السعودية في خطر طالما بقي ابن سلمان في الحكم
تناول تقرير لموقع “بلومبيرج” نشر أمس رؤية محلل أمريكي بارز، كانت له وجهة نظر من البداية في ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكيف أنه سيكون مصدر خطر كبيراً طالما بقي في السلطة. ونقل الموقع عن المحلل السابق في المخابرات الأمريكية “سي أي إيه”، والزميل الباحث في معهد بروكينغز بروس ريدل، قوله: “سيقف مع قادة العالم ويلتقط صورة جماعية ليقول إن الأمور عادت لطبيعتها”، في إشارة لمؤتمر مجموعة العشرين المنعقد في العاصمة الأرجنتنية بيونس أيرس، هو مخطئ، فالسعودية و(أم بي أس/ كما يعرف ولي العهد) ستظل خطيرة طالما بقي في السلطة”.
وقال الموقع إن تقييم ريدل لولي العهد السعودي قاس، إلا أنه واستناداً إلى ما يملكه من مصداقية وخبرة تؤكدان أهمية ما يذهب إليه، فقد عمل، هذا المحلل، ولثلاثة عقود بصفته أهم خبير في الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات والبيت الأبيض، وكتب كتاباً العام الماضي عن علاقات الرؤساء الأمريكيين بالملوك، الذي حمل عنوان: (ملوك ورؤساء: الولايات المتحدة والسعودية منذ فرانكلين روزفلت).
وأشار الموقع إلى أنه في الربيع الماضي، عندما كان معظم المحللين ورجال الأعمال والسياسيين يتجمعون حول “أم بي أس” أثناء جولته في الولايات المتحدة، فإن ريدل عبر عن شكوكه بولي العهد، ووصفه بالمندفع بل قال إنه متهور، وكان هذا قبل ستة أشهر من اغتيال جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر.
كما أنه انتقد إدارة الرئيس ترامب واعتمادها الشديد على السعودية بصفتها حليفاً في الشرق الأوسط، وقال: “ليس من الواضح من أعد عملية التستر (أم بي أس) أم ترامب”، وأضاف ريدل إن المسؤولين السعوديين يعتقدون أن شركات العلاقات العامة واللوبيات التي أوقفت علاقاتها مع المملكة بعد جريمة القتل ستعود بعد خفوت الضجة حول الجريمة، مستدركاً بأنهم يسيئون تقدير مدى “تلطيخ” سمعة السعودية الذي سيستمر، والفزع الذي أصاب هذه الشركات بسبب الجدل.
ونقل الموقع بأن المحلل الأمريكي شكك حتى قبل جريمة خاشقجي باستقرار ولي العهد، وقدرته على إصدار الأحكام كما هو الحال في الكارثة الإنسانية في اليمن، ويرى الخبير الأمريكي أن الحركة الذكية من السعوديين تكمن في الخروج مما أسماها “فيتنام” السعودية، لكنه يتوقع رفض “أم بي أس” إنهاء الحرب حتى لا تظهر وكأنها “علامة ضعف”.
وأشار الموقع إلى أخطاء السعوديين بجريمة خاشقجي، حيث أكدوا في البداية خروج الصحافي من القنصلية السعودية في إسطنبول، ثم عادوا وأكدوا مقتله بشجار، وحملوا مسؤولية قتله لـ”جماعات مارقة”، وفي النهاية أقروا بأن العملية مدبرة، ليغير النائب العام الرواية ويعود للجماعة المارقة التي ارتكبت الجريمة.
ومن بين أخطائهم الكثيرة الاعتقاد بأن “تركيا لن تهتم بهذه الجريمة”، وبدلاً من ذلك استخدم رجب أردوغان، الذي ينظر للسعودية على أنها منافس له، الجريمة “بطريقة ذكية، وأهان السعوديين.. وهو يستمتع بهذا”.
ويختم “بلومبيرج” تقريره بالإشارة إلى أن المحلل الأمريكي يعتقد أن جمال خاشقجي قتل لأنه كتب بصحيفة مؤثرة مثل “واشنطن بوست”، ويقول: “لم تكن (ميامي هيرالد) أو مدونة، وهو ما لا يمكن تجاهله”، وستلاحقهم الجريمة “فلن تترك (بوست) هذه الجريمة” تذهب دون عقاب.
ارسال التعليق