الكشف عن مقتل الجيراني.. محاولة لشيطنة أبناء القطيف!!
كشف النقاب عن مصير الشيخ محمد الجيراني الذي أعلنت السلطات السعودية أنها وجدت جثته في مكان في منطقة مزارع مهجورة في العوامية تدعى الصالحية، بعد ما يقارب العام على اختفائه وانقطاع أخباره.
وعملية الكشف عن مصير الشيخ الجيراني كما مسألة اختفائه شابها الكثير من الغموض ورسمت الكثير من علامات الاستفهام حول التوقيت المتعلق بالاختفاء ثم الكشف عن مقتله، وكذلك حول طريقة حصولهما والكشف عن مكان وجود الجثة ومن البحث في وجود جهات مستفيدة بشكل مباشر من الاختفاء أولا ومن الكشف عن مقلته بهذه الظروف، والسؤال البديهي الذي يطرح هنا هل تم الكشف عن مصير الشيخ الجيراني في هذه المرحلة صدفة أم أن هناك من أراد تحديد هذا الزمان بشكل دقيق؟ ومن المستفيد الأول والأخير من اختفاء الجيراني ومن ثم إيجاده مقتولا؟؟
السلطة السعودية هي المستفيدة من قتل الجيراني..
الأكيد ودون أدنى شك فإن السلطة السعودية هي أكبر مستفيد من كل ما جرى منذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2016 وحتى اليوم بخصوص قضية الجيراني، سواء منذ الإعلان عن اختفائه وحتى اليوم، وهذا الأمر لا يحتاج إلى كثير من التحليل لأن السلطة وقتها كانت بحاجة لزيادة الضغط والاتهامات على أبناء المنطقة الشرقية بشكل عام وبالتحديد أبناء العوامية التي كانت تريد وصفها بالإرهاب ووجود عناصر إرهابية فيها كي تبرر لنفسها فعل ما فعلته لاحقا من الاعتداءات المفتوحة على المنطقة وتسويت بعض الإحياء بالأرض انتقاما من أهلها وناسها الذين رفضوا ويرفضون الخضوع إلا لله.
ومما يدلل على تورط السلطة السعودية بالدماء الشيخ الجيراني، يمكن الإشارة إلى كلام لزوجة الشيخ الجيراني بعيد حصول عملية الاختطاف التي قالت في تصريح لها إن أسرته لاحظت أن المنزل مراقب منذ شهر تقريبا قبيل حصول اختطاف وقد تم إبلاغ الجهات الأمنية في وقتها بكل التفاصيل وأن إحدى السيارات كانت تقف بالقرب من المنزل وأن تفاصيل مواصفات السيارة أعطيت للمعنيين، فلماذا لم تتحرك السلطة والأجهزة الأمنية وقتها لمنع عملية الخطف من الأساس طالما هي ليس لها أي ضلع بالقضية؟ لأن ترك العملية تجري من دون عوائق رغم معرفة السلطة لا يثير فقط تساؤلات عن تقصير وإهمال وإنما يؤكد وجود تورط ومشاركة بل وقوف خلف ارتكاب العملية بشكل كامل للاستثمار فيها واليوم يتم قتل الشيخ والإعلان عن ذلك للاستثمار فيها من جديد بأكثر من طريقة وأسلوب، وبالطبع هذا ليس بغريب على الأنظمة البوليسية المخابراتية التي تحكم بيد من حديد ولا تبالي بحياة حتى من كان يحسب عليها من أبناء الطائفة الشيعية بل هي تعمد لقتله كي تستثمر في دمه خدمة لمصالحها.
الاستثمار السعودي في دم الجيراني..
أما عن التساؤلات حول كيف يمكن للسلطة السعودية الاستفادة من دم الشيخ الجيراني؟ وأي مصالح لها بقتله؟ بالإجابة على ذلك يمكن الإشارة إلى عدة نقاط يمكن من خلالها للسلطة المتسلطة في السعودية الاستفادة والاستثمار في هذه القضية، منها:
- بالدرجة الأولى ستقوم هذه السلطة باتهام وشيطنة أبناء منطقة القطيف والعوامية بالتورط في عملية القتل واتهام النشطاء في الحراك السلمي المدني للمطالبة بالحقوق، وهذا ما فعلته عدة مرات سواء اليوم عند القول أن أحد المطلوبين متورط وتم قتله وإلقاء القبض على آخر والاثنان من آل سلمان، وأيضا في وقت سابق تم إلقاء القبض على أحد الأشخاص وهو مريض نفسيا يسمى مازن القبعة بتهمة الاشتراك بقتل الشيخ الجيراني، وكذلك جرى اتهام الناشط مصطفى علي المداد قبل اغتياله، بالإضافة إلى غيرها من الحوادث تحت عنوان ملاحقة المتهمين باغتيال الشيخ الجيراني.
وأيضا في المستقبل سيتم اتهام آخرين ولا يستبعد أنه سيتم تصفيتهم جسديا في أي فرصة ممكنة للسلطة بتهمة المشاركة بقتل الجيراني وبتهمة إطلاق النار على أجهزة الأمن ورفض الانصياع لأوامرهم بالتوقف، وغيرها من التهم الجاهزة والمعلبة التي ما عادت تنطلي على أحد.
-السلطة السعودية ستعمل على الاستفادة من هذه القضية لاستكمال ممارساتها الإجرامية والتعسفية بحق أبناء المنطقة الشرقية وستكون هذه القضية مع غيرها شماعة تعلق عليها اتهامات لكل من يحاول رفع صوته للمطالبة بحق أو بانتقاد السلطة أو إحياء مناسبة وطنية أو دينية لا تروق للنظام السعودي.
-الاستفادة من هذه القضية لتشتييت انتباه الناس في المنطقة الشرقية عن إحياء الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الشيخ نمر باقر النمر الذي اغتالته السلطة السعودية بحقد وإجرام لرفعه الصوت ضدها، وبالتالي تحاول السلطة منع الناس من الخروج لإحياء الذكرى إقامة الفعاليات بالمناسبة من باب ملاحقتهم في قضية الشيخ الجيراني، فدماء الشيخ النمر ما زالت تلاحق مملكة آل سعود.
-الاستفادة من القضية لإلهاء الناس وتضييع تركيزهم عن ما يجري في فلسطين المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي الحليف لمملكة آل سعود، فالسلطة السعودية تريد تشتيت متابعة أبناء المنطقة الشرقية للتطورات بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وستحاول منعهم عبر هذه القضية وغيرها من إقامة الفعاليات التضامنية مع القدس وفلسطين التي تعمل مملكة آل سعود على تصفية قضيتها خدمة للصهاينة.
-الاستفادة من هذه القضية لبث الفتن المذهبية والتحريض على المنطقة الشرقية، وأيضا محاولة إحداث شرخ بين أبناء المكون الواحد في المنطقة بتهم أن النشطاء قتلوا شيخا معمما، وبالتالي الاستفادة من ذلك للتحريض على أبناء المنطقة والصف الواحد، وهذا الأمر لن يمر على أبناء المنطقة الذين خبروا أساليب السلطة وآل سعود في المكر والخداع والمناورة.
لذلك فمهما حاولت السلطة السعودية من إيهام الناس أن هناك تحقيقات جرت وتجري وأن متابعات شفافة لتبيان الحقائق في قضية الجيراني، فإن الناس ما عادت تصدق كل الأكاذيب التي تصاغ في غرف أمنية مغلقة خدمة لمشاريع حكام السعودية، ولا حتى الرأي العام الدولي يثق بما تقوله السلطة الدكتاتورية في السعودية لأنها تعرف أن كل ما يجري ليس بأكثر من انتقام واعتداء على المكون الشيعي وأن قتل الشيخ الجيران وقتل الشيخ الشهيد نمر باقر النمر يصبان في نفس الخانة وتستفيد منهما نفس الجهة أي السلطة السعودية.
ارسال التعليق