ترامب لن يستمر بحماية ابن سلمان
تناولت صحيفة وول ستريت جورنال العلاقات الأمريكية السعودية، وتداعيات جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على تلك العلاقة منوهة بأن على الرياض أن تدرك بأن هناك من المتغيّرات الكثير وأن على السعوديين أن يُعيدوا التفكير بشأن حماية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماية لولي العهد ابن سلمان. وتقول الصحيفة عبر مقال للكاتب هولمان جينكينز إن سياسة ترامب تجاه السعودية تشبه السياسة التي كان يتبعها ملك إنجلترا تشارلز الأول (في القرن السابع عشر) والتي تتلخّص في سلسلة من الصفقات التي يطلب فيها الكثير، غير أنه يقدّم القليل ومن ثم لم يحصل على شيء، وبقي بلا حليف.
وتضيف الصحيفة: إن وضع “أمريكا أولاً” قد يعتبر واجب كل رئيس أمريكي، غير أن ترامب يُعاني عندما يتعلق الأمر بالسعودية. ووجّهت الصحيفة انتقادات واضحة لسياسة ترامب المتمثلة في منحه رخصة أمريكية للرجال الطغاة بأنحاء العالم للقضاء على أعدائهم، وأن بالكاد يشكّل عضواً من بين أعضاء إدارته نفسها، فنفوذه على المدى الطويل يعتبر مشكوكا فيه.
ويقول الكاتب هولمان جينكينز: أن ترامب بالكاد يستطيع تأمين مكانته، ناهيك عن تأمين مكانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ومن ثم يتساءل هل سرّبت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي) تقييمها بأن ابن سلمان أمر بقتل خاشقجي للضغط على ترامب؟ أم أن ترامب يأذن بالتسريب للضغط على السعوديين؟.
ومن ثم يشير الكاتب للحالة الصحيّة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ويقول إن قرار تعيين من يخلفه يقع في يد مجلس العائلة المالكة بعد وفاته. ويقول إن فرص اعتلاء ابن سلمان كرسي العرش دون معارضة عائلية وحتى دون إراقة دماء يبدو أنها ستصبح أضعف يوماً بعد آخر. كما ينبغي لترامب ألا يعول كثيراً على السعودية، فلقد سبق لإيران أن كانت في يوم من الأيام تشكّل دعامة للمخططات الأمريكية للاستقرار الإقليمي، غير أنها لم تعد كذلك.
ويقول الكاتب بل إن كان هناك بعض التلميح في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بأن إيران قد تصبح الحليف الجديد للولايات المتحدة للاستقرار في المنطقة. وأياً كان من يخلف الملك سلمان في تولي زمام الأمور في البلاد، فإنه لن يكون أقل رغبة في بيع النفط للولايات المتحدة وفي شراء الأسلحة الأمريكية.
ويستدرك الكاتب قائلاً: أن ابن سلمان قد ينجح في اعتلاء العرش، حيث قد ينسى الجميع جريمة خاشقجي ويتسامحون مع مرور الوقت، لكن هذا الأمر بهذا السياق يبقى مجرّد أماني. فلقد قضت الجريمة على الهدوء الذي يسود العلاقات الأمريكية السعودية، كما أنها تطرح أسئلة غير مريحة إزاء هذه العلاقة. ويشير الكاتب إلى هجمات سبتمبر ضد الولايات المتحدة، ويقول: إن 15 من أصل 19 من المهاجمين كانوا سعوديين، وإن بعض الأمراء السعوديين وغيرهم لا بد أنهم دعموا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. بل لا بد أنهم كانوا يعرفون عن خططه على نطاق واسع، وأنهم ربما أيّدوا عزمه على ضرب الولايات المتحدة بالطريقة التي اعتقد ابن لادن بأن من شأنها تعطيل النظام السياسي والاقتصادي الأمريكي. ويقول الكاتب إنه إذا كانت العائلة المالكة السعودية تتوق إلى نشر هذا الغسيل القذر، فإنهم يعرفون ما يجب القيام به، وهو الحفاظ على ابن سلمان في السلطة. كما يشير الكاتب إلى قانون جاستا وإلى القضايا التي رفعها ذوو ضحايا هجمات سبتمبر ضد السعودية والتي لقيت تأييداً من الحزبيين الأمريكيين في الكونجرس. ويختتم الكاتب مقاله، بأنه إذا اعتقد السعوديون أن ترامب يمكنه حماية ابن سلمان أو أنه يريد حمايته، فإن على السعوديين التفكير مرة أخرى.
ارسال التعليق