تبرؤ السعودية من اسلامها المتطرف مجرد أكاذيب
ترجمة: إبراهيم سمعان
أكد موقع “ورلد ريليجن نيوز” الأمريكي أن السعودية تكذب على الغرب فيما يخصّ حربها على الإسلام المتطرف.
وشكَّك الموقع من خلال تقرير “ديريك ويلش” في صدق مزاعم المملكة وولي عهدها، بخصوص التزام الرياض بمواجهة الإسلام الأصولي والحرب ضد الإرهاب والتطرف، معتبرًا أن العلاقة بين الخطاب والفعل مليئة بالتناقضات.
واستعرض العديد من الجوانب التي توضح كذب التزام المملكة بالتحديث الذي تدَّعيه، فضلًا عن التمييز الذي تمارسه بحق مواطنيها والموجودين على أرضها.
واعتبر الموقع أنَّ خطاب المملكة الذي يدعي محاربة الإسلام الأصولي هدفه استمالة الأمريكيين الذين يقدمون تسليحًا عسكريًا للسعودية يجري استخدامه في الحرب ضد اليمن.
وإلى نص التقرير:
المملكة العربية السعودية حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أعلنت الولايات المتحدة أن المملكة شريك حاسم في الحرب ضد الإرهاب والتطرف. لكن هل هم صادقون بشأن التزامهم ضد الإسلام الأصولي؟
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يدعي أنه كذلك، مضى الزعيم الفعلي للمملكة في أول مقابلة له عبر تليفزيون أمريكي (خلال برنامج 60 دقيقة) ليقول: إن حكومته الإصلاحية تغيّر طبيعة الحكومة الثيوقراطية وتكثف الحرب ضد التطرف.
لكن هل هو صادق؟ السعودية بلد مسلم بشكل صارم، مطلوب من المواطن اتباع الإسلام، فإذا كنت تريد أن يكون لديك إيمان مختلف؟ في أسوأ الأحوال، يعاقب هذا القانون بعقوبة الإعدام، وهذا يعني أنه لا يمكن أبدًا أن تكون مواطنًا، تم القبض على المسيحيين بسبب ممارستهم لممارسة الصلاة الخاصة، وكثير من العمال الأجانب من أديان مختلفة ينتقدون التمييز الروتيني.
جزء من السبب في ذلك هو دعم السعودية لتفسير صارم للإسلام يُدعى الوهابية، هذا هو النهج الذي تتبعه المنظمات الإرهابية مثل بوكو حرام والقاعدة. في حين أنَّ هذا لا يعني أن المملكة نفسها منظمة إرهابية، إلا أنها تثبت أن جوهرًا أساسيًا لقيم البلاد يدعم ضمنيًا الأصولية، حتى لو زعموا خلاف ذلك.
البلد أيضًا يدعم صراحة الإرهاب، وكشفت وثيقة تم تسريبها في عام 2013 أن وزارة الخارجية الأمريكية وصفت السعودية بأنها “منصَّة دعم مالي هام للقاعدة، وطالبان، وجماعات إرهابية أخرى”.
يتم إرسال ملايين الدولارات إلى المنظمات الإرهابية، بالإضافة إلى ذلك اتهمت حكومات السعودية أيضًا بإعطاء أموال للمساجد والمدارس الدينية داخل دولهم، الأمر الذي فجّر الأصولية إلى مستويات غير مسبوقة، في حين أن هذا قد انخفض في الآونة الأخيرة، إلا أنه لم يتوقف.
أحد الأمثلة الأساسية التي يستخدمها الأمير محمد بن سلمان لإظهار التزامه هو السماح مؤخرًا للنساء بقيادة السيارات، ومع ذلك فإن الأمر لا يزال يتطلب الحصول على إذن من أحد أفراد الأسرة الذكور، كذلك ألقت الحكومة السعودية القبض على 11 من النشطاء الذين يدفعون باتجاه هذا الإصلاح، زاعمين أن الحكومات الأجنبية قد أثَّرت عليهم.
لماذا يدَّعي الأمير تغييرًا في دعم الأصولية بينما يبدو الأمر أكثر رمزية؟ قد يكون السبب متعلقًا بـمساعدات عسكرية قيمتها 49 مليار دولار تقدمها الولايات المتحدة للحكومة السعودية، يتم استخدام جزء كبير من هذا في خوض حرب في اليمن؛ حيث اتهمت القوات السعودية بجرائم حرب واستهدفت المدنيين عن قصد.
جولة الأمير الودية في الولايات المتحدة كانت لإثبات أن الحكومة ملتزمة بنوع أكثر اعتدالًا من الإسلام، لكن على الأمريكيين أن يظلوا متشككين، ليس فقط من أجل استمرار انتهاكات حقوق الإنسان، بل بسبب عدم تغيير الحكومة الدينية التي تبدو ملتزمة بشكل من أشكال الإسلام الخطير والمعادي للحداثة.
ارسال التعليق