* حسن العمري

تواجه المملكة تدهوراً شاملاً في جميع القطاعات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وحتى الوضع الاجتماعي آيل نحو الانحراف والتفتت، جراء قرارات بن سلمان غير المدروسة على الصعيدين الداخلي والخارجي أقليمياً ودولياً حتى باتت أقرب الدول ووسائل الاعلام الحليفة والمرادفة تعرب عن بالغ قلقها لمستقبل المملكة إذا ما أعتلى ولي العهد الحالي السلطة وهو شاب لا يفقه معنىً لا للسياسة ولا للأقتصاد ناهيك عن الجانب العسكري الذي يطارده الفشل الذريع على كل الجبهات خاصة في اليمن الجار والشقيق .

مراقبون يؤكدون أن مملكة البترول غارقة في الأزمات الاقتصادية وتشتد يوماً بعد آخر، حيث سقوط سوق الأسهم، وعرض آرامكو للبيع، والشركات الكبرى تعلن الإفلاس، والبطالة في تزايد متنامي، والدين الخارجي والداخلي في تصاعد كبير، والعوائد البترولية في نزول و....، إستناداً لاحصاءات حكومية؛ فيما "سلمان" وحاشيته التي تعد بالمئات يترنحون ويتمتعون على سواحل غربي المتوسط في رحلة إستجمام تكلف من قوت الشعب مئات ملايين الدولارات يوميا، ومصادر غربية ومغربية تكشف عن أن تكلفة النوم وإيجار السيارات للوفد السعودي وصلت الى 9 ملايين و360 ألف دولار (170 سيارة) بإستثناء حجوزات الفنادق والفيلات وغيرها، مشيرة الى أن الإقامة ستستمر لعدة اشهر لم تعرف بعد تبعاً لبرنامج حجوزات الفنادق من تصنيف 5 نجوم (800 غرفة تكلفة كل واحدة منها حوالي 500 دولار لليوم الواحد)؛ والمواطن السعودي يئنُ تحت وطأة الغلاء الفاحش والفقر المستشري وتقلص الخدمات الاجتماعية والصحية والسكن ولقمة العيش.

الموازنة السعودية تواجه عجزاً كبيراً وواقع اقتصادي مأزوم دفع بحكومة الرياض اللجوء الى  الاقتراض آخرها 16 مليار دولار لتغطية العجز - حسب بيان وزارة المالية السعودية الأسبوع الماضي - والأرقام تشير الى أن الدخل المالي للمملكة بلغ أعلى ذروته خلال الأشهر العشرين المنتهية في ايلول / سبتمبر 2016 حيث بلغ أكثر من ترليون و900 مليار دولار وهو دخل مالي كبير جدا في تاريخ السعودية، فيما بلغ حجم الإنفاق في الفترة ذاتها حدود 800 مليار - بحسب الأرقام الرسمية، ما يطرح علامات إستفهام عن مصير التريليون و100 مليار دولار- وفق منظمات دولية معنية بالاقتصاد والمراقبة منها صندوق النقد الدولي .

السلطات السعودية دخلت في مفاوضات سرية بمساعدة حلفائها في الادارة الأمريكية الجديدة مع قاض ولاية نيويورك طالبة منه رفض 25 دعوى مقدمة ضد الرياض من قبل أهالي ضحايا أحداث 11 ايلول الذين سقطوا خلال الهجوم على مركز التجارة العالمي (3 آلاف قتيل و20 ألف جريح) والذي دعمها قانون "جاستا" لتعود الى العلن مرة اخرى ولم يعد الترليون دولار التي وهبها سلمان ونجله لترامب بشكل هدايا أو صفقات أسلحة وإستثمارات تفيد في ذلك أبداً، ما سيكلف ميزانية المملكة نحو أكثر من 4 ترليون دولار حسب الأرقام المطروحة في الشكاوى وهو مبلغ ضخم جداً وتوفيره في ظل تراجع أسعار البترول وتآكل الاحتياطات المالية وإرتفاع ضخم في معدل العجز للميزانية الحكومية، سيجبر بن سلمان الى عرض ربما جميع أسهم آرامكو للبيع للتعويض ولم تعد المملكة ولا مواطنيها يمتلكون أدنى فلس من مبيعات البترول .

وكالة رويترز نقلت عن مصادر حكومية سعودية موثقة إن شركة الطيران المدني السعودي القابضة عينت جولدمان ساكس لإدارة بيع حصة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض وذلك في أول عملية خصخصة كبيرة لمطار في المملكة. في وقت اعلنت فيه شركة “سعودي أوجيه”، في تعميم على موظفيها عن خروجها من السوق السعودي بشكل نهائي وكامل، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية تؤكد للموظفين أن صرف المستحقات غير مؤكد حتى الآن؛ لعدم وجود أصول للشركة حاليا -وفق صحيفة “عكاظ”؛ و هيئة الاحصاء السعودية تقول أن إجمالي الباحثين عن عمل بالمملكة بلغ في الربع الأول من 2017 نحو مليون شخص؛ وتراجعت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة في البورصة السعودية الاسبوع الماضي، بنسبة 1.4 %، أو ما يعادل 447.7 مليار دولار عن الاسبوع السابق، مع تراجع القيمة السوقية لملكية المستثمرين الأجانب في البورصة السعودية، بـ 360.4 مليون دولار، أو ما نسبته 1.8 % الأسبوع الماضي مقارنة مع الأسبوع السابق عليه - ووفق النشرة الأسبوعية لتوزيع المستثمرين في البورصة.

سياسيا، الفشل يلاحق المملكة بقيادة ولي العهد الجديد من ملف لآخر حيث هروب أنصاره من "النصرة" و"داعش" وغيرهم من الفصائل الارهابية المسلحة امام قوة حزب الله من عرسال والاتفاق على إنسحاب الآخرين من جميع بقاع لبنان، في سوريا حيث الحكومة لها كلمة الفصل بدعم حلفائها من حزب الله وايران وروسيا والاندحار الكاسح نصيب حلفاء السعودية وتركيا، وفق توصيات الجبير للمعارضة السورية منصة الرياض انه على الهيئة الخروج برؤية جديدة..وأن الوقائع تؤكد أنه لم يعد ممكنا خروج الأسد من السلطة.. وأننا يجب أن نبحث مدة بقائه في المرحلة الانتقالية وصلاحياته في تلك المرحلة !!.

وكالة الأنباء السعودية (واس) وفي سابقة غير مسبوقة تعترف بمقتل أحد كبار ضباط الجيش السعودي الرقيب فهد بن عبدالله الذياني في معارك مع الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهة الحدود مع 47 عسكرياً آخر  خلال الفترة (10 مايو/أيار الماضي حتى 6 أغسطس/ آب الحالي)، ما يوحي الى أن خسائر الجيش السعودي وتحالفه العربي والأجنبي أكثر بكثير مما يعلن رسمياً وأن إحصاءات الطرف اليمني أقرب الى الواقع حيث تشير الى مقتل حوالي (100) عسكري سعودي ومئات آخرين من قوات النخبة الاماراتية والجنجويد السودانية والمرتزقة اليمنيين والصومالين وغيرهم .

محمد بن سلمان وتظليلاً على فشله الذريع وهو في بداية الطريق حيث المخاطر الكبيرة تحدق بالسعودية وشعبها اقتصاديا وسياسياً واجتماعياً وعسكرياً، وشنه حرباً ضروس على أبناء المملكة في المنطقة الشرقية بالعوامية دون أسباب الى جانب أحكام الأعدام غير المسبوقة التي تختطف كلها أرواح العشرات من خيرة شباب البلاد ومثقفيها بذرائع وهمية؛ يوعز بالاعلان عن إطلاق مشروع سياحي ضخم على البحر الأحمر بتحويل 50 جزيرة ومجموعة من المواقع على ساحل البحر الأحمر إلى منتجعات سياحية يمتد على طول 180 كلم بين مدينتي أملج والوجه على السواحل الغربية للمملكة. ويتولى صندوق الاستثمارات العامة تمويل المشروع قبل فتح المجال أمام المستثمرين الأجانب للمساهمة فيه. ومن المتوقع الانتهاء من أعمال البناء العام 2022. ويهدف للتفسق والتفتت الخلقي وسط المجتمع السعودي المحافظ.. وجامعة جازان تعلن عن إنشاء "نافورة مائية" و"بحيرة صناعية" في مدينتها الجامعية بتكلفة 170 مليون ريال، كلفة كفيلة بتوظيف 3000 سعودي عاطل عن العمل براتب لا يقل عن 4700 ريال لمدة عام كامل .