الاخبار
التناغم التركي السعودي الإسرائيلي ضد إيران: تحليل ودلالات
تسعى كلٌ من السعودية وتركيا للتناغم مع الكيان الإسرائيلي في وقت تعيش هذه الأطراف العديد من الخلافات بينها. فيما يمكن القول أن التقارب السعودي الإسرائيلي أكبر من رديفه التركي الإسرائيلي، فإن ما يجمع هذه الأطراف ليس إلا محاولة تحجيم إيران التي استطاعت مقارعة السياسة الأمريكية في المنطقة من العراق وصولاً الى سوريا واليمن. فكيف يمكن تحليل هذا التناغم عبر تبيين أهم وجوهه؟ وما هي المحاولات والمساعي الموجودة؟ وهل ستنجح؟
التناغم في السياسة بين الأطراف الإقليمية ضد إيران
عدة مسائل يمكن أن نُشير من خلالها الى وجود تناغمٍ بين الأطراف الإقليمية تركيا، السعودية والكيان الإسرائيلي، لمواجهة التعاظم الإيراني. وهو ما يمكن أن يظهر من خلال التالي:
أولاً: منذ أيام شنت السعودية حملة شرسة لم تُفلح، لإجهاض الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني حسن روحاني الى الجزائر، من خلال أبواقها الإعلامية. لكنها هذه المحاولات سرعان ما تبخرت فور وصول روحاني الى عواصم كل من الكويت وسلطنة عمان، مما أظهر صعوبة التحريض أو منع الدول العربية من ممارسة مصالحها عبر التقرُّب من إيران.
ثانياً: بالنسبة للموقف التركي وتناغمه مع السعودية وتل أبيب، فإن ذلك يحتاج لمقاربة مختلفة. فتركيا وعلى الرغم من مساعيها لتحقيق أحلامها وتنفيذ مصالحها ولو على حساب جميع الأطراف، فهي لا ترى مشكلة في التعاون مع إيران. كما أنها لا ترى مشكلة في التعاون مع كل من تل ابيب والرياض. على الرغم من وجود الكثير من الملفات الخلافية بينها وبين هذه الأطراف. ففي الوقت الذي ترى تل أبيب أن محور إيران و سوريا وحزب الله يمثل التهديد الأكبر لها، فإن تركيا تجد في الأكراد، مصدر التهديد الرئيسي على أمنها القومي. فيما توافق السعودية الكيان الإسرائيلي وتعارض تركيا.
المحاولات الموجودة
عدة محاولات تخدم هدف التقارب بين هذه الأطراف ضد إيران نُشير لها كما يلي:
أولاً: هناك محاولة لإحياء التقارب العربي الإسرائيلي وذلك بتحريض إسرائيلي، من أجل قيام حلف جديد عنوانه تشكيل كتلة جديدة تضم الدول السنية الرئيسية (معظم الدول الخليجية وتركيا) بالإضافة الى الكيان الإسرائيلي. وذلك بهدف تذويب القضية الفلسطينية، وإزالتها من أولويات شعوب المنطقة. وهو الأمر الذي شكَّلت إيران رأس الحربة في إجهاضه وما زالت.
ثانياً: يؤكد هذا التوجه العربي المزاعم الإسرائيلية والتي أطلقها بنيامين نتنياهو في مقابلته مع "سي أن أن" حيث أعلن أنه يريد سلام شامل في الشرق الأوسط بين "الکیان الاسرائيلي" والدول العربية، مضيفاً أن العديد من الدول العربية لم تعد تعتبر الكيان الإسرائيلي عدواً بل حليفاً في مواجهة ايران.
ثالثاً: أعلنت الإدارة الأمريكية تأييدها لهذا التوجه على لسان الرئيس الأمريكي، حيث أُطلق عليها تسمية "القراءة الإقليمية الجديدة"، في وقت أكد فيه سفيره الجديد في تل أبيب ديفيد فريدمان أن العرب والإسرائيليين يجمعهم القلق من إيران.
النتائج المتوقعة
على الرغم من وجود محاولات عربية تركية إسرائيلية لإيجاد حلف ضد إيران، لكن ذلك ستمنعه العديد من العقبات وهي:
أولاً: سيؤدي هذا الخيار الى توحُّد المسلمين في العالمين العربي والإسلامي ضد هذا التوجه المذهبي والذي سينتج عنه تقوية التطرف والإرهاب التكفيري. حيث أن الواقع يقول أن مثل هذه الأطراف لا تملك القوة والمنطق لتأمين استمراريته بل سينهار أمام وعي شعوب المنطقة.
ثانياً: إن شعوب المنطقة كافة ترفض المساس بمقدسات الأمة، وتعتبر القضية الفلسطينية أصل هذه المقدسات. وهو الأمر الذي يجعل خيارات إيران الإستراتيجية في المنطقة وتحديداً في كلٍ من سوريا واليمن خيارات تُعبِّر عن تطلعات الشعوب العربية والإسلامية. الأمر الذي يُفرغ هذه المحاولات من جوهرها.
ثالثاً: توجد العديد من الخلافات بين هذه الأطراف. بل إن التقارب السعودي الإسرائيلي يمكن أن يكون الأقوى. في حين أن التناغم التركي الإسرائيلي أو التناغم التركي السعودي، أمامه العديد من العقبات التي تتعلق بترتيب الأولويات وتشابك المصالح وتناقضها. ناهيك عن الصراع التركي السعودي الخفي، حول زعامة دول المنطقة.
رابعاً: إن جوهر القضية تتعلق بالشعب الفلسطيني والذي لن يقبل بالحلول البديلة. حيث لم ولن يقبل الحل العربي المطروح كبديل لحل الدولتين الأمر الذي يُجهض التوجه العربي لأنه لا قيمة له دون موافقة الشعب الفلسطيني الذي يزداد تمسكاً بخيار المقاومة.
خامساً: يوجد رفض شعبي عربي وإسلامي لتوجهات الرئيس الأمريكي الجديد وتصعيداته المذهبية ولغته غير المسؤولة. في حين ترحَّب كافة الشعوب العربية والإسلامية بالإضافة الى العديد من الدول ومنها العربية، بالجهود الإيرانية الوحدوية والسياسة الإيرانية المبنية على أسس التقارب وإيلاء الأولوية لمصالح شعوب المنطقة.
سادساً: من أهم أوجه الفشل العربي أو التركي أن تقوم بعض الإطراف وتحديداً تركيا والسعودية بالرهان على أمريكا. وهي نفسها أمريكا التي حجَّمت كل من الرياض وأنقرة منذ ثلاثة أشهر فقط وقبل وصول الرئيس الجمهوري الجديد. بل إن الشعور بنشوة الدور الوهمي الذي توليه واشنطن لهذه الأطراف اليوم هو ليس إلا حالة ظرفية ستنتهي مع انتهاء المصلحة الأمريكية، أو مع رضوخ واشنطن من جديد أمام ما سترسمه إيران من خيارات.
إذن، على الرغم من محاولات إحيائه، يولد الحلف الثلاثي بين تركيا والسعودية والكيان الإسرائيلي ميتاً. فالإصطفاف الذي لن يجد أي مكانٍ له في ظل واقع عربيٍ وإسلاميٍ مقاوم، يلعب آخر أوراقه، وهو ما بات يستغله الطرف الأمريكي جيداً!
التناغم في السياسة بين الأطراف الإقليمية ضد إيران
عدة مسائل يمكن أن نُشير من خلالها الى وجود تناغمٍ بين الأطراف الإقليمية تركيا، السعودية والكيان الإسرائيلي، لمواجهة التعاظم الإيراني. وهو ما يمكن أن يظهر من خلال التالي:
أولاً: منذ أيام شنت السعودية حملة شرسة لم تُفلح، لإجهاض الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني حسن روحاني الى الجزائر، من خلال أبواقها الإعلامية. لكنها هذه المحاولات سرعان ما تبخرت فور وصول روحاني الى عواصم كل من الكويت وسلطنة عمان، مما أظهر صعوبة التحريض أو منع الدول العربية من ممارسة مصالحها عبر التقرُّب من إيران.
ثانياً: بالنسبة للموقف التركي وتناغمه مع السعودية وتل أبيب، فإن ذلك يحتاج لمقاربة مختلفة. فتركيا وعلى الرغم من مساعيها لتحقيق أحلامها وتنفيذ مصالحها ولو على حساب جميع الأطراف، فهي لا ترى مشكلة في التعاون مع إيران. كما أنها لا ترى مشكلة في التعاون مع كل من تل ابيب والرياض. على الرغم من وجود الكثير من الملفات الخلافية بينها وبين هذه الأطراف. ففي الوقت الذي ترى تل أبيب أن محور إيران و سوريا وحزب الله يمثل التهديد الأكبر لها، فإن تركيا تجد في الأكراد، مصدر التهديد الرئيسي على أمنها القومي. فيما توافق السعودية الكيان الإسرائيلي وتعارض تركيا.
المحاولات الموجودة
عدة محاولات تخدم هدف التقارب بين هذه الأطراف ضد إيران نُشير لها كما يلي:
أولاً: هناك محاولة لإحياء التقارب العربي الإسرائيلي وذلك بتحريض إسرائيلي، من أجل قيام حلف جديد عنوانه تشكيل كتلة جديدة تضم الدول السنية الرئيسية (معظم الدول الخليجية وتركيا) بالإضافة الى الكيان الإسرائيلي. وذلك بهدف تذويب القضية الفلسطينية، وإزالتها من أولويات شعوب المنطقة. وهو الأمر الذي شكَّلت إيران رأس الحربة في إجهاضه وما زالت.
ثانياً: يؤكد هذا التوجه العربي المزاعم الإسرائيلية والتي أطلقها بنيامين نتنياهو في مقابلته مع "سي أن أن" حيث أعلن أنه يريد سلام شامل في الشرق الأوسط بين "الکیان الاسرائيلي" والدول العربية، مضيفاً أن العديد من الدول العربية لم تعد تعتبر الكيان الإسرائيلي عدواً بل حليفاً في مواجهة ايران.
ثالثاً: أعلنت الإدارة الأمريكية تأييدها لهذا التوجه على لسان الرئيس الأمريكي، حيث أُطلق عليها تسمية "القراءة الإقليمية الجديدة"، في وقت أكد فيه سفيره الجديد في تل أبيب ديفيد فريدمان أن العرب والإسرائيليين يجمعهم القلق من إيران.
النتائج المتوقعة
على الرغم من وجود محاولات عربية تركية إسرائيلية لإيجاد حلف ضد إيران، لكن ذلك ستمنعه العديد من العقبات وهي:
أولاً: سيؤدي هذا الخيار الى توحُّد المسلمين في العالمين العربي والإسلامي ضد هذا التوجه المذهبي والذي سينتج عنه تقوية التطرف والإرهاب التكفيري. حيث أن الواقع يقول أن مثل هذه الأطراف لا تملك القوة والمنطق لتأمين استمراريته بل سينهار أمام وعي شعوب المنطقة.
ثانياً: إن شعوب المنطقة كافة ترفض المساس بمقدسات الأمة، وتعتبر القضية الفلسطينية أصل هذه المقدسات. وهو الأمر الذي يجعل خيارات إيران الإستراتيجية في المنطقة وتحديداً في كلٍ من سوريا واليمن خيارات تُعبِّر عن تطلعات الشعوب العربية والإسلامية. الأمر الذي يُفرغ هذه المحاولات من جوهرها.
ثالثاً: توجد العديد من الخلافات بين هذه الأطراف. بل إن التقارب السعودي الإسرائيلي يمكن أن يكون الأقوى. في حين أن التناغم التركي الإسرائيلي أو التناغم التركي السعودي، أمامه العديد من العقبات التي تتعلق بترتيب الأولويات وتشابك المصالح وتناقضها. ناهيك عن الصراع التركي السعودي الخفي، حول زعامة دول المنطقة.
رابعاً: إن جوهر القضية تتعلق بالشعب الفلسطيني والذي لن يقبل بالحلول البديلة. حيث لم ولن يقبل الحل العربي المطروح كبديل لحل الدولتين الأمر الذي يُجهض التوجه العربي لأنه لا قيمة له دون موافقة الشعب الفلسطيني الذي يزداد تمسكاً بخيار المقاومة.
خامساً: يوجد رفض شعبي عربي وإسلامي لتوجهات الرئيس الأمريكي الجديد وتصعيداته المذهبية ولغته غير المسؤولة. في حين ترحَّب كافة الشعوب العربية والإسلامية بالإضافة الى العديد من الدول ومنها العربية، بالجهود الإيرانية الوحدوية والسياسة الإيرانية المبنية على أسس التقارب وإيلاء الأولوية لمصالح شعوب المنطقة.
سادساً: من أهم أوجه الفشل العربي أو التركي أن تقوم بعض الإطراف وتحديداً تركيا والسعودية بالرهان على أمريكا. وهي نفسها أمريكا التي حجَّمت كل من الرياض وأنقرة منذ ثلاثة أشهر فقط وقبل وصول الرئيس الجمهوري الجديد. بل إن الشعور بنشوة الدور الوهمي الذي توليه واشنطن لهذه الأطراف اليوم هو ليس إلا حالة ظرفية ستنتهي مع انتهاء المصلحة الأمريكية، أو مع رضوخ واشنطن من جديد أمام ما سترسمه إيران من خيارات.
إذن، على الرغم من محاولات إحيائه، يولد الحلف الثلاثي بين تركيا والسعودية والكيان الإسرائيلي ميتاً. فالإصطفاف الذي لن يجد أي مكانٍ له في ظل واقع عربيٍ وإسلاميٍ مقاوم، يلعب آخر أوراقه، وهو ما بات يستغله الطرف الأمريكي جيداً!
ارسال التعليق