جماعة الحوثي تکسر الذراع الثالثة للسعودیة في الیمن
مع سقوط مدينة "الحزم" مركز محافظة الجوف قرب الحدود مع السعودية، تحت سيطرة جماعة الحوثي، فقد كسرت الجماعة ظهر حزب الإصلاح اليمني الذي يعتبر الذراع الثالثة للسعودية في اليمن.
- نظرا لما كان يقال في السابق عن تدخل دولة ثالثة للوساطة بين حزب الإصلاح اليمني التابع للسعودية وبين الحوثيين، وبينما لم تهاجم جماعة الحوثي خلال السنوات الخمس الماضية سوى مواقع الاحتلال السعودي والاماراتي، فان تحرير مدينة الحزم قرب الحدود مع السعودية اظهر اولا ان هذه الوساطة لم تحقق اي نتيجة وثانيا ترى جماعة الحوثي ان الطريقة الوحيدة لتقليص اعدائها المدعومين من السعودية داخل اليمن هو انتزاع محافظة الجوف وهزيمة حرب الاصلاح.
- ورغم أن جماعة الحوثي كانت قد سيطرت على محافظة الجوف بأكملها في السابق، إلا أن السيطرة على مركز هذه المحافظة هو في الحقيقة مقدمة للسيطرة على محافظة "مأرب" آخر معقل لجماعة الإخوان اليمنية المدعومة سعوديا. وتحاصر جماعة الحوثي مأرب في الوقت الراهن بشكل كامل.
- إن هجمات الحوثيين الأخيرة الناجحة على مواقع التحالف السعودي، والتي أدت جميعها إلى انتصارات كبيرة لصالح الحوثيين واستكملت اليوم بسيطرتها على الحزم مرکز محافظة الجوف، اوصلت رسالة مفادها أن مصير السعوديين دون استثناء مرتبط بمصير مرتزقتهم في اليمن.
- تؤكد العمليات الناجحة الأخيرة للحوثيين، وعلى راسها عملية الجماعة الأخيرة "البنیان المرصوص"، ونشر نظام دفاع جوي جديد وكشف النقاب عن أسلحة جوية يمنية متطورة، واخيرا عملية اليوم في الجوف والعمليات المستقبلية في مأرب تؤكد على هذه الحقيقة أن الخيار القديم وهو ان "الأزمة اليمنية لا يوجد لها حل عسكري" يتحول تدريجيا الى خيار "الأزمة اليمنية لديها حل واحد فقط وهو الحل العسكري". وهذا الخيار الجديد یعني "أن ليس لدى ابن سلمان الكثير من الوقت للهروب من مصير الاستسلام المذل في الساحة اليمنية".
ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً مدمرة تتواضع أمامها جرائم الحرب بين التحالف السعودي ـ الإماراتي والميليشيات التابعة له من جهة، والحوثيين الشيعة من جهة ثانية بذريعة اعادة عبد زربه منصور هادي الى سدة الحكم، حيث تسببت هذه الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بحسب احصائيات منظمات إنسانية، ناهيك عن المجاعة، والأمراض المزمنة، التي خلفها الحصار، الذي فرضه التحالف على الشعب اليمن الفقير.
ارسال التعليق