النظام السعودي يرتكب المجازر في صنعاء...ويؤكد ثقافته الإرهابية الداعشية
لم تكن المذبحة التي ارتكبها النظام السعودي يوم السبت الماضي في صنعاء -10-2016، باستهدافه الصالة الكبرى التي أقيم فيها عزاء آل الرويشان، المجزرة الأولى ولا الأخيرة التي يرتكبها هذا النظام القاتل، فهذا الأخير كان قد ارتكب أكثر من 300مجزرة بحق المدنيين العزل، باستهدافه الأسواق والتجمعات السكنية في المخا، في الحديدة، وفي صعدة، ونهم، وعمران و.و. وراح ضحية هذه المجازر عشرات الشهداء وعشرات الجرحى في كل مجزرة، غير ان هذه المجزرة الأخيرة تختلف عن كل المجازر من ناحية استهداف تجمع مدني في مراسم عزاء لوالد وزير الداخلية جلال الرويشان مع سبق الأحرار، وباستخدام صواريخ مزودة برؤوس فوسفورية حارقة، ثم تكرار القصف الجوي من أجل قتل اكبر عدد ما يمكن من المعزين، والذين جاؤوا لتأدية الواجب الإنساني في هذه المناسبة الأليمة، ومنهم من الشخصيات اليمنية المرموقة، ومن القيادات السياسية والعسكرية، فكان المشهد مروعاً جداً، حيث تحول المعزون إلى أشلاء تطايرت مع ركام وحجارة جدران وسقف الصالة، والبعض من الضحايا تفحموا من الاحتراق ومن شدة الانفجار وحرارته، ولأن الصالة كانت مكتظة بالحاضرين، وهي تسع لثلاثة آلاف نفر، كانت أعداد الضحايا والجرحى مهولة، إذ استشهد أكثر من 140 شخصاً، وجرح أكثر من 700جراح بعضهم خطيرة!!
وعلى ما يبدو أن النظام السعودي كان يتوقع أن من بين المعزين الرئيس السابق على عبدالله صالح، أو حتى السيد عبدالملك الحوثي، أو أعوانه من الدرجة الأولى، ليبدي كل هذا الاستعداد لقصف الصالة الكبرى بعنف وبصواريخ خاصة، حولت الصالة إلى مجزرة مروعة فاقت كل المجازر السابقة كما قلنا دموية وبشاعة وعدوانية وحقداً، ولدرجة انه حتى الحليف الأمريكي المتمرس بالإجرام، حاول التنصل من المشاركة في هذه الجريمة خوفاً من تبعاتها القانونية، وخوفاً من ارتداداتها السلبية والأخلاقية، وتحميل النظام السعودي وحده المسؤولية..حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس في بيان له " إن التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض.. وفي ضوء هذه الحادثة، وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية ". مضيفاً أن الولايات المتحدة " مستعدة لضبط دعمها بما يتلائم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأمريكية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأساوي في اليمن ".
الدول الغربية هي الأخرى، والتي ظلت طيلة الفترة السابقة ومازالت تدعم النظام السعودي بالأسلحة المتطورة، أدانت المجزرة، وطالبت بالتحقيق فيها، ووصفت الجريمة، " بالهجوم المروع " دون الإشارة إلى مسؤولية النظام السعودي عنها.
من جهته أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، قال: "إن الحادثة المروعة الأخيرة تتطلب إجراء تحقيق كامل، وبشكل أوسع فيتعين ضمان المساءلة عن السير المروع للحرب بأكملها، ولهذا دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، وله الحق في ذلك، إلى أن تقوم جهة دولية بإجراء تحقيقات شاملة في الادعاءات بارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان".
وقال بان كي مون إن التقارير الأولية تشير إلى مسؤولية التحالف بقيادة السعودية عن القصف.
النظام السعودي في البداية تباهى عبر وسائل إعلامه بهذه المجزرة، وكأنه حقق فتحاً مبيناً!! لكن ما إن لاحظ هذه الإدانة الدولية حتى تراجع عن احتفاله بالجريمة زاعماً انه لم يقم بالقصف، وأنكر اقترافه هذه الجريمة، لكن الحليف الأمريكي أجبره على الاعتراف بها برسالة بعثها إلى الأمم المتحدة، خوفاً من أن هذا الإنكار يلزم المنظمة الدولية تشكيل فريق تحقيق يؤكد مسؤولية النظام السعودي للجريمة وبالتالي تطال الولايات المتحدة باعتبارها مشاركة بهذه الجريمة من خلال تزويد النظام بالأسلحة، لان القانون الدولي الذي يحدد مجرم الحرب، والذي سعت أمريكا بنفسها إلى توسيع مفهومه، ينص على " أن المساعدات العملية إما التشجيع أو الدعم المعنوي، سبب كاف لتحديد المسؤولية القانونية عن جرائم الحرب". واللافت أن موقع قناة الحرة الأمريكية، هو الذي كشف رسالة السعوديين إلى الأمم المتحدة، والتي عبروا فيها عن أسفهم البالغ للهجوم، وأكدوا فيها عزم الرياض اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة بما يتضمن المحاسبة، ونشر نتائج تحقيق تجريه في هذا الصدد!! وذلك اعتراف غير مباشر بالجريمة.
وكالعادة في كل مجزرة تقترفها في اليمن،تنشط السلطات السعودية في التحرك على الأمم المتحدة، وتشغل أصدقائها الغربيين، وأموالها لإرشاء المنظمات الدولية من أجل التغطية على الجريمة أو التساهل معها فيما يخص التحقيق!!
وبغض النظر عن محاولات النظام السعودي التخلص من المسؤولية، وعن محاولات الولايات المتحدة الأمريكية المماثلة، كما أشرنا، فإن القاصي والداني بات يعرف أن النظام ارتكب هذه الجريمة وبالأدلة القاطعة، سيما وأن الأقمار الصناعية الأمريكية والروسية وثقت عملية القصف التي قامت بها الطائرات السعودية والإماراتية، فضلاً عن العثور على قطع من الصواريخ التي سقطت وهي صواريخ أمريكية الصنع...ذلك من أجل تحقيق جملة من الأهداف نذكر منها ما يلي:
1- البعض من المحللين يقولون، إن عملية استهداف الصالة الكبرى، إنما جاء بضوء أخضر أمريكي، وذلك في إطار التصعيد الذي تشهده المنطقة، بعد انقلاب الأمريكان على الاتفاق الروسي- الأمريكي الخاص بوقف العمليات العدائية في سوريا، على أثر تمرد وزارة الدفاع الأمريكية وجهاز السي آي اي، على الإدارة الأمريكية بضغط من اللوبي الصهيوني، ومن المسؤولين الصهاينة في إسرائيل، وحينذاك أقدمت الطائرات الأمريكية على قصف الجيش السوري في دير الزور وقتل وجرح العشرات من عناصره، ما دفع ذلك الروس والسوريين إلى حسم الأمور في حلب، ولأن الولايات المتحدة والنظام السعودي لايستطيعان الرد في سوريا بسبب الرد العسكري الروسي، دفع الأمريكان آل سعود للقيام بهذه المذبحة، ودفعوا الرئيس التركي إلى تصعيد التوتر مع العراق، عبر التصريحات التي أدلى بها اردوغان والمسيئة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والتدخل التركي السافر في الشأن العراقي عبر إطلاق اشتراطات بعدم مشاركة الحشد الشعبي العراقي في معركة تحرير مدينة الموصل من الدواعش !!
فهؤلاء الخبراء يقولون إن التصعيد في اليمن وفي العراق وقبل ذلك في سوريا واطلاق التهديدات الأمريكية ضد روسيا وبالعكس، ثم التحرك الأوربي، فرنسا على وجه الخصوص كل ذلك يجري في إطار سعي الأمريكان وعملائهم إلى تسخين الوضع في المنطقة، أولاً للتغطية على الإخفاقات الأمريكية في سوريا وعلى الهزائم التي مني بها مؤخراً، الفصائل التكفيرية في حلب وفي حماه.وثانياً محاولة إرباك الطرف الآخر أي روسيا وحلفائها، ومحاولة الضغط عليهم، لابتزازهم ومحاولة حملهم على إبداء تنازلات سياسية وعسكرية لصالح الأجندات الأمريكية والإسرائيلية.
2- على أن المؤكد أن الجريمة تؤشر إلى مأزق النظام السعودي نفسه، فهذا الأخير فشل فشلاً ذريعاً في فرض تسويه للعدوان تحقق له ما عجز عن تحقيقه في الوسائل العسكرية والعدوانية، ذلك رغم توظيفه كل أدوات الضغط في هذا الاتجاه، بدءاً بالمندوب الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ومروراً بمجموعة ال18، أي الدول الأوربية وأمريكا، التي جندت سفراءها في الكويت للضغط على وفد صنعاء في المفاوضات التي دامت90يوماً، وتوظيفاً للدورين الكويتي والعماني فضلاً عن ضغوط ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل من النساء والأطفال وفضلاً عن التصعيد في جبهات القتال في كل محاور المواجهة، إذ أبدى وفد صنعاء المكون من ممثلي أنصارالله وممثلي المؤتمر الشعبي بزعامة الرئيس السابق على عبدالله صالح، ابدى هذا الوفد صموداً منقطع النظير.
والى ذلك، اقترن هذا الإخفاق السعودي بإخفاق عسكري، إذ لم تستطع الحشود التي يزيد إعدادها هذا النظام وكذلك عدتها العسكرية المتطورة بين الحين والآخر، أن تتقدم وتحقق اختراقات مهمة واستراتيجية في جبهة أنصارالله، على العكس تماماً، فرغم استخدام النظام وحلفائه الطائرات المقاتلة والهليكوبتر في زحوفهم، إلا أن القوات المهاجمة تتكبد خسائر فادحة وتخسر مواقع جديدة، وخلال الأشهر الأخيرة من المواجهات، ليس لم يحقق جيش ومرتزقة آل سعود أي تقدم عسكري وحسب، وإنما خسروا الكثير من الأفراد والمعدات والمواقع، سيما في تعز والجوف ومأرب، وفي المناطق الحدودية في عسير وجيزان ونجران...والأكثر من ذلك أن أنصارالله والجيش اليمني قلبوا المعادلة بإدخال المنظومة الصاروخية في المعركة عبر تصنيعهم لأنواع من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى، حتى وصلت للطائف حيث قصف بها أنصارالله وحلفاؤهم قاعدة فهد الجوية والحقوا بها خسائر فادحة، علماً أن الطائف تبعد عن اليمن ب800كم.
وفي المقابل فأن النظام السعودي، تتفاقم أوضاعه الاقتصادية، بسبب نفقات الحرب الهائلة، ويتفاقم مأزقه، ذلك فضلاً عن الضغوط الدولية المتزايدة التي تزداد يوماً بعد آخر على أركان النظام من أجل إيقاف محرقتة في اليمن، والإقرار بالهزيمة المدوية لأنه لا يمكنه تحقيق أي انتصار على الشعب اليمني، وان حساباته كانت كلها غير دقيقة وخاطئة.فأمام كل هذه المازق وجد النظام نفسه، انه كلما طال أمد الحرب، كلما فقد المزيد من رصيده الإقليمي والدولي، وكلما قُرب من دائرة الخطر والتفكك، فأقدم على هذه الجريمة من أجل الضغط على الشعب اليمني وأنصاره وجيشه، ومن أجل دفع الشعب اليمني إلى الضغط على أنصار الله والجيش اليمني لإيقاف الحرب وبالشروط التي تناسب السلطات السعودية، ومن أجل إيجاد مناخات سياسية وعسكرية وحتى اجتماعية تنقل الحرب إلى مرحلة أخرى، عسى أن تمكن النظام من تحقيق بعض من أهدافه، ولو بالحد الأدنى، ليتسنى له الخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر المادية والمعنوية.
3- محاولة النظام السعودي معاقبة الشعب اليمني، لأنه بصموده، وبتحمله لأقسى ظروف الحصار والحرمان من كل شيء، وللقصف اليومي وتدمير كل بنيته التحتية، وللترويع والحرب النفسية..لانه بتحمله لهذه الضغوط ولغيرها، شكل سداً منيعاً أمام تحقيق النظام السعودي ومرتزقته أياً من أهدافهم، فهذا الشعب وقف كالبنيان المرصوص بوجه العدوان يمد جبهات القتال بالرجال وبالمعدات ويحارب بأسنانه، وبالتالي صنع هذه الملحمة بأنصاره وجيشه والحق بالعدو السعودي الهزائم العسكرية والاقتصادية والنفسية والأخلاقية، وكل أنواع الهزائم الأخرى.النظام السعودي بتفكيره الساذج يظن أن هذا القتل المروع يمكن أن يفتَّ بعضد هذا الشعب ويفك تلاحمه، بينما على العكس تماماً، فهذا الشعب ازداد لحمة وتصميماً على الثأر من النظام السعودي، فحتى الشرائح التي كانت تقف في الدائرة الرمادية، والتي لم تقرر الوقوف مع أي من الجهتين،انحازت إلى أنصارالله والجيش اليمني وتطوع أبناؤها للانضمام إلى مقاتلة مرتزقة العدوان والاقتصاص منهم على جرائمهم ومذابحهم التي يقترفونها بحق الأبرياء.
4- محاولة النظام توجيه رسائل تحذير لأهالي نجران وعسير وجيزان وحتى المناطق الشرقية (الاحساء والقطيف) فالمعلومات الواردة من هناك، والتي هي شحيحة جداً،بسبب تعتيم النظام عليها، عبر إعلامه، والأعلام الأجير، تقول إن هناك تحركاً في هذه المناطق ضد نظام آل سعود، سيما وان هذا النظام بدأ يضعف من الداخل بسبب ارتدادات العدوان على الداخل في المملكة، وبسبب الخلافات المتزايدة بين أمراء النظام السعودي، وهذه باتت حقيقة يتحدث بها الإعلام الغربي بشكل يكاد يكون يومي.فالهدف من هذه المجزرة هو ترويع هذه المناطق ومحاولة منعها من التحرك ضد هذا النظام.
أما ما هي ارتدادات هذه المجزرة المروعة على النظام السعودي؟ فالمراقبون والمحللون يقولون انها كثيرة، ونذكر منها ما يلي :-
1- شكلت هذه المجزرة دليلاً اضافياً ودافعاً على العلاقة الوطيدة بين إرهاب آل سعود وارهاب الدواعش، فالثقافة واحدة والمنبع واحد، وبالتالي ان القناعة التي كانت تتبلور في ذهنية الرأي العالمي حول ان ثقافة التكفير والتفجير التي يقوم بها الإرهابيون الوهابيون، تربوا عليها من فكر وثقافة النظام السعودي الوهابي، فهو الأم الحاضنة والأب الأصيل لهذه الثقافة الإرهابية، ذلك أن البعض من الأوساط الرسمية الأوربية كان وبسبب الأموال السعودية وصفقات الأسلحة يضلل الرأي العام بأن النظام السعودي، هو أيضاً ضحية الإرهاب التكفيري"ولعل البعض يصدق هذا التضليل،وتلك القناعة التي كانت تتبلور في ذهنية الرأي العام كما أشرنا، أصبحت قناعة راسخة ومفروغ منها، ان هذا النظام هو مصدر الإرهاب، وبالتالي يشكل تهديداً لأمن واستقرار شعوب العالم، وعلى اثر ذلك، سوف نتوقع أن الضغوط الإعلامية والسياسية من منظمات المجتمع المدني للرأي العام الأوروبي، سوف تتضاعف مرات لحمل الحكومات الغربية على قطع التعامل مع هذا النظام ومحاصرته تمهيداً للتخلص من ثقافته الوهابية التكفيرية القاتلة والمهددة لحياة الناس.
2- كما أشرنا وفصلنا في ثنايا المقال، أن هذه الجريمة أوصلت الحرج الأممي والدولي إلى أقصى مداه، بحيث لم يبقِ هذا الحرج أي مناورة لهذه الأوساط للتغطية على جرائم النظام السعودي أو التستر عليها، أو الاستمرار في تجاهل المنظمات الدولية التي تتهم النظام السعودي بارتكاب جرائم حرب، وتطالب بإجراء تحقيقات محايدة، ومعاقبة الفاعلين...ففي البلاد العربية وحدها " ادانت99شبكة وتحالف ومنظمة حقوقية من 14دولة عربية الجريمة التي ارتكبها طيران العدوان بقيادة السعودية باستهدافه مراسم العزاء بالعاصمة صنعاء...مطالبة بإيقاف العدوان على اليمن وفك الحصار والنقل الفوري للجرحى للعلاج في الخارج" جاء ذلك في بيان أصدرته هذه المنظمات ونقلته وكالة سبأ اليمنية في 12-10-216،والذي أي البيان اتهم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتواطئ مع العدوان، وعدم القيام بما فيه الكفاية لمنع النظام السعودي من اقتراف المزيد من الجرائم والمذابح بحق الشعب اليمني ومطالبة، المنظمة الدولية، وبقية منظمات حقوق الإنسان بالتحرك لنصرة الشعب اليمني، مما أجبرت بل واضطرت هذه الإدانات الدولية والعربية للأمم المتحدة، الأمين العام بان كي مون إلى حسم رأيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في المجزرة المروعة في صنعاء، ذلك بعد تردد استمر أيام نتيجة الضغط السعودي السياسي والمالي على المنظمة الدولية وأمينها العام، لتمييع القضية وإهمالها في متاهات التشكيك والتضليل على الجريمة للتغطية على المجرم الحقيقي وهو النظام السعودي ومن يقف وراءه.
3- عززت المذبحة السعودية في صنعاء أصوات السياسيين الأميركان والغربيين في الحكومات الغربية والأمريكية المعترضة على العدوان على اليمن والتي كانت قد طالبت بقطع توريد الأسلحة_ للنظام السعودي المصدر الأساسي للإرهاب وللإرهابيين الذين باتوا يهددون الاستقرار الأوربي برمته، فبدلاً من أن أصواتهم المعترضة كانت تذهب إدراج الرياح، باتوا اليوم يصدحون بقوة، وباتوا يحرجون حكوماتهم بالدليل القاطع.
فعلى سبيل المثال " طالب كبير الأعضاء في اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، كريس ميرفي، في بيان صدر على مدونته يوم الأحد9-10-2016، الولايات المتحدة إنهاء دعمها لحملة القصف السعودية الكارثية في اليمن، مؤكداً أنها تضر الأمن القومي الأمريكي، وتمكّن الجماعات الإرهابية من الازدهار، وقتل المزيد من المدنيين الابرياء ".وقال السناتور ميرفي "إذا كانت الولايات المتحدة جادة عندما تقول إن دعمها للملكة العربية السعودية، ليس شيكا على بياض فقد حان الوقت لإثبات جديتها في ذلك ".وواصل كريس حديثه مؤكدا عدوانية وجرائمية النظام السعودي، وان بلاده لابد أن تسحب تأييدها له، لان هذه الجرائم المتعمدة التي لاتهتم لسلامة المدنيين، باتت تهدد الأمن القومي الأمريكي.وهذا مثال،من عشرات الأمثلة المماثلة على هذا المزاج الجديد الذي نتج عن ارتكاب هذه المجزرة.
4- وحدت الجريمة المروعة الشعب اليمني، بكل شرائحه وقطاعاته...فبدلاً من مراهنة النظام السعودي قبل الجريمة على تضليل بعض شرائح الشعب وكسب ولاءها للعدوان أو حتى حملها على الوقوف على الحياد، دفعت هذه الجريمة، أكثر الشرائح التي كانت تقف في الدائرة الرمادية من العدوان،تخندقت مع أنصار الله وحلفائهم وتوعدت النظام السعودي بزلزلة جيشه في ميادين القتال، وهو ما تشهده الجبهات حالياً،حيث تشير التقارير الواردة من جبهات القتال إن النظام السعودي فتح على نفسه جهنم بهذه المجزرة المروعة، فقد توجه آلاف المتطوعين نحو جبهات القتال ملبين دعوة زعيم أنصارالله السيد عبدالملك الحوثي، والرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، وكدليل على تزلزل النظام هو توجهه للأمم المتحدة بتقديم شكوى ضد أنصارالله وحلفائهم لاختراقهم الحدود السعودية وكيلهم الضربات المزلزلة للجيش السعودي وللنظام العدواني في الرياض.
5- إن الجريمة المروعة والبشعة ضاعفت السقوط الأخلاقي والديني للنظام السعودي أمام الرأي العام العربي والإسلامي، فهذه الجريمة مزقت ما تبقى من عباءته الإسلامية التي خدع بها رأي عام كبير في هذه الأمة، وهزمت اي الجريمة منظومة المصطلحات والمزوقات التي روجها اعلام النظام والاعلام الأجير، وسوقها على الرأي العام، حيث ظهر النظام على حقيقته العدوانية، فهو صنواً وتوءماً مع أشقائه الصهاينة في القتل والأجرام والعداء للإسلام وللمسلمين وللإنسانية جمعاْء.
بقلم : عبد العزيز المكي
ارسال التعليق