السعودية تبني مستقبلها على المدن الصحراوية الضخمة
اهتمت مجلة فورين بوليسي الأميركية بالطموحات التي ما انفك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعلن عنها بشأن تطوير بلاده على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وعن عزمه تشييد مدن ضخمة، وتساءلت هل خططه سليمة أم أنها تنذر بأخطاء كارثية؟
ونشرت المجلة مقالا للكاتبة إليزابيث ديكينسون أشارت فيه إلى فعاليات شهدتها السعودية قبل أيام، ومن بينها الإعلان عن عروض سياحية متطورة وعرض لنموذج تشييد ثلاث مدن ضخمة تنطلق عملية بنائها اعتبارا من العام المقبل وتدعي "كيديا".
وأضافت أن موقع إحدى هذه المدن الضخمة سيكون في الصحراء على بعد 40 كليومترا من العاصمة الرياض، وأنها ستضم مراكز ووسائل ترفيه عالمية كبرى متعددة، من بينها ميادين للتزلج على الجليد ومسارات جبلية لركوب الدراجات الجبلية وسباق السيارات وحدائق للحيوان.
وأما المدينتان الأخريان فتشكلان منتجعات سياحية على البحر الأحمر، حيث ستكون مدينة "نيوم" محور التقنيات المتطورة، وتهدف إلى أن يكون الكثير من سكانها من الربوتات.
مدن ورؤية
وقالت الكاتبة إن هذه المدن الضخمة الثلاث تعتبر جزءا من رؤية 2030 لولي العهد السعودي التي تم الإعلان عنها العام الماضي، وهي الخطة الرامية إلى تحريك الاقتصاد السعودي والاستثمار بعيدا عن النفط.
وأشارت إلى فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار التي شهدتها الرياض أواخر الشهر الماضي وحضرها نحو 3500 مشارك على المستوى العالمي من النخب من القيادات الدولية والاستثمارية، بما في ذلك العشرات من المديرين التنفيذيين الرفيعي المستوى.
واستدركت بالقول إن تعليق الكثير من الآمال الرمزية والمادية على المشاريع الكبرى في السعودية يعتبر أمرا محفوفا بالمخاطر، وذلك لما للمشاريع الكبرى من تاريخ من الانتكاسات.
وأوضحت أن السعودية لم تصدر بعد تقديرات مفصلة لتكاليف تشييد هذه المدن، ولا هي أعلنت عن مصادر أو جهات الاستثمار العالمية، وذلك باستثناء الإعلان عن أن "نيوم" ستحصل على 500 مليار دولار على مدى السنوات المقبلة من المستثمرين من القطاعين العام والخاص.
وأضافت أن معظم "المدن الاقتصادية" التي أطلقتها الهيئة العامة للاستثمار في 2005 لحشد الاستثمارات الخاصة قد تعثرت في معظمها، لكن ولي العهد السعودي يصر على أن السعودية مقبلة على مشروع إصلاحي اقتصادي اجتماعي ضخم لا يمكن التراجع عنه.
ارسال التعليق