الكيان الإسرائيلي تتابع بـ"قلق" البرنامج النووي السعودي
التغيير
قال كاتب إسرائيلي إن "هناك تناميا في المخاوف الإسرائيلية مما بات يسمى "التهديد السعودي" في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى التهديد الإيراني، وقد استمد رئيس الوزراء الإسرائيلي من هذا التركيز رأسمالا سياسي كبيرا، لكن مملكة آل سعود التي تقترب من إسرائيل من وراء الكواليس تظهر علامات مقلقة على حدوث توجهات نووية لديها".
وأضاف رفائيل أهارون بتقريره على موقع "زمن إسرائيل" أن "إسرائيل بذلت كل ما بوسعها لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكن ماذا لو كانت مملكة آل سعود مهتمة أيضًا بتطوير برنامج أسلحة نووية، هذا ليس سؤالا افتراضيا تماما، لأن الرياض تتخذ خطوات لدفع برنامجها النووي بطرق تشير لرغبة في تطوير قدرات تخصيب اليورانيوم، بعبارة أخرى، ربما تتقدم ببطء نحو صنع قنبلة نووية".
وأشار إلى أن "المثل الشعبي يقول "عدو عدوي صديقي"، لكن في التحالف الاستراتيجي المعقد للشرق الأوسط، يطرح طموح الرياض المحتمل لبرنامج نووي عسكري معضلة صعبة لتل أبيب، التي لم تعد تعتبر الرياض عدوة لها، بل شريكاً في المواجهة ضد إيران".
وزعم أن "تل أبيب تطمح لإقامة علاقات دبلوماسية مع الرياض، التي تأمل أن تكون قادرة على إقناع الفلسطينيين بتقديم التنازلات للتوصل إلى اتفاق سلام، لكن ذلك لا ينفي معارضة إسرائيل، التي تمتلك ترسانة نووية، لأي جهود دول أخرى في المنطقة للحصول على هذه الأسلحة، فالشرق الأوسط مكان عنيف، وآخر ما تهتم به تل أبيب سباق تسلح نووي يخل بشكل كبير بتوازن القوة، ويهدد تفوقها العسكري الحالي على جيرانها".
يعكوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، والباحث بالمركز اليهودي للأمن والاستراتيجية التابع لمعهد الأمن القومي اليهودي في أمريكا، قال إن "سياسة إسرائيل واضحة وثابتة: لا ينبغي لأي دولة في الشرق الأوسط أن تمتلك قدرة نووية عسكرية، لكن عندما تم توقيع الاتفاقية مع إيران، فقد دفعت الدول الأخرى في المنطقة لتحقيق مثل هذه القدرات، وأصبح الشرق الأوسط مكانا أكثر خطورة".
أما دوري غولد المدير العام السابق لوزارة الخارجية والسفير الأسبق في الأمم المتحدة، فأشار إلى أنه "في الوقت الحالي، فإن قنبلة آل سعود لن تستهدف إسرائيل، بل ستكون موجهة ضد إيران، لكن في الشرق الأوسط المضطرب، يجب أن تستعد إسرائيل لأي احتمال، رغم أنه في الوقت الحالي لدينا قيادة بمملكة آل سعود تشاركنا وجهات نظر استراتيجية بشأن المنطقة، لكن هل ستبقى هكذا للأبد، لا أعرف، فهذا أمر نحتاج لفحصه، والتفكير فيه".
وأوضح أن "الدلائل الإسرائيلية تشير إلى أن مملكة آل سعود العاملة على برنامج نووي مدني منذ سنوات، لم تقرر ما إذا أرادت سلوك الطريق نحو القدرة النووية، وحتى إذا ما اتخذت هذا القرار، فسوف يستغرق الأمر عدة سنوات حتى تتمكن من إنتاج قنبلة نووية، لكن مسؤولين في المخابرات الأمريكية عبروا عن قلقهم من ذلك من أجلها، لأن مملكة آل سعود ساعدت الصين ببناء منشأة لإنتاج اليورانيوم من خام اليورانيوم، يمكن تخصيبه لتوليد الوقود النووي".
أولي هاينونين من البرنامج النووي بمركز ستيمسون بواشنطن، قال إن "مملكة آل سعود تمتلك برنامجًا نوويًا طموحًا، يتضمن بناء الواجهة الأمامية لدورة وقود نووي مستقلة تشمل تخصيب اليورانيوم، ما سيجعلها كإيران، على حافة العتبة النووية، ويمكنها الانسحاب من التزاماتها بعدم انتشار هذه الأسلحة، وبنائها في وقت قصير، ربما في غضون بضعة أشهر، وبالتالي، فإن تصريحات السعوديين مقلقة".
وأضاف أن "الرياض لم تخف نيتها بأن تصبح قوة نووية، مملكة آل سعود لا تريد أي قنبلة نووية، لكن دون شك، وهذا الأسبوع تروج مملكة آل سعود لخطط طموحة لبناء دورة وقود نووي مستقلة تكون بمثابة أساس لتطوير الأسلحة النووية، ويؤسس البرنامج البنية التحتية الأساسية لإنتاج المواد الانشطارية، ويوفر فنيين وعلماء مدربين على هذا العمل".
جوشوا كراسنا، خبير شؤون العالم العربي بمعهد القدس للاستراتيجية والأمن، قال إن "مملكة آل سعود المسلحة بأسلحة غير تقليدية مصدر قلق ضئيل لإسرائيل على مدار 30 عامًا ماضية، أما في السنوات الأخيرة، فلم تتردد إسرائيل بمعارضتها للطموحات النووية لجيرانها، لكن الوضع اليوم مع مملكة آل سعود مختلف ومعقد لإسرائيل، التي تعتبر المملكة شريكًا استراتيجيًا، ليس فقط بالحرب ضد الأعداء المشتركين، ولكن أيضًا بمناطق أخرى".
وأضاف أن "الحملة الإسرائيلية الصاخبة ضد خطة آل سعود ستعرض التقارب السري بين الرياض وتل أبيب للخطر، ولن تكون فعالة للغاية، ففي الماضي احتجت إسرائيل على مبيعات كبيرة من الأسلحة الأمريكية للسعوديين ومصر والإمارات العربية، لكن اليوم لم تعد إسرائيل تضغط ضد بيع الأسلحة للدول العربية الصديقة للولايات المتحدة، لأنها أدركت أنه كان صراعًا يهدر الكثير من الموارد، لكنه فشل في النهاية".
إيلان غولدنبرغ مدير برنامج أمن الشرق الأوسط بمركز الأمن الأمريكي الجديد، كشف أن "تعليمات صدرت لكبار المسؤولين في تل أبيب بعدم التحدث للإعلام حول البرامج النووية لمملكة آل سعود، لكنهم بلا شك يتابعون التطورات عن كثب، وبدرجة من القلق، بعد أن عززت الرياض مؤخرًا تعاونها النووي مع بكين، ورغم التزام إسرائيل الصمت حتى الآن، فإنها لا تزال تعارض قيام الدول العربية بتخصيب اليورانيوم في أراضيها".
وقال ابن سلمان في حوار مع برنامج 60 دقيقة على شبكة "سي بي إس" الأمريكية، في آذار/ مارس من عام 2018، إن مملكة آل سعود "لا تريد الحصول على الأسلحة النووية".
ويبدو أن القلق لا ينتاب الإسرائيليين فقط، بل ينسحب على الأمريكيين، فحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء، فإن أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ حذروا ترامب من أن برامج آل سعود النووية والصاروخية السرية تمثل تهديدا لجهود الحد من انتشار تلك الأسلحة في المنطقة.
وأشارت الرسالة إلى تقارير تفيد بأن الرياض قطعت أشواطا كبيرة بمساعدة صينية لتطوير البنية التحتية لإنتاج صواريخ باليستية متقدمة.
وجاءت الرسالة بعدما نقلت الصحيفة ذاتها قبل أسبوعين عن مسؤولين غربيين قولهم إن مملكة آل سعود أقامت منشأة لاستخراج ما تعرف بـ"كعكة اليورانيوم الصفراء" التي تستخدم وقودا للمفاعلات النووية.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية فإن مسؤولين أمريكيين قالوا في تصريحات للصحفيين، إنهم "يشتبهون بقيام آل سعود ببناء مصنع لإنتاج "كعكة اليورانيوم الصفراء" من قبل فنيين واختصاصيين صينيين في الصحراء بمملكة آل سعود بالقرب من منطقة العلا شمال غرب البلاد".
وكانت ألمانيا دعت، الأربعاء 12 آب/ أغسطس، آل سعود "للامتثال الكامل" لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، بعد تقرير إخباري عن اكتشاف منشأة نووية سرية في شمال غرب الجزيرة العربية.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن "الموقف النقدي للحكومة الألمانية بشأن الطاقة النووية معروف جيدا".
ومطلع الشهر الجاري، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أن مملكة آل سعود شرعت في تشييد منشأة لاستخراج اليورانيوم في محافظة العلا شمال غرب البلاد بمساعدة صينية، في إطار تعزيز برنامجها النووي ذي الأغراض السلمية، وفقا لمصادر غربية مطلعة.
لكن وزارة الطاقة بمملكة آل سعود نفت ذلك بشكل قاطع، وقالت في بيان لها إن "المملكة تعاقدت مع الصينيين لاستكشاف اليورانيوم في مناطق معينة"، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
ارسال التعليق