السعودية والإمارات تواجهان مصير حصار قطر (مترجم)
خرجت عدة تقارير متضاربة حول تحقيقات وكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن تسريبات البريد الإلكتروني لسفير دولة الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، وتشمل رسائل منذ عام 2014 حتى شهر مايو من العام الجاري، وكشفت عن تفاصيل اتصالات السفارة الإماراتية مع شركات العلاقات العامة للحد من دور قطر الإقليمي واستهداف أمنها السياسي، كما اتهمت قطر والكويت بتمويل الأعمال الإرهابية، وشملت التحريض على تركيا وحركة حماس وجماعة الإخوان.
وكانت آخر المعلومات التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قبل بضعة أيام، تؤكد مسؤولية أبو ظبي عن اختراق وكالة الأنباء القطرية الرسمية، والهدف اختلاق سبب للحصار المفروض على قطر بقيادة السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ووضع مطالب مستحيلة التنفيذ من قبل المؤسسات السياسية والعسكرية والإعلامية في الدوحة.
تؤكد التسريبات المصالح الشخصية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في حصار قطر، ويبدو أيضا أنه نتيجة عدم حصول جاريد كوشنر، زوج ابنته، على قرض بقيمة 500 مليون دولار من الدولة الخليجية الغنية، حيث أكدت السلطات في الدوحة عدم وجود أسباب كافية لحصوله على القرض ورفضت الطلب.
وكوشنر ليس فقط مستشار ترامب المقرب وزوج ابنته إيفانكا، بل مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط وصديق مقرب من ولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، وبمثابة سفيره في واشنطن، وبالتالي تتكون صورة ملفتة للنظر عن تقارب المصالح الشخصية ومصالح الدولة، في التنسيق السري بين كوشنر والإمارات ضد قطر.
تشير سرعة الأحداث وكثرة التفاصيل إلى وجود رياح مضادة في العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات، ويظهر ذلك في واشنطن؛ من خلال عدم الوصول لصيغة ضغط سياسي على قطر بين ترامب وفريقه، ومن الممكن فهم المناقشات الحالية للكونجرس الأمريكي حول مطالبه بإدراج دولة الإمارات العربية بموجب قانون العدالة ضد الإرهاب “جاستا”، الذي يمكن أسر ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر من مقاضاة رعاة الإرهاب والحصول على تعويضات مادية، وكانت السعودية محط التركيز الرئيسي للقانون، لكن أظهرت التحقيقات أن اثنين من المسؤولين عن الهجوم الإرهابي من الإمارات.
لا نأمل أن تقع الإمارات أو السعودية فريسة لقانون جاستا أو أي قانون آخر، ولا أن يخضعا لابتزاز مالي أمريكي، أو أن تكونا مسؤولتين عن مشاركة مواطنيها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، خاصة أن الولايات المتحدة انتقمت بالفعل بتدميرها أفغانستان والعراق، وهما الحربان اللتان غيرتا مسار التاريخ في المنطقة، كما نأمل ألا تكون الرياض أو أبو ظبي طرفي عدوان يساعد واشنطن ضد قطر، وتحرضان على جيرانهما في الخليج، فما يفعلانه يدور حول الطغاة وفي النهاية يعود عليهما، وقد يلقيان نفس مصير قطر.
ارسال التعليق