اليمن يتصدى للصهاينة.. والسلطات السعودية تتصدى له
"يُعدّ الهجوم الذي نفذه اليمنيون على إسرائيل، هو الأول الذي يتم فيه إطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل منذ أن أطلق العراق صواريخ سكود على إسرائيل في عام 1991" يقول لبروس ريدل، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية.
وهو استدلال يُضاف؛ لفهم مدى أهمية العمليات التي نفذتها القوات العسكرية اليمنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة. فعلى الرغم من البُعد الجغرافي الذي يفصل اليمن عن فلسطين، إلا أن صواريخ اليمن تمكنت من الوصول إلى سماء المستوطنات الإسرائيلية.
ينقل موقع "ذا انترسبت" عن بول بيلار، أكاديمي عمل في وكالة المخابرات المركزية وأحد كبار المسؤولين غير المقيمين في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون قوله أن: "على المرء أن يكون حذراً بشأن تفسير الهجوم الصاروخي اليمني كجزء من استراتيجية كبرى لمحور المقاومة"، ويضيف بيلار أن "الحوثيون، على الرغم من الدعم المادي من إيران، إلا أنهم يتخذون قراراتهم الخاصة". في إشارة إلى أن للـ"حوثيين"، بحسب توصيفه، دوافع خاصة في استهداف الكيان الإسرائيلي غير كونه عضوا في محور المقاومة.
وفي هذا السياق، أشار موقع the conversation الأميركي، إلى أن ما يقف خلف العمليات التي تنطلق من اليمن باتجاه "إسرائيل"، يمكن أن يكون مرده هو اهتمام اليمن بتقديم صورة وموقفا مغايرا عن "السعودية" تجاه الكيان الإسرائيلي، التي-أي "السعودية"- كانت على مسار التطبيع مع هذا الكيان.
وبالعودة إلى موقع "ذا انترسبت"، يذكر الموقع عن التعزيزات العسكرية الإضافية التي وضعتها أميركا في اليمن في حزيران الماضي، حيث جاء في بيان للبيت الأبيض أنه "يتم نشر أفراد عسكريين أمريكيين في اليمن للقيام بعمليات ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم داعش".
ولكن يضيف الموقع أن هذه التعزيزات التي أتت تحت حجة محاربة تنظيم القاعدة في "السعودية"، إنما يكمن هدفها الأساسي في مهاجمة ومحاولة التصدي لقوة "الحوثيين".
وفي هذا الشأن، أشار موقع مقرب من الاستخبارات الإسرائيلية (nziv) الى ان الجانب الأمريكي طلب من الإسرائيلي التراجع عن أي قرار بشأن اليمن فهو – أي الأمريكي – متكفل بهذه الجبهة. وأنه في حال حدث ضرب إسرائيلي لليمن فإن هذا سيدفع اليمنيين الى اتخاذ خطوات تصعيدية في البحر الأحمر.
وبحسب العميد اليمني عبد الله بن عامر، فإن الأمريكي اتخذ إجراءات للوقوف بوجه العمليات التي تنطلق من اليمن وتستهدف إسرائيل، منها مضاعفة المراقبة الجوية وتخصيص اسراب طائرات حربية من عدة دول، فيما هو يتولى تزويد تلك الطائرات بالوقود وأنه هناك غرفة عمليات مشتركة مرتبطة بالأسطول الخامس، بهدف ضمان التصدي لأكبر عدد ممكن من المسيرات والصواريخ.
وأضاف العميد في تغريدة له على موقع X، بأنه يبدو أن الجانب الإسرائيلي يخشى من هجمات يمنية لا تتوقف عند الصواريخ والمسيرات، بل امتدت شكوكه الى تسلل قد يحدث الى داخل الأراضي المحتلة. حيث جرى مناقشة تحويل مسار السفن الناقلة للنفط من باب المندب الى طريق راس الرجاء الصالح (وهذا مكلف جداً).
وتابع "بحسب ما نُشر فإن الولايات المتحدة ودول عربية منها الامارات والسعودية ودولة ثالثة تحمي الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر".
وبحسب تغريدة العميد بن عامر، فإن القيادة الإسرائيلية الحالية تتجه الى توسيع الصراع ولا تتردد في تنفيذ ضربات هنا او هناك بل ان مأزقها الداخلي يجعلها مصرة على استمرار الحرب واستغلال التأييد الأمريكي والغربي وذلك لجر المنطقة الى صراع شامل تتمكن من خلاله من القضاء على كل خصومها.
ولكن "الامريكي له تصور آخر يقوم على تحريك الادوات وهذا يتطابق مع التهديدات التي وصلت صنعاء وسبق الحديث عنها بتحريك الجبهات واشعال الحرب حتى لا تظهر المعركة على انها مع الامريكي او الاسرائيلي مباشرة بل مع الادوات في المنطقة وفي الداخل .. ولهذا فإن اية تطورات تحدث لا يمكن فصلها عن الرد الإسرائيلي الأمريكي على اليمن" يتابع بن عامر.
وهذا الكلام أتى في إشارة منه إلى تصدي "السعودية"- "الأدوات"- لصواريخ كروز كانت قد انطلقت من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة في فلسطين.
ولاقى هذا التصدي للصواريخ اليمنية، ردود فعل "سعودية" معترضة على الدور الذي تريده بلادهم بلاد الحرمين الشريفين لنفسها في هذا الصراع:
هذا ونشرت قيادة المركزية الأمريكية الوسطى، على حسابها على منصةX، أن طائرة KC-135 Stratotanker نفذت عملية تزويد بالوقود جوا في سماء المنطقة لقاذفة القنابل الاستراتيجية b1- لانسر والتي أرسلتها واشنطن لدعم كيان العدو الإسرائيلي.
وفي تدقيق من إعلامي يمني، نشر أنه من خلال تتبع مسارات التحليق لهذه القاذفة المخصصة لحماية ودعم كيان العدو الإسرائيلي تم الكشف عن قيامها برحلة ذهاب وإياب إلى سماء "السعودية" وتحديدا العاصمة الرياض.
وألحق صورة أخرى تثبت رصد طائرة KC-135 تحلق في سماء الرياض لتنفيذ مهمة التزويد بالوقود ثم اتجهت شمالا:
وأضاف الصحفي زكريا الشرعبي، أنه تم رصد طائرتين أيضا من نفس النوع تقلعان من قاعدة الأمير سلطان في الرياض وتتجهان غربا لتزويد الدوريات الجوية القتالية الإسرائيلية والإمريكية في سماء البحر الأحمر:
وفي سياق المشاركة اليمنية في "صفع" الكيان الاسرائيلي، صدر مساء أمس بيان عن القوات المسلحة اليمنية عن إطلاقها لدفعة من الطائرات المسيرة خلال الساعات الماضية- مساء امس- على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
وأضاف البيان "وكان من نتائج العملية توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات".
ارسال التعليق