السعودية تبحث عن أوباش جدد.. هل انتهى تحالفها العربي؟
بعد نحو 4 سنوات من بدء الحرب العبثية والتدميرية في اليمن، وتشكيل التحالف العربي ولفيف من المرتزقة وبقايا المتقاعدين من أمريكا اللاتينية بقيادة السعودية، يبدو أن المملكة التي قادت "عاصفة الحزم" لم تنجح في تحقيق أهدافها ولمّ شمل الدول العربية في جيش موحّد، فبدأت البحث عن تكتّل بديل.
الفشل في اليمن، الذي أثار الرأي العام الدولي ضدّ السعودية والإمارات، اللتين تحالفتا ضد جماعة الحوثي، دفع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إلى اقتراح إنشاء تجمع لدول البحر الأحمر والقرن الأفريقي؛ لـ"منع أي قوى خارجية من لعب دور سلبي" في تلك المنطقة الاستراتيجية.
مقترح الجبير جاء خلال كلمة بثتها قناة "الإخبارية" الرسمية، عقب انطلاق أعمال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن بالرياض، والذي حضره ممثلون لـ6 دول (مصر، وجيبوتي، والصومال، والسودان، واليمن، والأردن).
وأضاف: "نعتقد أن هذا الكيان سيعزز الاستقرار والأمن والتجارة والاقتصاد بالمنطقة، ويساهم في إيجاد تناغم في هذه المنطقة الحساسة، ومنع أي قوى خارجية من لعب دور سلبي"، دون أن يسميها، لكن مراقبين ألمحوا إلى نيّة السعودية التصدي للتهديدات الحوثيين التي تصاعدت ضدّها خلال الفترة الأخيرة.
- رصاصة الرحمة على التحالف العربيويرى مراقبون أن الجبير أطلق رصاصة الرحمة على "التحالف العربي" الذي أنشئ بداية 2015 وتقوده بلاده، وذهب آخرون لاعتباره بمنزلة إعلان فشل السعودية في تجميع "الأشقاء العرب" داخل تكتّل عسكري موحّد، بسبب الدور الذي تمارسه مع الإمارات، وهو ما أدّى إلى تشقّقه وانسحاب عدد من الدول منه.
انحراف مسار التحالف العربي الذي كان يهدف إلى "إعادة الأمل" إلى اليمن، أجبر عدداً من الدول المشاركة فيه على الانسحاب، على غرار دولة قطر التي أكد وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الدوحة تعتقد أن الحل في اليمن يكمن في جمع كل الفرقاء للحوار على طاولة واحدة، لا في دعم طرف على حساب آخر.
الوزير القطري شدّد، خلال محادثات أجراها في العاصمة البلجيكية بروكسل، أواسط شهر يونيو 2018، مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، على أن بلاده كانت جزءاً من التحالف العربي الذي كان يهدف إلى عودة الحكومة الشرعية في البداية عام 2015.
وأضاف: "كان الهدف هو الوصول إلى حلٍّ سياسي وجمع اليمنيين بمختلف توجّهاتهم حول مبادرة مجلس التعاون الخليجي، لكن توجّه التحالف الآن تغيّر، حيث ترى سجوناً سرّية وتعذيباً وأجندات متضاربة بين دول التحالف".
- جرائم حرب ارتُكِبت باليمنماليزيا هي الأخرى أعلنت، يوم 28 يونيو الماضي، انسحابها رسمياً من التحالف، وسحب قواتها العسكرية من السعودية، لأنها غير مهتمة بالتورط في الصراعات في منطقة الخليج، ولا تريد المشاركة في مهاجمة اليمن.
وتؤكد المعطيات على الأرض أن "التحالف العربي" بقيادة السعودية، فشل في تحقيق أهدافه في اليمن، بل أدّت الغارات الجوية غير الدقيقة والمعارك المشتعلة إلى إزهاق أرواح أكثر من 10 آلاف شخص، ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين، مع الانتشار الواسع للأمراض والأوبئة والفقر بين السكان.
جملة الكوارث هذه دفعت المجتمع الدولي إلى إطلاق صيحة نذير للتصدّي لهذه الجرائم ضدّ الإنسانية، وإجبار المملكة على الجلوس على طاولة الحوار مع الحوثيين لإنهاء هذه الحرب المشتعلة منذ نحو 4 سنوات.
وهذا التحالف الجديد الذي تقترح السعودية تشكيله، في اعتراف ضمني منها بفشل تحالفها في اليمن، وضعه مراقبون تحت عنوان محاولة الرياض وضع يدها على جيوش وقرارات الدول التي قد تقبل المشاركة فيه.
ولا بد من الإشارة إلى أن بعض الدول العربية، على غرار مصر والسودان، تتماشى مع أهداف السعودية خوفاً على مصالحها الاقتصادية، إذ إن قراراتهم قد تكون صادرة عن السعودية، بفعل مليارات الدولارات والامتيازات التي تقدّمها لهم كرشوة سياسية، بوصف مراقبين.
ارسال التعليق