تحقيقات فضيحة فساد البرلمان الأوروبي تصل السعودية
قالت وسائل إعلام دولية إن أنظار التحقيقات في فضيحة البرلمان الأوروبي التي تمثلت بتلقي أعضاء فيه لأموال وهدايا لبرلمانيين لاستمالتهم للدفاع عن صورتها، باتت تتجه للسعودية.
وذكرت صحيفة “لا روبابليكا” الايطالية أن الأنظار الأوروبية تتجه صوب السعودية ومراقبة أنشطتها عبر جماعات ضغط ومنظمات لوبي لتبييض سمعتها.
وأوضحت أن “علينا سؤال أنفسنا ما إذا كان ليس فقط القطريون والمغاربة بل السعوديون أيضًا طوروا القناعة بأنهم قادرون على العمل كما يحلو لهم دوليًا”.
وكشفت الصحيفة عن العمل أوروبيا على فحص حدة تدخل لولي السعودية في البرلمان الأوروبي وما ينطوي عليه من فساد مالي لكسب غسيل السمعة.
وبينت أن الأنظار الأوروبية تتجه للسعودية رغم احتفاء أعضاء اللوبي التابع للمملكة بمزاعم فساد قطر في البرلمان الأوروبي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في مقدمتهم المسئول الأمني عبدالعزيز الخميس.
والخميس هو المسؤول في محطة المخابرات السعودية في لندن، وأبرز أعضاء لوبي المملكة في أوروبا منذ سنوات.
وقالت النائبة في البرلمان الأوروبي إيفا كيلي إن دولة قطر ليست بحاجة لرشوة نواب البرلمان الأوروبي للتصويت لها، عقب اتهامات بتلقيها رشوة من دولة خليجية.
واعتقلت الشرطة البلجيكية كيلي وهي البرلمانية الاشتراكية اليونانية نائبة رئيس البرلمان الأوروبي سابقًا، بتهم تتعلق بعلاقات الشرق الأوسط.
ونفذت مداهمات صادرت فيها 1.5 مليون يورو، ويُزعم أن المال رشاوى لشراء التأثير قبل تخفيف الاتحاد قيود التأشيرات والملاحة الجوية بـ2022.
ونفت كيلي أن يكون المال “رشوة”.
وأكدت أن علاقات قطر تتوثق وسط محاولات أوروبا الابتعاد عن التبعية لروسيا في مجال الطاقة.
وأشارت إلى أنه يجري البحث عن خطوط إمداد للنفط والغاز من دول الخليج.
وقالت كيلي عبر محاميها ميكاليس ديمتراكوبولوس: “من الخطأ تمامًا الحديث عن وجود أجندة شخصية تتعلق بالترويج لقطر ومصالحها”.
وأضافت: “هناك نقاشات منذ 2019 لعقد الاتحاد الأوروبي علاقات تجارية مع قطر والكويت وعمان”.
لكن بحسب كيلي، فإ العلاقات قوية جدا، وأدت لدعوة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لإلقاء خطاب أمام البرلمان الأوروبي، وهو تكريم نادر لزعيم أجنبي.
ونفى البرلمان أن تكون الدعوة قد قُدمت للأمير.
وأكد محامي كيلي أن المبلغ المصادر من بيتها وغرفة فندق كان يقيم فيها والدها.
وبين أنه يصل إلى 900.000 يورو “لم يكن من قطر أو عمولات منها”.
وأضاف ديمتراكوبوليس: “لم تقدم لهم أية خدمات، ولم يكونوا بحاجة إلى كيلي”.
وذكرت أن البرلمانية تصرفت بناء على أوامر البرلمان الأوروبي.
وأشارت إلى أنه “كان مقررًا أن يلقي الأمير خطابا أمام البرلمان الأوروبي بيناير 2023”.
وزارت كيلي أبو ظبي الشهر الماضي بصحبة مارغريتيس شيناس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي، والنائب اليوناني المحافظ.
وبعد حضوره حفل افتتاح كأس العالم، كتب شيناس تغريدة قال فيها: “قطر هي أول بلد عربي وأصغر بلد يستضيف كأس العالم، وقامت بإصلاحات تستحق النجاح الدولي”.
وفيما لا يوجد أي دليل على تصرفات غير مناسبة من شيناس، إلا أنه تعرض لانتقادات بسبب مديحه قطر.
وتم تركيز الانتباه على معاملة الدولة المضيفة للعمالة الوافدة.
وقال: “طوال العام كانت كل تصريحاتي العامة المتعلقة بقطر متقاربة مع موقف المفوضية الأوروبية”.
وقدمت قطر تذاكر ورحلات جوية فارهة للنواب الأوروبيين بمن فيهم كيلي لزيارة البلد من أجل تخفيف حدة النقد بشأن معاملة العمال.
والتقت كيلي مع وزير العمل القطري علي بن شامخ المري، ومدحت الإمارة بكونها “متقدمة” في حقوق العمال رغم عاصفة النقد.
وفي إشارة لنقل كيلي المسؤولية لمشتبه بهم آخرين، قال ديمتراكوبولوس إن زوجها فرانسيسكو جيورجي، “ربما كانت لديه أجوبة حول وجود المال”.
ويضم 150.000 يورو وجدت في حقيبة راقية ببيتهما في بروكسل.
ولدى جيورجي صلات مع حملة “كافحوا الحصانة” والمعتقل بيير أنطونيو بانزيري.
وهو نائب سابق بالاتحاد الأوروبي عن يسار- الوسط، ورئيس المنظمة المؤثرة.
وقال المحامي: “والداها هما من أحضرا المال إلى الشقة، ولا توجد أموال قطرية”.
وأضاف: “يجب على المحققين النظر إلى إيطاليا والإيطاليين وتعاملاتهم المشبوهة، وبالتحديد المنظمات غير الحكومية في إفريقيا”.
وأشار إلى تسريب بلاغات اعتقال للصحافة برمز “العملاق” والذي مول بطاقة ائتمانية باسم ابنة بانزيري.
وقرر النواب تجريد النائبة كيلي من مهامها كنائبة لرئيس البرلمان الأوروبي، قبل أي جلسة استماع قانونية للتهم الموجهة إليها.
وحذرت جماعة ضغط اسمها “مرصد التعاون الأوروبي” من أن أزمة الطاقة الأوروبية لها علاقة بمشكلة الفساد.
علما بان السلطات السعودية من بعد اقترافها الجرائم العديدة بحق أبناء شعبها وكذلك حرب الظالمة التي شنتها على شعب اليمن الفقير، ناهيك عن جريمتها بحق الصحفي المخضرم جمال خاشقجي التي هزت العالم بأسره، قامت بدفع المليارات تلو المليارات من الرشاوى والهدايا الى الكثير من مسؤولي الدول الغربية وحتى ممثلات “البورنو” حازن على نصيب الأسد من هذه الرشاوى، لكي تلمع صورتها التي تلطخت بدماء الأبرياء، الذين قتلتهم لا لذنب بل بسبب مطالبتهم ببعض حقوقهم المسلوبة التي سلبتها هي منهم.
ارسال التعليق