تحالف السعودية يرتكب مجازر في تعز وصعدة
ارتكبت مقاتلات تحالف السعودية مجازر جديدة ضد المدنيين اليمنيين في محافظتي تعز وصعدة. وأفادت مصادر محلية لـ "الشرق"، أن أربع غارات جوية استهدفت منزل أحد المواطنين وهنجرا في منطقة الكدة بمديرية الراهدة جنوب شرق مدينة تعز، ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين وجرح 8 آخرين.
وبحسب المصادر، فإن الغارات الجوية الأربع التي شنتها مقاتلات تحالف السعودية، مساء السبت، استهدفت منزل أسرة مواطن وهنجرا لأعمال الحديد بمديرية الراهدة، حيث تفحمت جثث تسعة قتلى وتم تدمير المنزل بشكل كامل، فيما لازال ثمانية آخرون ممن تم انتشالهم ونقلهم إلى مستشفيات المدينة بحالة حرجة جدا.
وقالت إن «17 قتيلا وجريحا تعتبر كحصيلة أولية جراء استهداف طيران التحالف منزل أسرة الحاج علي قاسم، وهنجر ورشة السلام، لأعمال الحديد، بمنطقة الكدة، مديرية الراهدة».في السياق، قتل ستة مواطنين بغارات جوية للتحالف في محافظة صعدة أقصى شمال اليمن.
وذكرت مصادر يمنية، أن طيران التحالف شن غارات متعددة على منطقة آل عمار بمديرية الصفراء محافظة صعدة ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين ، فيما قتل مواطنان آخران إثر خمس غارات على منطقة مران في مديرية حيدان بذات المحافظة .
وكانت مقاتلات التحالف، استهدفت ثمانية من قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية، في مندبة بمديرية باقم في صعدة. وازدادت ضربات تحالف السعودية في الآونة الأخيرة التي تطال المدنيين في اليمن، وكذا الجيش الوطني، في حين أن جماعة الحوثي وصالح تنفذ استعراضات عسكرية بصورة شبه مستمرة في أكثر من محافظة يمنية، ولا تطالها أي ضربات جوية، وفقا لناشطين يمنيين.
من جهة أخرى، تحول الغذاء إلى سلاح حرب في النزاع اليمني، إلى جانب الضربات الجوية والمعارك على الأرض التي حصدت أرواح آلاف اليمنيين، بحسب ما قال الأحد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وأوضحت اليزابيث راسموسن نائبة الرئيس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في مؤتمر في الرياض "اليمن يقف على حافة المجاعة، والكوليرا تعمق أزمة الغذاء، والغذاء أصبح يستخدم كسلاح حرب".
ومن جانبه، طالب مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة بحل سياسي لأزمة اليمن، من أجل إنهاء المعاناة "الرهيبة" في البلاد.وأكد المسؤول الأممي في مؤتمر صحفي بصنعاء، في ختام زيارته الأولى لليمن منذ توليه منصبه، واستمرت خمسة أيام، للاطلاع على الوضع الإنساني، أن إنهاء المعاناة الرهيبة في اليمن يتطلب حلا سياسيا للأزمة قبل كل شيء.
وأوضح، أن في اليمن أسرع تفش لوباء الكوليرا شهده العالم على الإطلاق، وأكثر أزمة انعدام للأمن الغذائي في العالم. ولفت، إلى أن الأمم المتحدة تقدم حاليا المساعدات المباشرة لأكثر من 7 ملايين يمني شهريا. وعبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، عن صدمته مما رآه من أوضاع إنسانية متدهورة في اليمن جراء استمرار الصراع.
وقال "التقيت بعض النازحين من أصل مليوني شخص اضطروا لمغادرة ديارهم لتجنب القتال والظروف المروعة التي اضطرت العديد منهم إلى العيش فيها.. قابلت عاملين في المجال الصحي لم يتلقوا رواتبهم منذ سنة، واستمعت إلى قصص لأطفال لم يذهبوا إلى مدارسهم لمدة عام تقريبا بسبب عدم دفع رواتب معلميهم".
وأكد المسؤول الأممي أنه أجرى نقاشات صريحة مع كل مع السلطات في عدن وصنعاء بشأن ضرورة قيام جميع الأطراف المعنية ذات العلاقة ببذل المزيد من الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يستحقونها.
وشملت زيارة منسق الإغاثة الطارئة عدن، لحج، صنعاء، عمران، حجة والحديدة، اطلع خلالها على الوضع الإنساني المتفاقم جراء الصراع المستمر، والتقى مسؤولين في الحكومة الشرعية وسلطات الحوثيين والمخلوع صالح. وخلّف النزاع اليمني أكثر من 8650 قتيلا و58 ألف جريح بحسب أرقام الأمم المتحدة، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.
ارسال التعليق