النظام “السعودي” يُحدث شرخاً بين القبائل والإحتقان القبلي يبلغ ذروته
كشفت مصادر خاصّة لـ”مرآة الجزيرة” عن مقتل ثلاثة أشخاص من قبيلة قحطان وإصابة ثلاثة آخرين بجروح من القبيلة ذاتها، على يدِ رجل أمن من منطقة رماح وذلك خلال احتفال مزاين الإبل السنوي مساء يوم الإثنين 29 يناير الجاري.
المصادر أشارت إلى أن مهرجانات مزاين الإبل وما تبعها من خلافات ومشاجرات مسلحة دفعت القبائل إلى تجيّيش صفوفها وباتت في ذروة الإحتقان والتعصّب قبالة القبائل الأخرى.
مقتل الأفراد الثلاثة من قبيلة قحطان ليست الحادثة الأولى فقد سبقها مقتل مواطن من قبيلة عتيبة على يد مواطن من قبيلة أخرى أثناء منافسات مزاين الإبل، وبدورها أكدت المصادر نشوب إطلاق نار كثيف بالهواء وتهديدات وملاسنات قبلية فاقت المألوف بين قبائل(عتيبة ومطير) خلال حفل مزاين الإبل السنوي مما استدعى تدخل قوات الطوارئ بمشاركة 400 دورية وما يقارب 1200عسكري بصورة عاجلة.
إلى ذلك ذكر شهود عيان إلى بروز ظاهرة إنتشار المخدرات وبيعها بشكل علني وعلى الملأ بين خيم الضيافة ووسط ساحات استعراض مزاين الإيل.
إلهاء القبائل عن ممارسات السلطة مراقبون محليون قالوا بأن سياسة السلطات السعودية في إفساح المجال أمام التنافس القبلي إلى حدّ الاشتباكات المسلحة يعكس مخطط النظام لإشغال القبائل ببعضها عمّا يقوم به من تجاوزات شرعيّة ووطنيّة وإجتماعيّة، في ظلّ تصاعد الخلافات والنزاعات العاصفة وسط أسرة ابن سعود الحاكمة.
في حين ذهب شيخ شمل قبيلة بارزة تحفظ على التصريح باسمه إلى أن النظام الحاكم وعبر أجهزته الأمنية والإعلامية يغذي ويؤسّس للصراعات القبليّة ويشرف على إشعال فتيلها عند الحاجة، وأن ما حدث لم يكن مفاجئاً لأحد لأن الموضوع قيد المتابعة والرّصد، مشيراً إلى أنه من المرجّح أن تشهد أم رقيبة قريباً صدامات بين القبائل لا سيما التي لن تتجاهل خسارتها وما تبعها من ألفاظ مسيئة بحقهم من قبل قبائل أخرى والتهديد بالذبح إذا فازت الإبل التابعة لهم.
وأضاف شيخ القبيلة: “بن سلمان يريد اضعاف القبائل وتفكيك المجتمع وصرفه عن قضاياه ومصيره المشترك عبر إشعال فتيل صراعات قبليّة غير قابلة للإخماد، لأنه يعتبر ذلك مصلحة كبرى لضمان استمراره في الحكم.
وبحسب المصادر فإن كثافة السلاح وكميّة النيران التي أطلقت في احتفالات القبائل تهدف بشكل واضح إلى تأسيس ميليشيات قبليّة مسلّحة والدفع بالقبائل إلى الانشغال بفتن ومعارك بينية لاضعافها وإشغالها عن مواجهة سياسات النظام، أما عن مقاطع الفيديو التي انتشرت والمتضمنة لملاسنات وتهديدات متبادلة فيخشى المراقبون أن تكون سبباً لصدامات قبلية محتملة جداً في المدارس ومقرات العمل والأحياء السكنية المشتركة.
وتابعت المصادر بالقول إن كميّة المخدرات من حبوب “الكبتاجون” التي سمح ببيعها ودخولها واستخدامها علناً فهي مؤشر قوي لتغييب الوعي والإدراك لدى أبناء القبائل بغية صرفهم عن قضايا وطنهم الرئيسية وفي مقدمتها السياسات الاقتصادية وما تبعها من ضرائب وغلاء الأسعار وتكلفة الخدمات وتصاعد نسب البطالة.
بقلم : زينب فرحات
ارسال التعليق