بعد إشعال نار القبلية.. السعودية تحصد نتيجة هياط وشيلات الوزير دليم
“من يلعب بالنار يحرق أصابعه”.. حكمة لطالما ظلت غائبة عن أذهان صناع القرار في المملكة العربية السعودية على مدى عقود، فالسياسة المتخبطة تجاه القضايا العربية في اليمن ومصر وسوريا والعراق وليبيا وغيرها.. ألقت بآثارها السلبية على النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المملكة إلى حد يصعب معه تخيل أي بودار لمستقبل مشرق كما تروج السعودية في رؤيتها المثيرة للجدل “2030”.
لم تتعلم السعودية من دروس الماضي، وها هي الآن تجني حصاد سياستها المندفعة في تأجيج نار الجاهلية واللعب بورقة القبائل الخليجية لتحقيق مكاسب وهمية في حصارها المفروض على دولة قطر، منذ الخامس من يونيو الماضي.
دليم الفلس.. سعود القحطاني، الوزير بالديوان الملكي ومهندس إذكاء روح القبلية، أشعل بجهله نار أطفئتها مبادئ الإسلام السمحة على مدى قرون.. حينما استغل نفوذه وتوجيهات حكام السعودية “كما يروج دائما على تويتر” وحرض قبائل عريقة ممتدة في دول خليجية ضد قطر وقيادتها وشعبها، واستدعى روح الفتنة والعصبية والجاهلية في محاولة بائسة للنيل من وحدة قطر التي لطالما ظلت منيعة وحصينة ضد مخططات دول العار.
في الآونة الأخيرة تزايدت حدة التوتر والعصبية بين قبائل معروفة في السعودية، أبرزها ما حصل بين قبيلة الرشايدة وشمر، عقب رفض الأخيرة عقد قران فتاة من القبيلة على أحد الشاب من عشيرة الرشايدة، بسبب ما اعتبروه عدم التكافؤ بين أبناء القبيلتين، لتندلع على إثر ذلك عدة مظاهرات من قبيلة أبناء قبيلة شمر في مدينة حائل.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عدة فيديوهات تظهر تجمعات لأبناء القبيلة على خلفية الخلاف الدائر مع الرشايدة وسط تواجد عناصر من الداخلية السعودية، التي قامت فيما بعد بحملة اعتقالات بين رواد التواصل الاجتماعي بحجة إثارة الفتنة والنعرات القبلية”.
ووسط المناخ المحتقن بين القبيلتين وجهت عدة اتهامات إلى السلطات السعودية، تتلخص في سعيها لإشعال نار العصبية وإراقة الدماء بين القبائل المعروفة في المملكة، ومن ثم التدخل أمنيا في مرحلة ما لحل النزاع، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية وعقد تحالفات وبناء ولاءات تضمن موافقة القبائل وتأييدها تنصيب ولي العهد السعودي ملكاً جديداً للمكلة، وهو ما يشكل خطراً على وحدة البلاد، بحسب مراقبون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
حادثة أخرى، أكدت خطورة الوضع الحالي بين القبائل في السعودية، حيث نشبت معركة بين عائلتين سعوديتين، أمس الأحد بمنطقة حفر الباطن، بالمنطقة الشرقية، على خلفية قضية نفقة لزوجة سعودية، وتطور الأمر سريعاً بعد استخدام الرصاص الحي والأسلحة البيضاء وغيرها، مما أدى إلى سقوط عشرة مصابين بين أطراف الشجار، بحسب صحف سعودية.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أرجعوا سبب تأجج الصراعات بين القبائل السعودية، إلى السياسة المتهورة التي يتبعها سعود القحطاني “وزير الشيلات القبلية” كما يطلق عليه مغردون، حيث أكدوا أنه المحرك الأساسي لنار الفتنة في المملكة والتي ستأتي على الأخضر واليابس إذل لم يتم التعامل بحكمة وتحييدها عن الصراعات السياسية التي تديرها الممكلة داخلياً وخارجياً.
وكانت حسابات شهيرة على موقع تويتر، أكدت أن النظام السعودي هو المستفيد الأكبر من إشعال فتنة القبائل، بعد التغييرات الجديدة في هرم السلطة في المملكة حيث نشرت بعضها تسريبات حول خطة السعودية في هذا الشأن، وقالت إن “مستشارون مصريون” اقترحوا على مسؤولين سعوديين الاستفادة من الخلاف الواقع بين بعض القبائل السعودية، وإشعال الفتنة بينهم وزيادة الصراع من أجل بسط سيطرتهم التامة وفقا لسياسة “فرق تسد”.. مؤكدين انه في حالة نجاح الخطة ستجعل الطرفين يتوددان للأجهزة الأمنية أن تأتي لمناطقهم لأجل حماية كل منهم من الآخر.
بقلم : محمد عبدالحميد
9/10/2017
ارسال التعليق