السعوديون يرون أن بلادهم “الدولة الأكثر تطبيقاً للشرع″ و”هيئة الترفيه” تُسابق رياح عواصف التيار الإسلامي..
يبدو أن “هيئة الترفيه” في العربية السعودية، تُسابق رياح عواصف التيار الإسلامي، وتعمل على قدمٍ وساق، فها هي وبالرغم من كل أحاديث “المنع عن المنكر” التي جاءت على لسان مُفتي المملكة بصفته أعلى رأس الهرم الديني، جلبت الفنان محمد عبده ليُغنّي بعد سنوات طوال، على أرض بلاد الحرمين في محافظة جدة، وفي تلك البلاد كما هو معلوم، لا حفلات غنائية، والموسيقى حرامٌ بالإجماع.
هذا التوجّه الذي يَصفه البعض في السعودية، بالتوجّه الليبرالي، المحفوف بمخاطر تقليد الغرب، والسقوط في جحيم “انفتاحهم”، يُزعج التيار الإسلامي، ويُقيّد تسلّط رجالاته بلباسهم القصير، ولحاهم التي أطلقوها على السنة النبوية، وهؤلاء مُمَثّلين بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويبدو فيما يبدو أن صلاحياتهم وفق الوقائع المُتتالية، باتت في خبر كان، وعليه فإن الأمور لا تسير على ما يُرام بالنسبة لهم.
وعلى وقع تلك المخاطر، التي لم تشهدها المؤسسة الدينية، أطلق نشطاء تبدو عليهم التوجّهات الإسلامية، وسماً “هاشتاق” على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، تحت عنوان “الدولة الأكثر تطبيقاً للشرع″، وهذا الوسم بدأ بالتساؤل وتحوّل بعد ذلك إلى دلالة وتذكير أن السعودية كانت ولا تزال بالرغم من كل هذا “الانفتاح” الدولة الأكثر تطبيقاً للشريعة الإسلامية بين أقرانها من الدول العربية وحتى الإسلامية.
النشطاء الذين وقفوا وراء ذلك الوسم المذكور، حرصوا على إرسال رسالة مفادها، أن هذه الدولة (السعودية) في ظل عصر انفتاحي، وهيئة ترفيه، يبدو أنها ستسقط في وحل الانحراف، والابتعاد عمّا يُرضي الله، في ظل برامج غنائية، وموسيقية، وغيرها من انفلات لم يعتده المجتمع السعودي المُحافظ.
حساب “ما يشبهوني” قالت أن بلادها السعودية ستظل تطبّق شريعة الله بالرغم من أنوف الليبراليين، أما محمد الزهراني فطالب بوقف نشاطات هيئة الترفيه قبل الوقوع في المعاصي، أما رافع فأكّد أن تطبيق الشريعة لن يكتمل في حال حلّت الموسيقى ضيفاً على بلاد الحرمين، أما ليلى فأشارت إلى أن بلادها بحاجة إلى أكثر من الشريعة حتى تستمر.
في المُقابل، لم يتّفق بعض النشطاء مع دعوات مُواصلة تطبيق الشرع بتلك الطريقة “المُنفّرة” كما وصفها الكاتب الصحفي محمد العتيبي، ودعا عوضة الرقيبي الذي يعمل في المجال الفني إلى مُواصلة هيئة الترفيه عملها، حتى تستطيع السعودية الوصول إلى بر أمان الانفتاح، والقضاء على العقول المُتخلّفة التي ستُواصل إعادتها إلى العصور الوسطى على حد قوله.
مراقبون، يرون أن سلطات العربية السعودية، ستواصل حربها على المرجعيات الدينية، وأدبياتها المُتعارف عليها على مدار أكثر من 80 عاماً بالترفيه وغيره، لكن يبقى السؤال وفق مراقبين هو قُدرة تلك السلطات على كبح جماح غضب المؤسسة الدينية، التي ترى في الشريعة الإسلامية أساس بقاء، واستمرار ما يُسمّى بالمملكة العربية السعودية، وهو أمر يجد المراقبون أنه لا يُمكن الجزم فيه، فالخلافات السياسية والدينية لا تظهر على السطح، لكن الزلازل عادةً ما تُدمّر ما عليها دون استئذان، يقول مراقبون.
بقلم : خالد الجيوسي
ارسال التعليق