تل أبيب: وليّ العهد السعوديّ وسفير الإمارات بواشنطن يعملان مع طاقم “خطّة القرن”
تتواتر الأنباء عن صفقة القرن، التي من المُقرر أنْ يطرحها الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، في شهر آذار (مارس) القادم، وتعمل إسرائيل على مدار الساعة في تسريب المعلومات حول هذه الصفقة، التي بات يُطلق عليها الـ”صفقة التاريخيّة” في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
المُحلّل للشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، نقل عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع، على حدّ تعبيرها، نقل عنها قولها إنّ الرئيس ترامب لن يمنح أيّ طرفٍ من الأطراف تحذيرًا مُسبقًا حول خطّته، بل سيقوم بإلقاء خطابٍ احتفاليٍّ، يعرض من خلاله الصفقة فيما يتعلّق بالشرق الأوسط.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّه لن تكون هناك محادثات مُتواصلة بين الأطراف ذات الصلة، وأيضًا لن يُعقد المؤتمر الاحتفاليّ، كما درج الرؤساء السابقين على تنظيم ذلك، إذْ أنّه سيضع جميع الأطراف أمام حقيقةٍ واحدةٍ، على حدّ قول المصادر الرفيعة في تل أبيب.
المُحلّل الإسرائيليّ، نقل أيضًا عن دبلوماسيٍّ أمريكيٍّ رفيعٍ جدًا في حاشية مايك بنس،نائب الرئيس الأمريكيّ الذي زار كيان الاحتلال الإسرائيليّ، نقل عنه قوله إنّ مبادرة ترامب سيتّم طرحها خلال العام الجاري، وعلى الأطراف أنْ تكون مستعدّةً لذلك، وعليه فإنّ هذا الأمر هو الذي أغضب ويُغضب السلطة الفلسطينيّة في رام الله، لافتًا إلى أنّه ليس من العبث أنْ يقوم رئيس السلطة، محمود عبّاس بـ”إطلاق النار” لجميع الاتجاهات، يقوم بشتم ترامب، في محاولة بائسة ويائسة للتأثير على الخطّة التي سيقوم بطرحها، كما أكّد فيشمان.
وكشفت المصادر ذاتها، كما أكّد فيشمان، على أنّ المزاعم الفلسطينيّة بعدم وجود خطةٍ لا أساس لها من الصحّة، مُشدّدًا على أنّ طاقمًا من مجلس الأمن القوميّ الأمريكيّ في البيت الأبيض اجتمع على مدار عدّة أشهر، والذين وُصفوا من قبل إسرائيليين التقوا معهم بأنّهم على درجةٍ عاليّةٍ من المهنيّة، ويقومون بنقل الخطّة إلى المُستوى السياسيّ، وبشكل خاصٍّ لصهر الرئيس غاريد كوشنير ولسفير واشنطن في تل أبيب، ديفيد فريدمان، والمبعوث الشخصيّ للرئيس الأمريكيّ لمنطقة الشرق الأوسط، جيسون غرينبلاط.
علاوةً على ما ذُكر آنفًا، كشفت المصادر الرفيعة في تل أبيب عن وجود ثلاثة مستشارين خارجيين للطاقم الأمريكيّ، الذي يعكف على إعداد صفقة القرن، وهم: وليّ العد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان، وسفير الإمارات العربيّة المُتحدّة في واشنطن، ويوسف العتيبة، وسفير إسرائيل في أمريكا، رون دريمر، وعليه، تابعت المصادر نفسها قائلةً إنّه من المحتمل جدًا أنْ يكون رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على اطلاعٍ واسعٍ بما يدور في الجلسات المغلقة للطاقم الأمريكيّ.
بالإضافة إلى ذلك، زعمت المصادر في تل أبيب، بحسب الصحيفة العبريّة أنّ الفلسطينيين يقومون بتفجير أزمةٍ اصطناعيّةٍ، إذْ أنّ خطّة ترامب لا تؤكّد على أنّ أبو ديس ستكون عاصمة الدولة الفلسطينيّة العتيدة، إنمّا تتحدّث عن عاصمة لهذه الدولة في أحياءٍ من القدس، أوْ أحياءٍ في محيط مدينة القدس، وهذه الأحياء، أكّدت المصادر يُمكن أنْ تدخل في إطار القدس الشرقيّة، على حدّ قولها.
ولفتت المصادر الإسرائيليّة عينها إلى أنّ خطّة القرن التي سيطرحها ترامب لن تشمل طلبًا من الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل كدولةٍ يهوديّةٍ، ولكنّهم في الوقت عينه مُطالبون بالتنازل عن حقّ العودة، مُوضحةً أنّ صائب عريقات يؤكّد على أنّ السيطرة الأمنيّة على جميع المناطق ستكون إسرائيليّةً، ولكن، أوضحت المصادر، فإنّ الخطّة ستكون من ناحية التطبيق على مراحل، بما في ذلك نقل السيادة الأمنيّة للفلسطينيين.
وتدلّ المؤشرات على أنّ إدارة ترامب وحكومة نتنياهو تُنسّقان لتطبيق بنود “صفقة القرن”، ولا سيما تلك التي تمثّل مكاسب جلية للدولة العبريّة حتى قبل الإعلان عن هذه الصفقة بشكلٍ رسميٍّ، والتي تمّ الكشف عنها في وثيقةٍ قدّمها أمين سر اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير، صائب عريقات، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، وتمّ تسريبها للقناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ أواخر الأسبوع الماضي.
كما شدّدّت المصادر على أنّه بعد تنفيذ الجزء الأوّل من الخطّة، ينتقل الطرفان إلى تنفيذ الجزء الثاني منها، وهكذا دواليك، مُشيرةً إلى أنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة ستكون الحكم بين الطرفين، وسيكون لها الكلمة الفيصل فيما إذا برزت مشاكل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب على أنّ إسرائيل ستحصل على جائزة ترضية، وهي عبارة عن إقامة علاقات دبلوماسيّة وعلنيّة كاملة مع المملكة العربيّة السعوديّة، فيما ستقوم المملكة بمنح الفلسطينيين الأموال لإعمار الدولة العتيدة، أمّا المملكة الأردنيّة الهاشميّة فسيكون دورها في مساعدة الفلسطينيين في المجال السياسيّ.
وخلُص المُحلّل إلى القول إنّه من المُمكن جدًا ألّا ينتج أيّ شيءٍ عن الخطّة الأمريكيّة، ولكن من شأنها أنْ تُشكّل مُحفزًا لتقديم موعد الانتخابات في الدولة العبريّة، ذلك لأنّه في شهر آذار (مارس) القادم، ستقوم الشرطة الإسرائيليّة بتقديم توصياتها إلى المستشار القانونيّ للحكومة الإسرائيليّة حول تورّط نتنياهو في قضايا الفساد والرشاوى، والتي بحسب جميع التسريبات، ستكون توصيات بتقديم لوائح اتهامٍ ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، كما قال المُحلّل فيشمان.
ارسال التعليق