الكيان الصهيوني vs السعودية.. المصيبة تجمع
تطبيقًا لصفقة القرن التي تنصّ في أجزاءٍ منها على تطبيع تامّ بين الرياض و”تل أبيب”، تواصل السعودية توظيف منابرها الإعلامية لتوطيد تحالفها مع الصهاينة وتبنّي أجندتهم في المواجهة الدائمة مع محور المقاومة.
الضربة التي تلقّاها كيان العدوّ السبت الفائت عبر إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية تابعة له من نوع “أف 16” شكّلت مناسبة لتمتين الائتلاف القائم بين الجانبين فالخيبة مُشتركة والعزاء مُتبادل.
بعد الإعلان عن إسقاط طائرة أف 16 فوق الجليل الأعلى وإخفاق سلاح الجوّ الصهيوني في حمايتها من الصواريخ السورية، انبرى الإعلام السعودي المرئي والمكتوب الى تبرير الفشل العسكري للعدوّ، عبر تحوير المسألة الى نقيضها تمامًا.
قناة “العربية” التي باتت تابعة مباشرة للديوان الملكي بعد بسط وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان كامل سيطرته عليها، أوعزت الى مذيعيها باستقبال عددٍ من الضيوف للتركيز على العدوان الذي شنّه العدوّ على إحدى القواعد العسكرية في سوريا وتعمّد تجاهل حدث إسقاط الطائرة.
وفي هذا السياق، عنونت “العربية” تغطيتها هذه بالآتي: “الجيش الإسرائيلي يُعلن تنفيذ ضربات واسعة النطاق ضدّ أهداف إيرانية في سوريا” ، و”غارتان إسرائيليتان على مواقع عسكرية في سوريا”.
بدورها، تبّنت صحيفة “الرياض” السعودية رواية صحيفة “هآرتس” الصهيونية بشأن إسقاط طائرة أف 16.
وبعنوان “النظام لم يكن مستعدًا والطائرة سقطت بسبب سوء القيادة.. “إسرائيل” تنسف نصف منظومة الدفاع الجوي السوري”، نشرت “الرياض” مقال “هآرتس” كما ورد، في خطوة لا تُفسّر سوى أنها تنقل وجهة نظر العدوّ تمامًا في هذه الحادثة.
صحيفة “إيلاف” الإلكترونية السعودية التي دأبت على استصراح المسؤولين الصهاينة دائمًا أجرت مقابلة (هي الثانية معه) وزير الاستخبارات والمواصلات في حكومة العدو يسرائيل كاتس.
المقابلة التي أتت بعد يوم على حادثة إسقاط الطائرة، تضمنت تهديد كاتس لـ”إيران بتلقينها درسًا لن تنساه”، حسب ادّعائه.
وتحدّثت “إيلاف” تارة عن أن طهران هي من كان وراء عملية إطلاق الصواريخ، وتارة أخرى عن أن “الحادث مجرد خطأ ربما للطيار أو نتيجة احصائية متوقعة نظرًا لكثرة الطلعات الجوية والاستهدافات الإسرائيلية لمواقع في سوريا في سماء مكتظة بالمقاتلات الحربية لعشرات الدول من المنطقة ومن شتى انحاء العالم”، وفق زعمه.
ارسال التعليق