السعوديين منزعجين من إصلاحات “محمد ابن سلمان” المزعومة
نشرت مجلة “ذا إيكونوميست” تقريرا عن الإصلاحات المزعومة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. مؤكدة بأن الخوف يمنع ثلاثة فئات غير سعيدة من الإفصاح عن رأيها في هذه الإصلاحات.
وقالت المجلة أن الفئة الأولى الغير راضية عن هذه الإصلاحات تتمثل في السلفيين، يليهم العديد من الأمراء، وكذلك جزء كبير من المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم مما يقوم به ولي العهد محمد بن سلمان. خاصة بما يتعلق بالانفتاح وتقليص صلاحيات هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبحسب المجلة، فإن السلفيين يرون أن “ابن سلمان” خالف تحالفا يعود لثلاثة قرون، وقلص سلطات الشرطة الدينية، وبات يملي على الأئمة بمساجد العاصمة الرياض خطب الجمعة. كما منع الدعاة الذين يتمتعون بشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي من التغريد عن أي شيء باستثناء إنجازاته.وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن بعض رجال الدين انتقدوا المهرجان الشتوي الذي رعته الحكومة، وشهد ركوب الخيل والألعاب والموسيقى.
وأكدت المجلة على أنه رغم تأييد البعض لتوسيع ولي العهد السعودي مجال الحريات الشخصية، يشعر الكثير من السعوديين، بعدم الارتياح للاختلاط في المدارس.
ولفتت المجلة إلى إن استطلاعات الرأي نادرة في السعودية؛ ما يجعل من الصعب قياس نسبة ردود الفعل الغاضبة إزاء جهود “بن سلمان” للانفتاح.
ونقل التقرير عن جندي سعودي سابق قوله: “في السابق، إذا أبلغت عن مغادرة ابنتي ليلا دون إذني، سيعيدونها مكبلة اليدين. الآن إذا حاولت إيقافها، فإنها تشتكي للشرطة وسيحتجزونني”.
ويعتقد بعض السعوديين بحسب المجلة أن “بن سلمان بدل استبدال الاعتدال بالتعصب الديني، بات يتخلى عن الدين تماما”.
وعلى الجانب الآخر، اشتكى الكثير من رجال الأعمال من أن ولي العهد يستخدم صندوق الثروة السيادية الضخم لمزاحمة القطاع الخاص، بحسب التقرير.
ونقلت المجلة عن سائق سيارة أجرة إن سعر البنزين الذي تسيطر عليه الدولة. والذي كان أرخص من الماء في يوم من الأيام، تضاعف 4 مرات مؤخرا.
وللتعليق على ماحدث، نقلت المجلة عن “توماس هيجهامر”، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، قوله: “أصبحت المملكة دولة مراقبة بالكامل”. مضيفا: “مع التكنولوجيا المتاحة، لا أعتقد أن الثورة أو الانقلاب ممكن”.
يشار إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شرع قبل سنوات. في إقرار استراتيجية لتغيير صورة السعودية المحافظة نحو مزيد من الانفتاح الاجتماعي القائم على منح مساحات غير مسبوقة لمجال الحريات الشخصية والترفيه والسياحة. متعهدا بالقضاء على ما عرف بـ”تيار الصحوة الإسلامية” الذي سيطر على بعض مناحي الحياة في المملكة لسنوات.
ارسال التعليق