تراجع اردوغان عن قناعة ام الظروف اكرهته
المعروف ان اردوغان كأي طاغية دكتاتور لا يتحرك وفق قيم انسانية ولا مبادئ ولا اخلاق وانما وفق رغباته الخسيسة وشهواته الحقيرة الخاصة به، لكنه عندما يتعرض الى مواجهة شعبية الى قوة كبيرة تهدد مطامعه كرسيه عرشه تراه يسرع الى التراجع الى درجة لا يصدقها المقابل، وهذا ما فعله ويفعله كل الطغاة الذين وصلوا للسلطة والنفوذ نتيجة للصدفة او استغفال اللآخرين امثال صدام القذافي وغيرهم .
فوصول اردوغان الى كرسي الحكم جعله يشعر انه الافضل والاحسن وان كل ما يريده سيتحقق وانه قوة مقبولة من قبل الشعب التركي وحتى شعوب المنطقة وانه قادر على فرض كل رغباته وشهواته واولها اعادة خلافة بني عثمان وسيكون اول خليفة للخلافة العثمانية الجديدة لهذا قرر اعلان الحرب على العراق على سوريا بدعم مالي من ال سعود من اجل تقسيم سوريا والعراق الى مشيخات تحكمها عوائل تابعة الى السلطان الجديد اردوغان وفعلا بدأ اردوغان يتحرك ويصرح وكأنه خليفة وكأن العراق وسوريا فعلا تابعتين له فالغى النظام السوري وعين بدله مجموعة تابعة له وارسل قوات الى العراق وأسس قواعد عسكرية مختلفة في شمال العراق وعندما طلبت منه الحكمة العراقية سحب قواته رد ساخرا بالحكومة العراقية وبطلبها وقال أنها ارض عثمانية وعلى الحكومة العراقية الرحيل لانها محتلة لارض آبائي واجدادي، الملفت للنظر ان الحكومة العراقية لم ترد على رد اردوغان بل تجاهلت الامر وكأنه لا يعنيها لا ادري هل خوفا من تهديد اردوغان أم انها اقتنعت برد اردوغان ليتها توضح لنا الامر.
وفجأة وبحالة غير متوقعة وجهت اليه صفعة وضربة قوية كادت تنهيه وتقبره وتقبر احلامه الخيالية الفاسدة فكانت انتفاضة شعبية عارمة اشترك بها كل ابناء الشعب بكل فئاته وشرائحه نجا منها باعجوبة بحيث عادت عقله اليه حيث كان يعيش في احلام الخلافة وملذاتها فغيرت عقله 180 درجة فعاد الى وضعه الطبيعي وادرك حجمه فشعر انه كان على خطأ ولا بد ان يعيد حساباته وعليه ان يستيقظ وكل ما كان مجرد احلام وتخيلات .
فبعد ان كان رافعا سيفه مهددا بقطع عنق بشار الاسد وان الاوضاع لا تستقر الا بالقضاء على الاسد ونظامه تراجع عن ذلك كله ورمى السيف من يده وحملة حمامة السلام في يد ووردة بيضاء في اليد الاخرى وهو يذكر الاسد بالصداقة القديمة التي تربطه به، وقال انه صديق مقرب مني شخصيا ومن عائلتي وأنا اعرفه جيدا وهو يعرفني وقد تعاونا في الماضي لكن بعض الامور الخاصة هي التي جعلتنا نختلف ومع ذلك انه لم يتورط في أي عمل ضد تركيا وشعب تركيا.
فأنه لم يعمل مع الاكراد ضد تركيا ولا مع الارهابين، كما انه لم يدعم التنظيمات الارهابية داخل تركيا، ولم يسمح لمن حاول الهرب من الانقلاب العسكري الفاشل من اللجوء الى سوريا.
في حين اعتبر الادارة الامريكية الحليفة لتركيا لها موقف مغاير ومخالف أنها تعاونت مع الاكراد وسلحتهم لذبح الشعب التركي وقال أن امريكا مشاركة في ذبح ابناء تركيا.
كما أتهم آل سعود في دعم الارهاب في تركيا والمنطقة وقال ان تركيا متورطة بشكل مباشر في تمويل ودعم الانقلاب العسكري الفاشل كما ان اسلحتها تضرب الشرطة والقوات المسلحة التركية وقنابلها يفجرها ارهابيون في المدن والمطارات التركية.
ثم قال انه واثق كل الثقة بالرئيس الروسي وانه يطبق وينفذ ما يؤمر به بحل سياسي مناسب في سوريا وانه لم ولن يمانع بمشاركة الصديق بشار الاسد في مرحلة انتقالية .
هذا يعني ان اردوغان غير اسماء اعدائه بعد ان كان اعدائه بشار الاسد، روسيا، الحشد الشعبي.
الان اعدائه الاكراد، آل سعود، داعش الوهابية، امريكا رغم انه لا يزال يطلق على امريكا عبارة الحليفة يعني ليس عدوة، لكنه نبهها بان بعض تصرفاتها كانت ضد تركيا.
نأمل ان يكون هذا التغيير في المواقف ناتج عن قناعة ذاتية .
بقلم : مهدي المولى
ارسال التعليق