السلطات السعودية تتشرف بإستضافة لاعبات تنس شاذات جنسيا
أعلنت رابطة لاعبات التنس المحترفات يوم الخميس المنصرم عن تمكّن "السعودية" من الاستحواذ على النسخ الثلاث المقبلة من بطولة "دبليو تي إيه" الختامية في التنس، وهو سيكون أكبر حدث رياضي للسيدات يُقام في البلاد.
ومنذ فترة كان الاتفاق بين اتحاد لاعبات التنس المحترفات والاتحاد السعودي للتنس متوقعًا من قبل المطلعين على البطولة، وهو ما تعرّض لانتقادات عديدة لا سيّما من بعض أهم اللاعبات الذين حذّروا من حقيقة استغلال "السعودية" للرياضة في غسيل سمعتها على الصعيد الدولي.
وارتفعت قيمة الجوائز المالية بشكل كبير بالمقارنة مع ما تم تقديمه في نهائيات العام الماضي في المكسيك، حيث سيبلغ 15.25 مليون دولار بعد أن كان 9 ملايين.
وكان من أبرز منتقدي تقديم هكذا فرصة للسعودية هما اللاعبتين الأميركيتين كريس إيفرت ومارتينا نافراتيلوفا اللتين كتبتا مقالا في صحيفة الواشنطن بوست عبّرها خلالها عنن رفضهما الأمرعلى اعتبار أن إقامة نهائي اتحاد لاعبات التنس المحترفات في ظل هكذا حُكم سوف لن يمثل تقدمًا، بل تراجعًا كبيرًا حيث تتناقض قيم اتحاد لاعبات التنس المحترفات بشكل صارخ مع قيم هذا "النظام".
وفيما يبدو أنه انصياع سعودي لواحدة من أبرز النقاط التي بسببها أتت انتقادات استضافة البلاد للفعالية الرياضية، كشفت صحيفة التلغراف البريطانية نقلا عن ممثلة الغولف أنه "سيتم السماح للأزواج المثليين بمشاركة الغرف عندما تنتقل نهائيات اتحاد لاعبات التنس المحترفات إلى المملكة العربية السعودية في نهاية هذا الموسم"، وهو الجرم الذي يُعاقب في البلاد مذنبوه عليه بالإعدام، ولكن كل شيء قابل للنقاش عندما يتعلق الأمر بالخارج وبمشاريع ابن سلمان.
في العام الماضي، أجرى اتحاد لاعبات التنس المحترفات والسعودية محادثات لإقامة الحدث هناك قبل أن تقرر الجولة عقد صفقة لمدة عام واحد في كانكون- المكسيك، حيث عرض الحدث جائزة مالية قدرها 9 ملايين دولار.
وسبق لابن سلمان أن أقرّ بممارسة “السعودية” للغسيل الرياضي، “واعتبر أنه لا يهتم بما يقوله الناس، وأنه سيستمر في ممارسة الغسيل الرياضي إذا كان سيزيد الناتج المحلي بنسبة 1%.” من جهتها، اعتبرت المنظمة أن “التصريحات حول استخدام الرياضة تؤكد أن التعاون مع السعودية في مجال الرياضة لا يمكن فصله عن سعيها إلى غسيل صورتها، وبالتالي فإن شراء الأندية واستقدام اللاعبين يندرج في هذا الإطار.”
ولم تمرّ فعالية رياضية عالمية في "السعودية" من دون الكثير من الضجيج حولها، بعضها وصل حدّ رفع دعاوى قضائية ضدها. كمثل ما حصل عقب دمج جولتي الغولف رابطة لاعبي الغولف المحترفين و“ليف غولف” السعودية، حين نُظر للأمر على أنه شكّل "اختراقا" سعودياًّ للولايات المتحدة الأميركية.
إلى جانب الانتقادات التي لحقت رياضة الفورمولا 1 بعد استضافتها في السعودية، فقال جيد بسيوني، رئيس فريق ريبريف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: " الفورمولا ١ تساعد في غسل سمعة نظام محمد بن سلمان الملطخة بالدماء بينما تكذب على نفسها أكاذيب مريحة حول دفع التقدم في مجال حقوق الإنسان. إذا امتلك عدد قليل من السائقين شجاعة ومبادئ لويس هاميلتون، فيمكن أن تصبح الرياضة قوة من أجل الخير، من خلال رفض السباق في البلدان التي تحكم على المتهمين الأطفال بالإعدام وتعدم الأشخاص بسبب حضورهم الاحتجاجات.
وقال طه الحاج، المدير القانوني في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان: “في كل عام، تتعمق أزمة الإعدام في المملكة العربية السعودية أكثر قليلاً، حيث تدرك السلطات أنها يمكن أن تقتل مع الإفلات من العقاب وتستمر في التعامل مع أفضل العلامات التجارية في العالم. . العواقب وخيمة على شعب المملكة العربية السعودية ودماءهم ملطخة بكل شركة راعية للفورمولا وان”.
إلى جانب فضيحة العمولة المقدمة لاستضافة "السعودية" لكأس السوبر الإسباني عام 2022. فقد فُتح تحقيق في العقود المتعلقة بمباريات كأس السوبر لكرة القدم في السعودية، بعد شهر تقريبًا من نشر صحيفة إسبانية على الإنترنت ملفات صوتية مُسرّبة لمحادثات بين بيكيه ورئيس الاتحاد الإسباني لويس روبياليس كشفت أن بيكيه ساعد في التفاوض بشأن عمولة بقيمة إجمالية قيمتها 240 مليون يورو تلقاها ن السعوديين تم توزيعها بين الاتحاد والأندية ووكالة كوزموس المملوكة للنجم الإسباني بيكيه والتي تُعد وسيطة في العقد الذي ينتهي في عام 2029.
وقد داهمت الشرطة الإسبانية ،خلال الشهر الفائت، مقر الاتحاد الإسباني لكرة القدم حيث اعتقلت سبعة أشخاص منهم، كما داهمت شقة مملوكة لرئيسه السابق لويس روبياليس.
هذا ولا تتوقف الإدانات الحقوقية لاستخدام البلاد الرياضة الأكثر شعبية في العالم في غسيل سمعتها، حيث تستقطب أبرز نجوم كرة القدم العالميين لكي يساهموا في تحسين صورتها خاصة بين أجيال الشباب مقابل عشرات ملايين الدولارات التي تُدفع لهم مقابل هذه الإعلانات واسعة النطاق.
ارسال التعليق