السعودية والامارات.. ومحاولة الالتفاف في جنوب اليمن
أكد خبراء وسياسيون يمنيون ان هدف "اتفاق الرياض2" هو شرعنت المحاصصة السعودية الاماراتية في اليمن، وانه يصب في مصلحة السعودية والامارات، ولا يهم ولا يعني الشعب اليمني على الاطلاق، محذرين من احتوائه على افخاخ وبؤر ملغمة قابلة للتفجير في اي لحظة.
ويرى الخبراء والسياسيون ان السعودية والامارات كانت قبل الاتفاق تتقاسم وتتولى توزيع المناصب واسماء الشخصيات الامنية والعسكرية وحتى السياسية في المحافظات الجنوبية، وان لديها اسماء وشخصيات يجب ان يعينوها في محافظة محددة، وبالتالي الان يأتي هذا الاتفاق ليشرعن هذا التقاسم في حكومة ستعلن خلال الايام القادمة بحسب الاتفاق.
ويوضحون ان هذه الحكومة لا يمكن ان تحل الخلاف الموجود بين "حكومة هادي" وبين "المجلس الانتقالي الجنوبي" لعدة اسباب، اهمها ان المجلس الانتقالي الجنوبي في خطابه الاعلامي وفي برنامجه السياسي وفي نشاطه وتحركاته على الارض سواء امنية وعسكرية او جماهيرية او حتى شعبية يعتبر حكومة هادي حكومة احتلال، وبالتالي هذه الحكومة ستعقد المشهد اكثر واكثر وستضع المجلس الانتقالي الجنوبي في مازق مع انتصاره وجماهيره.
وعلى المقلب الاخر يرى الخبراء والسياسيون أن السعودية والامارات متورطتين في حرب كبيرة اغرقتهم، وبالتالي يريدون ان يستخدموا ما يسمى " اتفاق الرياض2" لعله يفيدهم في هزيمة "الحوثيين" كما يقولون، لانهم فشلوا في كل ما عملوه من قبل ويعتقدون الان ان هذه الخطوة ستنقذهم، مؤكدين ان الاتفاق الجديد سيكون مصيره اسوء من سابقاته لانه لا جديد اليوم سوى ان السعودية والامارات اصبحت اكثر حاجة للخروج من المستنقع اليمني وانهم باتوا يعرفون اكثر من اي وقت مضى ان الحرب هذه بالغة التكلفة وسيئة السمعة عليهم ولا يمكن ان يربحوها، موضحا انهم ادركوا هذا الامر، وقد ادركت الامارات هذا الامر وانسحبت. والسعودية الان تبحث عن مخرج يحفظ لها ماء الوجه لانها اكثر حظا في اليمن من الامارات حسبما تعتقد.
وتوجه آخرون بالقول ان الاتفاق الاخير الذي اطلق عليه "اتفاق الرياض2" ليس باتفاق جديد هو عبارة عن ملحق اضافي للالية التنفيذية للاتفاق السابق، وان الاتفاق الحقيقي هو "اتفاق الرياض" الذي وقع قبل اشهر بين الاطراف المتصارعة التابعة للتحالف السعودي الاماراتي، (المجلس الانتقالي وحكومة هادي)، موضحين ان هذا الاتفاق يوضح الية تنفيذ الاتفاق السابق، ولكن هذه الالية هي عبارة عن افخاخ وبؤر ملغمة قابلة للتفجير في اي لحظة لان هذا الاتفاق لم يتضمن آلية تنفيذية معينة لتشكيل الحكومة.
ويرى الخبراء والسياسيون اليمنيون ان الاتفاق يحوي العديد من نقاط الضعف وانه اتفاق هش، وان السعودية والامارات ليس لديها الجدية الكافة والكاملة لتنفيذ هذاه الاتفاق عمليا، وان هذا الاتفاق جزء من عملية افراغ المشهد السياسي والعسكري والاداري في المحافظات الجنوبية التي تخضع لما يسمى "الحكومة الشرعية" او لسيطرة السعودية والامارت بشكل مباشر، وان هذا النزاع الذي يحدث الان بتمويل وتشريع ورعاية واشراف تحالف العدوان السعودي للطرفين.
ويشهد اليمن منذ 2015 حرباً مدمرة تتواضع أمامها جرائم الحرب بين التحالف السعودي ـ الإماراتي والميليشيات التابعة له من جهة، والحوثيين الشيعة من جهة ثانية بذريعة اعادة عبد زربه منصور هادي الى سدة الحكم، حيث تسببت هذه الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بحسب احصائيات منظمات دولية إنسانية، ناهيك عن المجاعة، والأمراض المزمنة، التي خلفها الحصار، الذي فرضه التحالف على الشعب اليمن الفقير.
ارسال التعليق