السعودية تخشى الثورات حتى لو كانت في موزمبيق
قالت الناشطة الحقوقية اليمنية، توكل كرمان، إن معركة الثورات المضادة للربيع العربي، والتي يتحد فيها المال الخليجي والتواطؤ الغربي والعصابات المحلية، ستبوء بالفشل.
جاء ذلك في كلمة لكرمان، خلال حفل إفطار وأمسية رمضانية نظمتها مؤسسة توكل كرمان (غير حكومية) وقناة “بلقيس” اليمنية، بمدينة إسطنبول التركية.
وأضافت كرمان، وهي حائزة على جائزة نوبل للسلام لدورها في ثورة 2011 باليمن، “عندما ينتصر الربيع العربي سيعود كل شيء إلى صورته الجديرة بالاحترام، فالمواطنة سيتم تجسيدها في واقع الناس ومعاشهم”.
وتابعت “والدين لن يكون جزءا من لعبة سياسية، يصبح حرام الأمس حلال اليوم، وحلال الأمس حرام اليوم، دون أدلة مقنعة، والفن سيكون معبرا عن الناس، وعن طموحاتهم وإخفاقاتهم وأحلامهم”.
وأحيا الفنان المغربي، رشيد غلام، هذه الأمسية التي أقيمت تحت عنوان “الروح والفن.. ثنائية السلام”، بمشاركة العشرات من الفنانين والحقوقيين والصحافيين وأبناء الجالية اليمنية.
وأضافت كرمان “الفن يمنحنا القدرة على الإفصاح عن مشاعرنا ومواقفنا وانفعالاتنا بطريقة أكثر تأثيرا ورقيا، ولذلك سعت الأنظمة الشمولية من خلال سياساتها القائمة على التجهيل والتخويف إلى ضرب المعنى الحقيقي للفن، وتحويله لعملية مملة من الإلهاء والرخص”.
وأردفت “في عالمنا العربي، لا تتوانى الأنظمة القمعية عن استهداف أي فنان يسعى ليعبر عن الواقع دون تزييف، ووضع العراقيل أمام أي عمل فني يساعد في الارتقاء بالمشاعر والمواقف، خوفا من الثورة والتغيير”. وشددت على أن “الفن الرديء هو مرآة للنظام الرديء، والفن الجيد لا يعيش طويلا، إلا في ظل نظام سياسي يحترم الحريات وحقوق الإنسان وحق الجميع في التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم، بعيدا عن الإكراه”.
ورأت أن “المنطقة العربية تعيش مرحلة بالغة الحساسية، فمنذ ثورات الربيع العربي قبل ثماني سنوات، والأحداث تتوالى وتتوالى”.
وأضافت “وفي حين كان شباب الربيع العربي يعبرون عن أهمية تحول دولهم إلى دول ديمقراطية حقيقية، كانت هناك دول وأنظمة ديكتاتورية تعمل في الخفاء والعلن لإعادة عقارب الساعة للوراء”.
وتابعت: “وما مشاهد الخراب والدمار والاستبداد التي تنتشر في اليمن وسوريا وليبيا ومصر إلا نتاج سياسات تلك الأنظمة التي تعادي الديمقراطية”.
وقالت إن ” الحكام المتسلطين في وطننا العربي راهنوا على فكرة تخريب كل شيء حتى لا تفكر الشعوب بالديمقراطية مرة أخرى. وفي اللحظة التي اعتقدوا أنهم سيطروا على كل شيء، جاءتهم الضربة من الجزائر والسودان، وها هم الآن يحاولون النفاذ إلى هاتين الدولتين، وتحويل ربيعهم إلى خريف”.
وأطاحت احتجاجات شعبية بالرئيسين السوداني عمر البشير، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، والجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في الثاني من الشهر نفسه.
ورأت أن “دولا مثل السعودية والإمارات تخشى الثورة، ولو كانت في موزمبيق أو دولة بأقصى أمريكا الجنوبية”.
وشددت على أن “العرب في ظل حكومات منتخبة قادرون على تطوير بلدانهم، والحفاظ على ثرواتهم، والدفاع عن أمنهم ومقدساتهم، والاستفادة من عقول أبنائهم المصلحين والمبتكرين، لما فيه خيرهم وخير العالم”.
ارسال التعليق