التحرك بعد الكارثة، فاجعة النعمي نموذجا
عبدالرحمن المرشد - الرياض
كارثة محافظة "صبيا" التي وقعت قبل أيام على طريق مركز الكدمي بجازان، والتي نتج منها وفاة أُم وستة من أبنائها، تشير إلى أننا لا نتحرك إلا بعد وقوع المصيبة؛ فلو لم تحدث هذه الكارثة لما علمنا بمشاكل الطريق، وأهمية عمل الصيانة اللازمة لتفادي الأخطاء؛ إذ توجد حُفر كثيرة، تعيق مسار الطريق؛ ما اضطر صاحب الشاحنة لتفاديها، والخروج للاتجاه المقابل، والاصطدام بسيارة العائلة.
منظر الأب المكلوم، المواطن سامي النعمي، وهو ينظر لجثث أبنائه وزوجته يدمي القلب، وهو ـ بلا شك ـ قضاء وقدر، ولكن لم يتم الأخذ بالأسباب وتلافيها بالرغم من أنها ظاهرة للعيان، وليست شيئًا مخفيًّا.
مشاكل هذا الطريق يعلمها الجميع، وسبق أن تحدث عنها الأهالي، وبالرغم من ذلك لم تتحرك إدارة الطرق في المنطقة، ولم تبادر بالحلول، لا نقول الجذرية، ولكن السريعة التي تعالج ولو مؤقتًا؛ والتقصير من قِبل المسؤول مشكلة يعانيها المواطن في أغلب القطاعات.
الإعلام يقع عليه عبء كبير لنقل الصورة الصحيحة، وإيضاح المشاكل؛ لتبادر تلك الجهات تحت ضغط الإعلام بالإنجاز.. فعندما يتدخل الإعلام يتحرك المسؤول، وهذا - للأسف - واقع نعيشه بعد غياب الوعي والضمير للكثير من المسؤولين؛ ولذلك فالإعلام شريك في تصحيح المسار، وتعديل الاعوجاج.
حاليًا مع الحضور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وسناب، أصبح الجميع مسؤول تحرير، ويقع عليه مسؤولية لإيضاح النواقص، واظهار فضائح التقصير التي يتسم بها المسؤولون وكأننا لسنا في اكثر دول العالم انتاجا ومبيعا للنفط.
أتفق مع الجميع في أن تغيير المسؤول لن يعيد الموتى، ولكن ربما يساهم - بإذن الله - في إنقاذ حياة أُسر بريئة، تسلك هذا الطريق.. متمنيًا من مسؤولي الطرق كافة في السعودية أن يتعظوا، ولا يعرِّضوا سالكي طرقنا للموت ـ لا قدر الله ـ.
مملكة (الإنسانية )عوَّدتنا على الوقوف مع من هم في الخارج، بينما يستحق المواطن النعمي المفجوع الوقوف بجانبه، والاكثر اهمية ان يتم الوقوف مع المواطن قبل ان يفجع باعطاءه ما يستحق وهو هنا الشارع الجيد وليس تعويضه بعد ان يصبح بلا عائلة ولا معيل وكأننا نقول له لا تهتم بالتقصير الصادر منا.
ارسال التعليق