الموساد يفضح سياسات السعودية المؤيدة لإسرائيل
شكك أفرايم هاليفي الرئيس السابق للموساد في مواقف حكام السعودية عبر العصور من القضية الفلسطينية؛ وقال انهم ما كانوا يوما داعمين للقضية الفلسطينية؛ وفضح جوانب من العلاقة الحميمة التى كانت تربط الملك المؤسس وأبناءه بالكيان الاسرائيلى منذ أربعينيات القرن الماضى. وقال ان جميع سياسات آل سعود كانت تصب منذ عقود وحتى اليوم فى صالح دولة اسرائيل.
جاء ذلك فى محاضرة ألقاها هاليفي منذ أربع سنوات بأحد مراكز الدراسات الأمريكية كان محورها السؤال: هل المملكة السعودية دعمت فعلا الفلسطينيين بالمال والسلاح؟؛ فقال: لقد اعتدنا أن نرى السعوديين هم خلاصة الكراهية والعداء للسامية والرفض التام لان يضع أى يهودي قدمه فى فلسطين وعلى الأراضى السعودية ايضا؛ غير أن هناك كتابا نشر مؤخرا فى إسرائيل كتبه الراحل ميخائيل كهانوف كرسالة دكتوراه بعنوان "السعودية والصراع فى فلسطين" يتضمن الكتاب تصريحات مذهلة بخصوص السياسة الحقيقية للسعودية تجاه يهود فلسطين منذ ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى إلى اليوم.
حيث يتناول مؤلفه (السلوك السعودي تجاه اليهود والصهيونية من الكراهية إلى قبول الواقع) وانه لا عجب في أن ديفيد بن جوريون وموشيه شيرتوك قابلا مستشارين سعوديين كبارا فى ثلاثينيات القرن الماضى فى لندن؛ سعيا لفتح حوار معهم؛ وان بن جوريون تحدث الى احدهم واسمه حافظ وهبة من كبار مستشارى الملك آنذاك وهو مصرى بالمناسبة؛ وكان وقتها كل مستشارى الملك غير سعوديين وأخبر بن جوريون وهبة بان ملوك آل سعود وحدهم قادرون على التأثير على المصالحة التاريخية بين العرب واليهود فى فلسطين. وهكذا فانه وللحقيقة يتضح تاريخيا أن السعوديين لم يساعدوا أبدا العرب فى فلسطين؛ لا بالمال الذى يملكونه ولا بمساعدات عسكرية حتى.
مبادرات السلام المتعاقبة
وأضاف بان خطط السلام السعودية المتعاقبة والتى توجت بالمبادرة التى قدمها الملك الراحل عبدالله عندما كان وليا للعهد؛ والتى تروج لتسوية نهائية للصراع الاسرائيلى الفلسطينى؛ مشيرا فى هذا الصدد الى أن الخطة السعودية الأصلية لم تذكر على الاطلاق قضية اللاجئين..وأنا اتعجب لماذا؟ معقبا بان هذه كانت سياسة حقيقية فى أنقى صورها!
وأضاف أنه قبل أقل من شهر قال الأمير سلمان ولي العهد وقتها إن سياسة المملكة فى الشرق الأوسط تلخصها كلمتان الأمن والاستقرار.. الأمن فى الداخل والاستقرار فى الخارج.. وتساءل أفرايم تعقيبا على ذلك: ألا يعكس هذا تماما ما يبحث عنه رئيس الوزراء نتنياهو اليوم ومن قبله جميع حكام إسرائيل..؟
أميران يتعالجان في مستشفى إسرائيلي
ونقل أفرايم عن مؤلف الكتاب كهانوف أنه التقى أثناء الحرب العالمية الثانية أميرين سعوديين من أبناء الملك المؤسس وتم علاجهما فى مستشفى "هداسا" داخل إسرائيل، أحدهما يسمى الأمير منصور والذى اصبح لاحقا أول وزير للدفاع فى المملكة، والثانى الأمير فهد الذى اصبح ملكا عام 1985 وكتب خطابا بالشكر الى المستشفى على ورق ملكى رسمى يمتدح فيه الرعاية الطبية التى تلقاها؛ مشيرا إلى أن الأميرين ما كانا ليذهبا الى المستشفى الاسرائيلى وقتها بدون موافقة صريحة من والدهما الملك المؤسس.
وقال افرايم إن هناك كثيرا من النقاط الواردة فى الكتاب والتى تكشف أن السعوديين لم يدعموا أبدا الفلسطينيين لا بالمال أو السلاح؛ وأن الملك المؤسس راى فى الحركات القومية الفلسطينية خطرا محتملا على استقرارالمنطقة. وأضاف فى هذا السياق أن الملك عبدالله كان يبحث خلال حكمه عن نهاية حاسمة للقضية الفلسطيينة فى نفس الوقت الذى يقبل فيه بشرعية دولة إسرائيل.
ارسال التعليق