السعودية و’بيرسون مارستيلر’ .. عندما يحتاج الشر إلى علاقاتٍ عامة
تواجه شركة علاقات عامة دولية اتهاماتٍ بالتواطؤ في تبييض جرائم العدوان السعودي في اليمن، وذلك بعد توقيع اتفاقٍ لتمثيل قوى العدوان، يطلق عليه إعلاميا اسم "الناتو الإسلامي".
وبحسب "ميدل إيست آي"، فإنّ ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وكَّل شركة "بيرسون مارستيلر" الشهر الماضي، لتجميل صورة قوى العدوان على اليمن بقيادة السعودية.
وتعتبر بيرسون مارستيلر المملوكة لشركة "دابليو بي بي" والتي تتخذ من لندن مقرًا لها، أكبر مجموعة تسويقية في العالم، ولها مكاتب في جميع أنحاء الشرق الأوسط بما في ذلك الرياض وجدة. وبناء على المعلومات الواردة، فإنّ مكتب الشركة في لندن هو الذي يتولى مهام العقد الجديد.
وسيشهد العقد قيام "بيرسون مارستيلر" بالترويج لقوى العدوان واجتماعاته المستقبلية.
وأثار التعاقد الجديد غضبًا بين القائمين على حملات حقوق الإنسان.
وتشمل قائمة العملاء السابقين للشركة، الحكومات العسكرية الأرجنتينية المسؤولة عن قتل آلاف الناس في السبعينات وأوائل الثمانينات.
وفي عام 2009، قالت مديرة التلفزيون الأمريكي راتشيل مادو: "عندما يحتاج الشر إلى علاقاتٍ عامة، فإنّ بيرسون مارستيلر ستكون حاضرة بأقصى سرعة". وردًا على هذا التعليق، قال المدير التنفيذي للشركة آنذاك مارك بن أنّ مادو: "أخطأت كثيرًا في فهم طبيعة ماضي الشركة".
وقال عضو حملة "ضد تجارة الأسلحة" أندرو سميث إن "آخر ما تحتاجه منطقة الشرق الأوسط هو سعودية أكثر عدوانية وسعيًا للتوسع، حيث يتمتع النظام السعودي وحلفاؤه بواحدٍ من أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم، وقد شن حربًا مروعة ومدمرة في اليمن خلال العامين الماضيين".
وأضاف "كانت شركات الأسلحة في المملكة المتحدة متواطئة في هذا التدمير، والآن تحاول شركات العلاقات العامة في المملكة المتحدة أن تبيضها. لا يمكن مداراة حجم الكارثة الإنسانية أو تغيير الواقع الرهيب الذي يواجه الشعب اليمني. ولا ينبغي أن تشارك أي شركة تحترم نفسها في اكتساب الربح من الحرب والاضطهاد".
وكانت قوى العدوان السعودي قد استخدمت جماعات ضغط في الولايات المتحدة لضمان حضور كبار الشخصيات البارزة في مؤتمرها الذي عقد في الرياض في يناير/كانون الثاني الماضي، وحضره وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة «أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين» حسين عبد الله : "إنّ السعودية والبحرين والعديد من الأعضاء الآخرين في هذا الائتلاف ماهرون في تحويل الانتباه عن انتهاكاتهم الممنهجة لحقوق الإنسان، ومشاركتهم في التحالف العسكري الإسلامي هي مثالٌ واضحٌ على كيفية استخدامهم لمكافحة الإرهاب لصرف الانتباه عن الإساءة والقمع".
وعملت بيرسون مارستيلر، التي تفتخر "بحضورٍ عالمي مثير للإعجاب"، سابقًا لصالح السعودية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول، في نيويورك وواشنطن عام 2001.
كما عملت الشركة مع بندر بن سلطان، السفير السعودي آنذاك لدى الولايات المتحدة، على نشر إعلاناتٍ ترويجية في الصحف في جميع أنحاء البلاد تعفي السعودية من أي ارتباطٍ أو صلة بالمهاجمين، والذين كان من بينهم 15 مواطنًا سعوديًا.
ويأتي التعاقد مع بيرسون مارستيلر في لحظة حاسمة بالنسبة لقوى العدوان، حيث تستعد لعقد أول اجتماعٍ رئيسيٍ لوزراء الدفاع.
وفي العام الماضي، وزعت إحدى الشركات الأمريكية التابعة لشركة "بوبليسيس غروب" وهي مجموعة وسائل إعلام فرنسية تمتلك علامات تجارية في المملكة المتحدة مثل "اتشي آند ساتشي" مقالًا، حاول فيه وزير خارجية السعودية عادل بن أحمد الجبير تبرير إعدام 47 شخصًا.
وادعت مقالة لصحيفة "نيوزويك" أنّ إحدى أكبر وكالات الإعلان في العالم ساعدت السعودية في تبييض سجلها في مجال حقوق الإنسان، بعد أكبر عملية إعدام جماعي منذ أكثر من 30 عامًا.
وقد نشرت صحيفة «الإندبندنت» مقالة بعنوان «السعوديون يحاربون الإرهاب.. لا تعتقدوا خلاف ذلك»، وهي مقالة ترويجية من قبل "كورفيس إم إس إل غروب"، وهي شركة تابعة لمجموعة "بوبليسيس" التي تعمل مع السعودية لأكثر من عقدٍ من الزمن.
وقالت مديرة في مجموعة "ريبريف لحقوق الإنسان" مايا فوا : "ليس سرًا أنّ حكومة السعودية لديها أحد أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم، ففي السنوات القليلة الماضية وحدها، شاهدنا عددًا كبيرًا من حالات تنفيذ الإعدام في المملكة، ومن بينهم من حكم عليهم بالإعدام بسبب المظاهرات، في حين أنّ استخدام التعذيب لاستخراج الاعترافات هو أمرٌ روتيني هناك، ومما يبعث على القلق الشديد، أنّ شركات العلاقات العامة سعيدة للمساعدة في تغطية هذه الأنشطة، وبالتأكيد فإنّ أي شركة مسؤولة سترفض لعب مثل هذا الدور في تبييض الانتهاكات الجسيمة".
ويأتي استخدام مجموعات «قورفيس إم إس إل» و«بيرسون مارستيلر» بعد أن أطلقت سفارة السعودية موقعها الإلكتروني «أرابيا ناو» (Arabia now) عام 2015. وقد تم وصفه في بيانٍ صحفيٍ بأنّه "مركزٌ إلكترونيٌ للأخبار المتعلقة بالمملكة".
ارسال التعليق