تقرير الباب الموارب .. بلاغ ضد السعودية
سارعت وسائل الاعلام السعودية وتلك الممولة منها الى الترحيب بالصفحات السرية لتقرير الكونغرس الاميركي معتبرة انه يبرئ السعودية الدولة واياً من افراد الاسرة الحاكمة او السفارة من أية علاقة بتفجيرات 11 أيلول في الولايات المتحدة. وكأن هذه الوسائل تريد توجيه الرأي العام بالقراءة التي تريدها للتقرير.
نحن نعرف ان اميركا فتحت بالكشف عن التقرير ” بازار ” الابتزاز او الاستنزاف، في اطار سياسة ” العصا والجزرة “، ولهذا تركت في الصفحات السرية التي كتبت عام 2004 الباب موارباً، فإما ان تعود السعودية الى بيت الطاعة الاميركي .. وإلا فالمحاكمة والمعاقبة ودفع التعويضات، وهذا ما ذكرناه في مقال سابق.
ولكن اي قانوني يقرأ التقرير ككل وكما هو وليس كمقتطفات مجتزأة لا بد انه سيضع يده على الاتهامات الاميركية للسعودية سواء عبر علاقات مسؤولين في الاستخبارات السعودية او موظفين في السفارة مع المنفذين الذين ساهموا في التخطيط لسرقة الطائرات التي استخدمت في تفجير البرجين، او المشاركين بشكل مباشر. بل ويمكن اعتبار هذا التقرير قانونياً بمثابة بلاغ للنيابة يتم بموجبه احالة المتهمين الى المحكمة التي سيكون لها الفصل في الرأي إما بالتبرئة او الادانة، طبعاً مع ما يرافق هذا التقرير البلاغ من قرائن.
ثم ان التقرير ذكر ان ال FBI او ال CIA زودت الكونغرس بما يفيد بضلوع السعودية بتمويل ودعم وصناعة وتصدير الارهاب من خلال ” القاعدة ” ربيبة السعودية، ما يعني انه اشارة مهمة للدور السعودي.
ان قراءة قانونية متأنية بعيدة عن الاعلام المأجور لا بد انها ستوصلنا الى ان الصفحات السرية لم تكتب الا للاستخدام في الوقت المناسب الذي تريده اميركا..
اذن فالسعودية ليست بريئة حتى الآن كما يروج اعلامها، بل ما زالت متهمة حتى اشعار آخر.. وهذا الاشعار هو الذي سيحدده اهالي الضحايا اذا لم تقم السعودية بضخ اموالها التي تلوح بسحبها لتعويضهم!
فهل عرفتم الآن لماذا اخفي التقرير طوال 14 سنة ليظهر الآن!؟
بقلم : عبدالحميد الدشتي
ارسال التعليق