الدم والجوع.. تقرير يفضح جرائم الحزم السعودي في اليمن
أطلقت منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، تقريرها السنوي الثاني لحالة حقوق الإنسان في اليمن، والذي يحمل عنوان " الدم والجوع " وأضافت سام أنها رصدت في تقريرها ثماني وستين ألفاً وخمس مائة وست وعشرين واقعة انتهاك لحقوق الإنسان في اليمن خلال العام الماضي 2017، وقال رئيس المنظمة المحامي توفيق الحميدي إن خمسة عشر راصداً تحققوا من (68526) واقعة انتهاك ، وقالت سام إنها رصدت (2044) قتيلاً من المدنيين بينهم (380) طفلاً و(186) امرأة. وجاءت الانتهاكات المتعلقة بالسلامة الجسدية في المرتبة الثانية من حيث عدد الانتهاكات التي رصدتها سام في تقريرها لعام 2017، حيث بلغ إجمالي عدد ضحايا الإصابة والتشوه خلال فترة التقرير (3068) حالة إصابة، بينهم (829) طفلاً و(329) امرأة، وانحصر التوثيق على الضحايا المدنيين، الذين تمكنت الفرق الميدانية التابعة للمنظمة من الوصول إليهم، والتحقق من بياناتهم.
وبحسب التقرير فقد تعددت أسباب إصابة المدنيين، بين القصف الجوي العشوائي لاكثر من 170 طائرة حربية غير طائرات الاباتشي على أماكن مزدحمة بالسكان المدنيين من قبل التحالف، خاصة في محافظة تعز التي تصدرت عدد ضحايا هذا الشكل من الانتهاكات، بواقع (2032) مدنياً. كما وثقت سام (232) سجناً خاصاً، يتبع قوات التحالف يتم فيهم أقسى أنواع التعذيب، اعتقل في هذه السجون (3966) مدنياً تمكنت سام من رصدهم.
وقالت سام في تقريرها إن غالبية المعتقلين يتعرضون للتعذيب بدرجات متفاوتة، حيث يموت بعضهم تحت التعذيب، بينما يعاني آخرون من انتهاكات جسدية تؤدي إلى إعاقة بعضهم، ومن أشكال التعذيب التي توثقت المنظمة من تعرض المعتقلين لها، الإعدام الوهمي، وربط العضو الذكري والحرمان من البول لساعات طويلة، إضافة للتحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب، والإرغام على الوقوف لأوقات طويلة على القدمين في حر الشمس، والتعليق على اليدين والصعق الكهربائي، والدفن في حفر بالتراب حتى الرقبة، والضرب بأعقاب البنادق، والحرمان من الطعام، خصوصاً في معتقلات الإمارات. أما الأماكن التي يحتجز فيها المعتقلون فلا تخضع لسلطة قانونية، بحسب تقرير سام الذي أكد أن تلك المعتقلات لا تتوفر فيها الشروط القانونية للسجون، ولا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الآدمية، حيث يُحتجز العشرات في غرفة واحدة وبحمام واحد فقط، وغالبية السجون هي في الأصل منازل، أو أقبية، وبعضها غرف حديثة البناء، والبعض الآخر حاويات (كونتيرات) معدة لشحن البضائع إلى سجون، كما هو الحال في مطار الريان بحضرموت، الخاضع لسلطة الإمارات بشكل مباشر.
وبلغت إجمالي وقائع التعذيب التي رصدها التقرير خلال العام (100) واقعة في سجون الأجهزة الأمنية التي تشرف عليها وتمولها الإمارات في محافظتي عدن وحضرموت. ومن بين وسائل التعذيب، التي تحققت سام من استخدامها في السجون، وسائل تفضي إلى موت محقق، أو تسبب آلاما مبرحة، كالكي بالكهرباء ودفن الضحية في حفرة ثم إخراجه من تحت التراب، والإعدامات الوهمية، وقلع الأظفار، ونتف اللحية، والوقوف في غرف ضيقة لفترات طويلة جداً، والرش بالماء البارد طوال الليل، والمنع من النوم، والضرب المبرح، والحرمان من الطعام، والضرب على أماكن الجروح السابقة، والحرمان من العلاج.
ورصدت سام (207) انتهاكات تعرض لها صحفيون بسبب عملهم الإعلامي خلال العام، منهم (3) قتلوا وهم ينقلون الأخبار من مناطق المواجهة سواء بالقنص، أو القذائف العشوائية، كما تعرض بعضهم في عدن للاعتقال التعسفي والتعذيب في معسكر العشرين، أحد معسكرات الحزام الأمني التي تشرف عليها وتمولها دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تعرض البعض الآخر للمضايقة والتهديد، وسجلت حوادث من هذا النوع في عدن وتعز والبيضاء ومأرب.
وخلال عام 2017، رصدت سام (2381) انتهاكاً ضحاياها أطفال، منها (1600) حالة تجنيد، و(829) اعتداء على سلامة الجسد، و(380) اعتداء على الحق في الحياة بسبب قصف طيران التحالف، أو القصف العشوائي للتحالف على أحياء سكنية في صنعاء وصعدة والحديدة وتعز.
ارسال التعليق