السعودية.. ذراع صهيوأمريكي لزعزعة استقرار المنطقة
تلعب السعودية دورا خطيرا في ضرب استقرار المنطقة؛ بداية من دعم الإرهاب في سوريا، إلى العدوان على اليمن، مرورا بمحاصرة قطر، انتهاء بتضييق الخناق على حركة المقاومة حماس وتصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال الصهيوني.
في مطلع الشهر الجاري، انتشرت أخبار عن صفقة، حاول تمريرها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لتكون مدينة أبو ديس عاصة الدولة الفلسطينية بدلا من القدس، ليستبق بأيام قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باتخاذ القدس عاصمة لما تسمى بدولة إسرائيل.
صفقة أبو ديس، أكدها رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، قائلا إن القرار الأمريكي الأخير حول القدس جاء جزءًا من معركة كبرى لتغيير معالم المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية، وخلال لقاء مع رؤساء العشائر في غزة، طالب هنية الفلسطينيين بمواصلة الانتفاضة رفضًا لقرار ترامب.
وقال هنية “هناك حديث عما يسمى بالسلام الإقليمي، وارتفعت وتيرة الحديث عن التطبيع مع العدو الصهيوني، كما ارتفعت بعض الأصوات للأسف الشديد من بعض المثقفين والنخب السياسية في المنطقة التي تريد أن تزيف الوعي، وأن تمرر على أجيال وشعوب الأمة الإسلامية والعربية قضية التعايش والاعتراف والتعامل مع الكيان الصهيوني”.
كما كشف هنية أن واشنطن عرضت على السلطة الفلسطينية منحها عاصمة في ضاحية أبو ديس قرب القدس، وأضاف أن هناك حديث واضح جدًا عن الوطن البديل وعن الخيار الأردني وعن التوطين وعن الكونفدرالية، ولكن كونفدرالية مع السكان وليست مع الأرض، وهذا هو أساس الوطن البديل والتوطين.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، كشفت عن أن ابن سلمان عرض على عباس في شهر نوفمبر الماضي “خطة متحيزة لإسرائيل ولا يمكن لأي زعيم فلسطيني القبول بها”، وبموجب الخطة سيحصل الفلسطينيون على دولة خاصة بهم، لكن ليس على أراضي الضفة الغربية كلها، بالإضافة إلى سيادة محدودة على مناطقهم، وستبقى معظم المستوطنات الإسرائيلية في مكانها، ولن يحصل الفلسطينيون على القدس الشرقية عاصمة لهم، ولن يكون هناك حق لعودة اللاجئين الفلسطينيين، وفي حال الموافقة الفلسطينية على الخطة ستحصل السلطة الفلسطينية على تعويضات مالية، بالإضافة إلى توسيع مناطق غزة إلى سيناء للتعويض عن أراضي المستوطنات.
وفيما يتعلق بلبنان، إحدى دول المقاومة، نجد أن الأصابع السعودية تحاول العبث بها، الأمر الذي بدا واضحًا من خلال الأزمة التي افتعلتها باستقالة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، وتراجع عنها فور عودته إلى الأراضي اللبنانية، الأمر الذي يشير إلى أنه تعرض لضغوط على الأراضي السعودية لتقديم الاستقالة، كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز، عبر تحقيق أجرته، عن قلق في أوساط لبنانية رفيعة من مخطط سعودي طويل الأمد لزعزعة استقرار المخيمات الفلسطينية غير الثابت أصلًا في لبنان.
مسؤولون لبنانيون ودبلوماسيون غربيون أفصحوا للصحيفة الأمريكية عن الخشية التي سادت أثناء احتجاز الحريري في السعودية من وجود مساع سعودية لتشكيل مليشيات معادية لحزب الله في المخيمات الفلسطينية أو في أماكن أخرى في لبنان.
استهداف السعودية المستمر لحزب الله اتضح في أزمة الحريري، حيث طالبت بالإطاحة بالحزب من الحكومة ونزع سلاحه، وهي الأهداف التي تتقاطع مع تل أبيب، حيث دعمت إسرائيل الرياض مباشرة في أزمة الحريري المفتعلة، وطالبت سفاراتها بدعم الخطوة السعودية التصعيدية ضد حزب الله وإيران.
كما تسعى المملكة أيضا إلى تدمير اليمن، الذي يرفع شعار “الموت لأمريكا ولإسرائيل”؛ فالشعب اليمني والنخب السياسية كالمؤتمر الشعبي وأنصار الله، بالإضافة للجيش واللجان الشعبية يرفضون الوصاية السعودية على اليمن، خاصة أن المملكة تعد الراعي الرسمي للسياسة الأمريكية التي أعطت القدس للكيان الصهيوني، فالنظام السياسي السعودي مازال يغدق أمواله على واشنطن بلا حساب، حتى الصفقة التاريخية بين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب والمقدرة بـ500 مليار دولار، تمت رغم أن ترامب لم يخفِ نيته نقل سفارة بلاده للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
العبث السعودي في اليمن جاء عن طريق العدوان الذي استهدف المدنيين بلا رحمة ولا شفقة، والبنى التحتية أيضا، ويدور الحديث الآن عن استثمارات سعودية وإماراتية ربحية على أراضي وموانئ اليمن، وقبل أسابيع حاولت المملكة اللعب بورقة الرئيس اليمني المخلوع، علي صالح، وبعد إحراق هذه الورقة، تحاول حاليًا استغلال حزب الإصلاح اليمني لإحداث فتنة في صنعاء بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي، إضافة إلى محاولة تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب.
وللسعودية تاريخ في التآمر على الوطن العربي، فهناك العديد من الوثائق التي تنازل بموجبها ملوك آل سعود عن فلسطين لليهود، وفيما يخص مصر، كشف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، قبل اغتياله بأيام عن وثيقة وجهت من الملك فيصل بن عبد العزيز إلى الرئيس الأمريكي جونسون في العام 1966، أكد فيها أن مصر العدو الأكبر للسعودية وأمريكا في نفس الوقت، وأن القوات المصرية لن تنسحب من اليمن، إلا إذا تحركت إسرائيل لاحتلال غزة وسيناء والضفة الغربية.
بقلم : خالد عبدالمنعم
ارسال التعليق