بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على الرياض
ترى صحيفة “نيويورك تايمز” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت بالتحرّك لمعاقبة المملكة العربية السعودية؛ كخطوة تهدف لإيجاد حالة من التوازن تجاه التحرّكات الحثيثة التي اتخذت ضدها في الكونجرس، في ظل تزايد الشجب ضد الرياض في أعقاب عملية قتل الصحافي المعروف جمال خاشقجي. وأشارت الصحيفة الاميركية إلى أن إدارة ترامب ستنهي عمليات تزويد الوقود للطيران السعودي الذي يقوم بضرب اليمن في عملية عقابية مرتبطة باغتيال خاشقجي وهو التحرك الذي سيضع قيوداً محدودة على تحرّكات السعودية في اليمن. وترى الصحيفة أن التحرك هو محاولة لتخفيف الشجب الدولي للسعودية بسبب قتل عشرات الآلاف من المدنيين، ولكنها تتجنّب معاقبة ولي العهد بن سلمان، وتسعى للحد من اتخاذ الكونجرس خطوات أشد.
وذكرت نيويورك تايمز أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، اتحدا بشجبهما لمقتل خاشقجي. ووصف ترامب مقتله بأنه “أمر حزين جداً ومروّع جداً”، إلا أن إدارته عبّرت عن نيتها استمرار العمل مع السعودية. ويعتبر جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس من أكبر داعمي ابن سلمان في البيت الأبيض. وبعد أن كشف تقرير لنيويورك تايمز وواشنطن بوست أن البنتاجون لن يواصل توفير الوقود للطيران السعودي وغاراته على اليمن أعلنت السعودية التي تقود تحالف الحرب في اليمن عن قيامها بتوفير الوقود لمقاتلاتها. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي بعد ساعات أن بلاده تدعم القرار. كما أنها أعلنت الإدارة عقوبات على من شاركوا بمقتل خاشقجي.
ودعا وزيرا الدفاع والخارجية الولايات المتحدة إلى وقف الأعمال العدوانية في اليمن بنهاية الشهر الحالي والبحث عن تسوية بناء على خطة الأمم المتحدة. وقد أغضب عدم توقف الغارات الجوية المسؤولين في البيت الأبيض. ونقل عن بروس ريدل، الباحث في معهد بروكينجز، والمحلل السابق في “سي آي إيه” قوله: “صعّد السعوديون الحرب وكثفوا الغارات”. ما جرى كان بمثابة توبيخ سعودي علني لكل من وزير الخارجية والدفاع.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن عقوبات واشنطن الجديدة تأتي بعد عقوبات ثانوية فُرضت على عدد من السعوديين الذي قالت الرياض إنهم تورّطوا في عملية قتل خاشقجي. وقال بومبيو: إن الإدارة الأمريكية تحاول الحصول على معلومات أكثر عن طريقة مقتل الصحافي. وأعلنت واشنطن عن إلغاء تأشيرة 21 سعودياً من بينهم على ما يفترض 15 سعودياً كانوا ضمن فرقة الموت التي أرسلت إلى تركيا لاغتيال الصحافي. وقال إن العقوبات ليست نهائية من واشنطن. ودعا قادة في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ في 10 أكتوبر إلى تحقيق في الكيفية التي قتل من خلالها خاشقجي ومن أمر بها. وبدأ منظور العقوبات في لقاء داخلي بوزارة الخزانة يوم الخميس الماضي عندما تأسف ستيفن منوشين، عن طبيعة القتل وقال إن هناك عقوبات ستتخذ الأسبوع المقبل.
وقال مسؤولون سابقون وحاليون إن البيت الأبيض ووزارة الخزانة ناقشا فرض عقوبات بناء على قانون ماجنستكي، والجدير بالذكر أن قانون ماجنستكي قدّم من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونجرس الأمريكي وصادق عليه الرئيس السابق باراك أوباما في 2012. وينص القانون على مُعاقبة الشخصيات الروسية المسؤولة عن وفاة محاسب الضرائب سيرجي ماجنستكي في سجنه في موسكو عام 2009. والذي يمنح الفرع التنفيذي السلطة حق معاقبة المسؤولين الأجانب المتورّطين بتهم تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان.
ارسال التعليق