النجاح لنا والإخفاق لكم!
اعتذر وزير الطاقة باسمه واسم إدارة أرامكو لضيوف حفل تدشين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي عن تأجيل الحفل بسبب تسرب المياه لبعض أجزاء المبنى، لكنه لم يعتذر للناس عن تسرب الأمطار نفسها لمبنى كلف بناؤه حوالى ١.٥ مليار ريال تحت إشراف أرامكو!
هكذا نحن، ينظر بعضنا للإخفاق وكأنه غير مسؤول عنه أو لا يمت له بصلة، لكن على الأقل يشكر الوزير الفالح لأنه لم ينتفض أمام الصحفيين ويعلن أن المقصرين سيحاسبون حسابا عسيرا، فعلى الأقل لم يبد متناقضا مع نفسه كما يفعل مسؤولون آخرون عند بروز الإخفاقات في قطاعات عملهم فيرعدون ويبرقون ويتوعدون بمحاسبة المقصرين في إداراتهم وكأنهم غرباء على هذه الإدارات أو لا يمتون بصلة لمسؤولية الإشراف على عمل هؤلاء المقصرين، فالصلة كما يبدو تبرز فقط عند قص الأشرطة واشتعال وميض الفلاشات!
عندما وقعت كارثة سيول جدة كانت أسهم «أرامكو» مرتفعة وطالب الكثيرون بتكليفها بإدارة مشاريع إصلاح البنية التحتية لمدينة جدة، وكلفت بالإشراف على العديد من المشاريع التنموية، ولوهلة ظننت أنها ستتحول من صناعة النفط ومشتقاته إلى متعهد مشاريع وإشراف هندسي، لكن تحول أسقف «كاوست» إلى مصبات مائية بعد فترة وجيزة من افتتاحها، ثم فشل زراعة ملعب الجوهرة أعاد الناس إلى واقعيتهم، وإلى حقيقة أن «أرامكو» لا تملك قدرات سحرية!
الواقع وحده يعيد الناس إلى واقعيتهم، ويعيد الأشياء إلى حجمها الطبيعي، ويكشف الأمور على حقيقتها!؟
بقلم : خالد السليمان.... عكاظ السعودية
ارسال التعليق