينوا بنوكًا لتقديم المشورة لهم بشأن بيع سنداتهم بالريال لأول مرة والتي يمكن أن تجمع ما يصل إلى 5 مليارات ريال (1.33 مليار دولار)، حسبما ذكرت بلومبرج نيوز.
وحصلت نيوم مؤخرًا على قرض بقيمة 10 مليارات ريال من مجموعة من البنوك السعودية، كما جمع مطورو المشروع قرضًا بقيمة 3 مليارات ريال لتمويل جزيرة سندالة، وهي جزيرة سياحية فاخرة في البحر الأحمر.
جدير بالذكر ما كشفته بلومبيرغ مؤخرا عن طلب السعودية من الكويت أن تساهم في تمويل مشاريعها، من ضمنها مشروع نيوم، بمبلغ يقارب الـ16 مليار دولار.
وفي حين لم تذكر الوكالة نقلا عن مصادرها، مسببات هذا التراجع، فقد سبق أن كشفت نقلا عن أشخاص مطلعين على مشروع نيوم إنه على الرغم من أن نيوم أطلقت حملات ترويجية للتسويق والمستثمرين، إلا أنها لم تحقق تقدمًا جديًا في جمع رأس المال. تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يريد فيه ابن سلمان من المستثمرين الأجانب نقل الخبرة والمشاركة في تمويل مشروع نيوم العملاق الذي يبلغ قيمته 500 مليار دولار لتحويل المنطقة الشمالية الغربية النائية إلى مركز عالي التقنية خالٍ من الكربون ومليء بالروبوتات.
وفي الوقت الذي ادّعت فيه "الحكومة السعودية" أن مشاريع رؤية 2030 سيتم تمويلها من أموال الاستثمارات الأجنبية، محدّدتاً سقفاً لجمع 100 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر سنوياً، إلا أن هذا المبلغ لا يزال أكبر بثلاث مرات مما جمعته حتى الآن.
ارسال التعليق