بهدف التطبيع.. إعلام آل سعود يستهدف القيم الإسلامية
التغيير
البعض كان يعتقد أن سبب تخصيص آل سعود لميزانيات بارقام فلكية لبناء امبراطوريات اعلامية وصحفية ضخمة يعود الى نصيحة قدمها خبراء امريكيون لال سعود بهدف تجميل صورة نظامهم البشع والتصدي للفكر القومي العربي التحرري والفكر الاسلامي الاصيل.
راى هذا البعض، انه من اجل تحقيق هذا الهدف، هدف تجميل صورة نظام ال سعود، بدأ الاعلام السعودي تغلغله في الدول العربية في اواسط ستينيات القرن الماضي حتى هيمن اليوم على اكثر من 80 بالمائة من الفضاء العربي المرئي والمسموع والمقروء، وكان تاسيس جريدة "الشرق الاوسط" في عام 1978 في لندن من الخطوات الاولى للتحرك خارج الجغرافيا العربية، كما كان يعتبر تأسيس مجموعة "ام بي سي" عام 1991 من اخطر تلك الخطوات التي هددت بها مملكة آل سعود أركان العائلة العربية عبر استهدافها الشباب بشكل خاص.
الاعلام السعودي، وفقا لرؤية هذا البعض، حاول في البداية تجميل صورة نظام ال سعود الا انه فشل فشلا ذريعا ، نظرا للتشوه الخلقي المصاب به هذا النظام والذي لا يمكن تجميله باي شكل من الاشكال، لذلك تحول اهتمام هذا الاعلام نحو تشويه صورة الانظمة العربية والاسلامية التقدمية التحررية وجميع الحركات العربية والاسلامية المقاومة التي كانت يرى فيها نظام ال سعود خطرا وجوديا يتهددها.
ولكن هذه الرؤية لم تعكس حقيقة هذا الاعلام بشكل كامل، فالاعلام السعودي كان منذ البداية اعلام صهيوني بكل ما لهذه الكلمة من معنى، فهو وليد كيان تم تاسيسه في نفس الوقت الذي تم فيه زرع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وتولى هذا الاعلام مسؤولية تجميل صورة الكيان الاسرائيلي لدى المخاطب العربي والاسلامي قبل تجميل صورة نظام ال سعود، ويمكن رصد اداء هذا الاعلام، وهو اداء اكبر خطرا من الاعلام الصهيوني على العرب والمسلمين، فالاخير كان عدوا سافرا مكشوفا اما الاعلام الصهيوني السعودي فكان يتستر بالدين ، وبنسخة متطرفة ومشوهة وشاذة من الدين، لذلك تمكن في التغلغل الى بيوت العرب دون ان يشعروا بخطره، واليوم تدفع العديد من العوائل والمجتمعات العربية ثمن غفلتها، انحرافات اخلاقية وفتن طائفية ونزاعات عبثية واخيرا تطبيعا مجانيا رخيصا مع العدو الصهيوني المكشوف.
هذه الحقيقة المرة، تفشي ظاهرة التطبيع وتسويق الكيان الاسرائيلي كصديق للعرب، وفي المقابل تسويق حركات المقاومة الاسلامية في فلسطين ولبنان وسوريا والمنطقة على انها حركات هدامة ارهابية طائفية ، وتسويق الجمهورية الاسلامية في ايران على انها عدوة للعرب، ما كانت لترى النور لولا الاعلام السعودي الصهيوني، فهل يمكن ان تفعل التلفزيونات الصهيونية ما تفعله تلفزيونات آل سعود الصهيونية مثل مجموعة "ام بي سي" و "العربية" و "الحدث" و..، ويكفي ان يجلس الانسان لساعة واحدة امام شاشة هذه التلفزيونات حتى تزكم انفه رائحة الحقد الاعمى ليس على العرب المسلمين وايران وحزب الله وحماس والجهاد والحشد الشعبي وانصارالله، فحسب بل على الدين الاسلامي نفسه والقيم الاخلاقية العربية الاسلامية الاصيلة.
هذه الحقيقة، حقيقة استهداف الاعلام الصهيوني السعودي للدين الاسلامي والقيم العربية، ظهرت جلية في المسلسل التلفزيوني السعودي الذي يبث في شهر رمضان المبارك!!، من على شاشة قناة "ام بي سي"، حيث الترويج للتطبيع ومهاجمة تعاليم الدين الاسلامي والترويج للمثلية الجنسية والانحرافات الاخلاقية، لمعرفة القائمين على وسائل الاعلام هذه انه لا يمكن الترويج للتطبيع بالشكل الذي تتمناه الصهيونية العالمية من دون استهداف "المعوقات" التي تحول دون ذلك، وياتي في مقدمة هذه المعوقات التعاليم الاسلامية الاصيلة ومنظومة القيم الاخلاقية العربية.
ارسال التعليق