تفجير “مسجد الطوارئ” فشل ذريع لمحمد بن نايف.. لكنه سيقوي موقفه في الصراع على “العرش”
يكون آخر مكان يتوقع مراقب استهدافه بعمل انتحاري في السعودية هو قاعدة لقوات الطوارئ الخاصة، المعروفة أنها تشكل القوة الضاربة للنظام السعودي سواءً في محاربة الإرهاب، أو حتى في قمع النشطاء السلميين.
فمنذ شن تنظيم القاعدة عام 2003 هجمات في البلاد، صار من شبه المستحيل استهداف أي مقر عسكري خصوصاً تلك التابعة لوزارة الداخلية، فهي تحولت إلى ثكنات عسكرية تحيط بها الحواجز من مسافات تصل إلى مئات الأمتار.
حتى تنظيم القاعدة نفذ عمليتين انتحاريتين بسيارتين مفخخة في ليلة واحدة عام 2004، الأولى استهدفت وزارة الداخلية في الرياض، والثانية قاعدة لقوات الطوارئ في المدينة نفسها إلا أن كلاهما فشل حتى في تجاوز الحاجز الأول، ولم يؤديا إلى مقتل رجل أمن واحد.
لتلجأ “القاعدة” في العام نفسه إلى استهداف مبنى “لشرطة المرور” في شارع الوشم في الرياض وهو كان بلا حماية لأنه لم يتوقع أحد أن يتم استهدافه.
وبعد أن أعلنت “القاعدة” مسؤوليتها عن التفجير، عادت ونفت علاقتها به بعد غضب شعبي واسع.
وتفجير المسجد الواقع في قاعدة قوات الطوارئ في أبها أمس الخميس، يُثير كثيراً من الأسئلة والشكوك حول كيفية دخول الانتحاري إلى هذه القاعدة المحصنة وأمامه ثلاث نقاط تفتيش على الأقل، والتي تعلم وزارة الداخلية جيداً أنها مثل غيرها مستهدفة، خصوصاً أنها أعلنت قبل ثلاثة أسابيع أنها أحبطت خططاً لتفجير مسجدين في قاعدتين لقوات “الطوارئ” في رمضان الماضي.
بالتأكيد وفي بلد مثل السعودية لا مؤسسات ديمقراطية ولا أجهزة محاسبة فيها، فإن ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف لن يحاسب على هذا الفشل الذريع، بل ليس من المبالغة القول إنه كان سعيداً به، فـ “الإرهاب” ومحاربته هي الرافعة التي أوصلته أولاً إلى “وزارة الداخلية” وتالياً لولاية العهد.
فهو عند وقوع أحداث “سبتمبر” في 2001 كان لم يمر عليه عامان منذ توليه الملف الأمني في بلاده، ليتردد اسمه في وسائل الإعلام الغربية وخصوصاً الأميركية بوصفه “جنرال الحرب على الإرهاب”، وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما أثنى على تعيينه ولياً للعهد في فبراير الماضي “وكان سبباً في تجنيب الولايات المتحدة كثيراً من العمليات الإرهابية”.
الملاحظ أنه بعد “تفجير أمس” عاد اسم ابن نايف يتردد بشكل كبير سواءً في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل بوصفه “حامي البلاد من الإرهاب” ما يصعب تنفيذ أي خطط لإزاحته من ولاية العهد، خصوصاً أن بعض المراقبين توقع هذا الأمر لا سيما بعد تهميش ابن نايف بشكل لافت خلال الأربعة أشهر الأخيرة، في وقت كان يتصرف ولي ولي العهد محمد ابن الملك سلمان وكأنه حاكم البلاد وقام بزيارات رسمية لدول مهمة وألتقى بقادتها، مثل روسيا ومصر والأردن.-
ارسال التعليق