حرب طرق النفط في اليمن.. والمحور: انبوب النفط السعودي
بقلم: منى صفوانبدون سابق إنذار تدخل واحدة من أكبر المحافظات اليمنية إلى خارطة الصراع والتسليح العسكري والسبب هو أنبوب النفط السعودي.
لعل واحدة من أهم أسباب الحرب في اليمن، هو تأمين خطوط نفط بديلة للخليج، بعد التهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاق مضيق هرمز وعند هذه النقطة يحدث الاشتباك ، خاصة مع تواصل التهديد الإيراني مؤخرا ، حيث يبدو قاسم سليماني رئيس العمليات الإيرانية الخارجية سعيدا بتصريح الرئيس الإيراني بانه سوف يوقف تصدير النفط الخليجي.
بالتاكيد أن إغلاق مضيق هرمز وإيقاف صادرات النفط ليس بالمهمة السهلة، وسوف يعني تنفيذه تكليف المنطقة حربا مدمرة، وأن كانت أمريكا قد ردت بأنها تؤمن هذا الطريق البحري، إلا أن السعودية لديها منذ سنوات خطة بديلة.
فالسعودية التي لا تملك منفذا بحريا إلى باب المندب او بحر العرب، تجد في اليمن وصحراء اليمن ضالتها. وخاصة محافظة المهرة ، وهي محافظة صحراوية مترامية الأطراف تشكل بقعة جغرافية هامة ليس لليمن فقط بل للخليج برمته.
فهذه البقعة كانت دوما خارج مسرح العمليات الحربية، انها في أقصى الشرق اليمني، تطل من خلال منافذها البحرية على المحيط وبحر العرب، وهي بوابة اليمن الشرقية على الخليج ، وتشترك معها حضرموت في المكانة والأهمية.
المهرة تلاصق الحدود العُمانية، وتربط اليمن كله بشريان حساس من خلال مينائها البحري والجوي ومنافذها البرية.
ولكن قبل أشهر قليلة استيقظ اهل وشيوخ واعيان وشباب المهرة على وجود عسكري سعودي في المنطقة المسالمة .
يقول سكان المهرة الذين بدأوا اعتصاما مفتوحا منذ أشهر قليلة، أنهم استيقظوا على التواجد العسكري وتحويل مطار المحافظة المدني إلى عسكري.
ويبدو هذا التحرك السعودي في هذه الصحراء الشاسعة متناسقا والخطة السعودية بتمرير أنبوب النفط إلى البحر مرورا بالأراضي اليمنية. وهو مشروع للدول، فقط في حالة الاتفاق بين الدولتين اليمنية والسعودية وهذا مالم يتم.
فلم يتم اي اتفاق رسمي على تدشين خط النفط البري، الذي أعلن عنه السفير السعودي، وسط الصمت الرسمي حول موضوع سيادي وحساس، في بلد تأكله الحرب، وتقضم اوصاله المأساة الانسانية الأشد في العالم .
ووسط المناكفات السياسة بين أجنحة الشرعية، والحرب المتواصلة في الساحل الغربي بين الحوثيين والتحالف، والاضطرابات الأمنية في عدن، وتزايد إعداد النازحين، وانشغال الرأي العام اليمني بما يحدث في صنعاء وتعز وعدن والحديدة، برزت المهرة من تحت ركام رمال الصحراء ازمة سياسية جديدة، تنذر بما هو أسوأ فأهل وشيوخ هذه المنطقة، جزء من قيادة الشرعية وموالين للتحالف السعودي، ورفضهم الإجراءات السعودية يأتي من باب مطالبة السعودي بالقيام بتنفيذ أهدافه المعلنة.
ان السيادة اليمنية تبدو معطلة في هذا الظرف، ويبدو أن الاعتصام المفتوح في المهرة يريد أن يلفت نظر العالم إلى حجم التدخل السعودي الذي يقفز على كل الأهداف المعلنة له في اليمن ، ويقفز على البرتوكول السياسي وعلاقات الدولفهل يمكن لروسيا أو تركيا ان تمد أنبوب الغاز دون إذن او اتفاق مع هذه الدولة أو تلك.
هل الأرض اليمانية تقع خارج نطاق السلطة المحلية في المهرة.
واين هو مجلس التشريع والحكومة والرئاسة . ام انها اسئلة محرمة في الحرب.ان تفخيخ المناطق المسالمة وتغير تركيبتها السكانية ، يشعل صراعات جديدة في اليمن.
وكل هذا يتم وسط تعتيم اعلامي ، أن تصدر المهرة لعناوين الأخبار في اليمن ليس مألوفا، بسبب نأي هذه المحافظة الكبيرة نفسها عن اي صراع. لكنها اليوم تدافع عن سيادة اليمن والتوازن السكاني والثقافي، حيث يتم إدخال عناصر سلفية إلى المحافظة وهو أمر دخيل عليها ان الصراع الإقليمي بين ايران والسعودية بسبب طرق النفط، يقحم فيه اليمن اقحاما بسبب موقعه المهم. والحرب المفتوحة هناك لا يعلم الا الله كيف ستنتهي. لكن الاكيد ان امورا سيادية كهذه لا تبت في حالة الحرب خاصة أن الصراع مازال قائم، وبنفس الوقت اختلاق ازمة جديدة يعني تطويل عمر الحرب.
ارسال التعليق