أعلنت وزارة الحج والعمرة بالسعودية، الخميس، عن السماح للمرأة بالتسجيل للحج من دون وجود مُحرم لها، وسط انتقادات كبيرة لهذا القرار، الذي اعتبره كثيرون سابقة يجب على الوزراة التراجع عنها. 

أعلنت وزارة الحج والعمرة عبر الموقع الرسمي للوزارة السماح للمرأة بالتسجيل في الحج من دون وجود مُحرم لها، حيث شملت الضوابط استبعاد المحرم من صفة الأولوية.

والمحرم، بحسب التوصيف الشرعي في الإسلام هو كل من تحرم عليه المرأة تحريماً دائماً، بقرابة أو رضاعة أو مصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة، إضافة إلى الزوج الذي يُغني عن المحرم.

يشار أن استبعاد المحرم من صفة الأولوية في شروط الحج بالنسبة المرأة، أمر ليس بالجديد، حيث عمدت ذات الوزارة في موسم الحج 2021 لإتاحة أداء فريضة الحج للنساء من دون محرم.

وهو القرار الذي اعتبر حينذاك، الأحدث من نوعه في سلسلة القرارات المنافية للأعراف والتقاليد الدينية التي اتخذتها السلطات السعودية في الآونة الأخيرة، منذ تولي محمد بن سلمان السلطة المُطلقة في حكم بلد الحرمين عام 2017.

وحول هذا الموضوع، تباينت ردود الأفعال بين النشطاء في السعودية والمنطقة العربية، خاصة وأن هذا القرار يخرج عن طائلة السلطات السعودية ليصبح شأنا إسلاميا جامعا، بحسب مراقبين.

فعلق الناشط “علي البخيتي” على قرار وزارة الحج والعمرة السعودية حول إلغاء شرط المحرم في حج المرأة، بطريقة ترواحت بين السخرية السوداء والانتقادات.

وكتب عبر حسابه الرسمي على تويتر قائلا إنه “بعد وفاة شقيقه الأكبر الولي انتقل إلى رحمة الله اليوم المحرم”.

وتابع: “أعلنت السعودية إسقاط شرط وجود محرم لـ المرأة في العمرة أو الحج، والجدير ذكره أن أعضاء هيئة كبار العلماء وعلى رأسهم المرحوم ابن باز و ابن عثيمين أفتوا بتحريم حج وعمرة المرأة بدون محرم”.

من جانبه، علق الناشط “سعود” عبر حسابه الموثق على تويتر في سياق من الرفض القاطع لقرار الوزراة.

وكتب يقول إن “المرأة اللي تحسب ان الحج سفرة سياحية…عشان تقدح وتروح بدون محرم، نقولها بالفم المليان الموضوع تراه تدافع وتزاحم في أماكن ضيقة واجهاد ذهني وبدني يحتاج إلى رجل ليكون سند لها في مثل هذه الظروف!”.

مضيفا أن “الشرع لم يحرم هذا الأمر عبث…الا لمن لها ظروف قاهرة فهنا يسقط عنها”.

أما “سالم” فقرر الاحتكام في تعليقه على قرار الوزراة المثير للجدل، إلى حديث نبوي مؤكدا أن ماجاء على لسان النبيﷺ هو الرأي الصواب.

وقال “الصواب: “ما قاله النبي ﷺ: لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم لكن لو حجت مع النساء صح حجها، وعليها التوبة إلى الله؛ لأنها أخطأت وأثمت فعليها التوبة إلى الله والندم وأن لا تعود إلى مثل هذا وحجها صحيح إن شاء الله؛ لأنها.. أدت مناسك الحج، فصح مع الإثم في مخالفتها السنة، في حجها بدون محرم”.

“غيث” في المقابل، أراد بشكل واضح التنويه إلى أن قرار إعفاء شرط المُحرم في حج المرأة، ليس إلا قرارا واحداً ضمن سلسلة من القرارات التي تنوي من خلالها السلطات السعودية بقيادة محمد بن سلمان، تغيير هوية الشعب السعودي إلى الأبد.

وكتب عبر تويتر يقول: “اليوم الحج بدون محرم …بكرا بيحكو الحج مو فرض”.

وتابع: “الي بعدو بيحكو اذا مالك خلق تصلي مافي داعي الله غفور رحيم وهيك لحتى يخربو احكام الدين كلها”.

وأضاف بقوله “صدق رسول الله لما قال:”بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء”.

يشار أن هذا القرار يشمل المواطنات السعوديات والمقيمات على حد سواء، وأنه سيٌعتمد بشكل دائم وليس في موسم الحج الحالي فقط، رغم كل الانتقادات المُوجهة إليه.

ويأتي هذا القرار ليؤكد السلطة المُطلقة التي أصبحت لدى محمد بن سلمان من حيث التحكم في كل دواليب الدولة السعودية.

انطلاقا من المُقدرات النفطية، والمؤهلات البشرية في البلاد وصولا إلى التدخل في الشؤون الرياضية والثقافية، وأخيرا تدخله في تعديل شروط “الحج” بالنسبة للمرأة السعودية.